مشكاة الأنوار في ذكرى هجرة المصطفى المختار صلّى الله عليه وسلّم

ت + ت - الحجم الطبيعي

هلّ المُحـــــرّمُ بالهلالِ الساري

يُحيي القلوبَ بهجــــرةِ المختار

ذكرى المُهاجـرِ نحو طيبةَ قاصداً

نصــــراً لدين الله بالأنصــــار

مَن عاش يدعـــو للإله بمكــةٍ

لا ينثني في الســــرّ والإجهــار

قد كان يُدعى بالأميــــن كرامةً

والصادقِ المصـدوقِ في الأخبار

حتى أتى بالحـــق يُنذرُ قومَـــه

ومبشـــــراً من رحمــــة الغفار

فأجابه للحــــق كلُّ موفـــــقٍ

من عُصبــــة الأخيـار والأبرار

وتنمّرتْ كُفارُ مكـــــــةَ جَهرةً

وتحزَّبوا في ساحـــة الأشـــرار

وترفّعوا عن دعوة الحــــق التي

نصـرتْ ذوي الأسمالِ والأطمار

قالوا تَبيعُــــك كلُّ عبدٍ هيّـــنٍ

في عيـــــن كل مُسيّدٍ جَبّــــار

يعنـــون سيــــدنا بلالاً حسبُنا

فخـــــــراً به مع صِنْوِه عمــارِ

وكذا ابنُ مسعــــودٍ حبيبُ نبينا

مَـــنْ عاش للقرآن في الأسحار

مَنْ قيل للمختــــار يَصبرُ نفسه

مَعْهم لدى الآصـــال والإبكار

وبدار الأرقــم نُوِّرَتْ أرواحُهم

بكلام مولانا الجليــــل الباري

لكــــنّ نابَ الشرّ ذَرَّ بقَرْنِــــه

وطغت قريشُ بقســـوة الفُجّارِ

سامَتْهُمُ سوءَ العذاب بقســـوةٍ

حتى شكى الشاكــون للمختار

فهداهُمُ نحو الجنــــوبِ مؤمِّلاً

عَدْلَ النجـــاشيْ، طَيّـبِ الآثار

خرجوا خِفافاً تاركيــن بلادَهم

نصــراً لدين الواحــــد القهار

لكـــنْ قريشٌ لم تفارق كيــدها

وتآمــــرت مع زُمـــرةِ الفُجّار

زادت من التعـــذيب كلّ عشيةٍ

للصـابرين على أذى الختّـــــار

حتى أتى أمـــــرُ الإله بهجــرةٍ

نحــــــو المدينة دُرةِ الأمصــار

فهناك فرســـــانُ الجهاد تَحوطُه

نسلُ الكرام خُلاصـــةُ الأطهار

مَنْ بايعوا في الله أكرمَ مرســــل

بالسيفِ في يُسْـــرٍ وفي إعســار

خـرج الحبيبُ مودّعـــا أركانها

والعينُ تكتم دمعــــة الإحصار

يا أرضَ مكـــةَ هل لنا من عودة

بعــد الجهاد وصـــولة الأسفار

يا هجرةً رفعتْ دعائـــــمَ ديننا

وجــــرى الزمانُ بسيلها الهدّار

وبها رســـــولُ الله رسّـخ دولةً

تَهدي الأنامَ بغيثها المِــــــدرار

عشرٌ من السنــوات ينشر دعوةً

ويُغيث جَـدْبَ الروح بالأمطار

ويُعيدُ للإنســـــــان أكرمَ قيمةٍ

ويُنيلهُ مـــــن أنبل الأوطــــار

صلى عليك الله يا قمـــر الدجى

ما حنّ ذو شَجَــــنٍ من الأطيار

والآلِ والصحبِ الكرام جميعِهم

ما رنّم الشعـــراءُ بالأشعــــار

 

Email