الأسر المنتجة رافد للاقتصاد وتمكين للمواطنين

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

2900 أسرة منتجة تحظى بالدعم التأهيلي والمادي من وزارة تنمية المجتمع، بنهج يرتكز على معطيين: تحويل المجتمع الإماراتي إلى مجتمع منتج ورافد قوي للاقتصاد الوطني، وتحقيق الرفاهية للمواطنين عبر دعم المشاريع المستدامة الهادفة إلى استثمار طاقاتهم وصقل مهاراتهم ليكونوا أصحاب مشاريع رائدة برؤى متطورة ومبتكرة. 

أكدت عفراء بوحميد، مدير إدارة برامج الأسر المنتجة بوزارة تنمية المجتمع، أن الأسر المنتجة باتت جزءاً مهماً في الهرم الاقتصادي، وهو ما تعكسه الأرقام، حيث وصل إجمالي دخلها العام الماضي 6.2 ملايين درهم، فيما تجاوز دخلها خلال الـ14 عاماً الماضية منذ تدشين مشروع «الصنعة» في عام 2008 حتى 2021 حاجز الـ63 مليون درهم.

وأضافت: إن الوزارة تحرص على دعم الأسر الإماراتية المنتجة المنضوية تحت مظلة مشروع «الصنعة»، باعتباره مشروعاً تنموياً يستهدف مساندة الأسر اقتصادياً واجتماعياً، لافتة إلى أن أصحاب الهمم وكبار المواطنين ومستفيدي الضمان يحظون بالأولوية تنفيذاً للاستراتيجيات الوطنية، وانسجاماً مع توجيهات ورؤى القيادة الرشيدة، وأن أوجه الدعم التي توفرها الوزارة تتمثل في توفير منافذ بيع من خلال المراكز والمعارض الدائمة والمؤقتة، ومنصّات البيع الإلكترونية، إلى جانب ورش العمل والبرامج التدريبية المتخصصة الهادفة إلى تعزيز قدرات الأسر ورفدهم بالأدوات اللازمة والمهارات المختلفة بغية الارتقاء بمشاريعهم وتطويرها، بما يقود إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وأوضحت بوحميد أن مشروع «الصنعة» يهدف في إطاره العام إلى استثمار طاقات أفراد المجتمع وتطوير قدراتهم ليكونوا أصحاب مشاريع رائدة، تدعم اقتصاد الأسرة خاصة، والاقتصاد الوطني عامة، بما يسهم في تحقيق أهداف وزارة تنمية المجتمع في الانتقال من مرحلة الرعاية الاجتماعية إلى التنمية، بغرض إيجاد مصادر دخل بديلة تحقق الاستقرار الاقتصادي للأسرة.

وحول المشاريع الإنتاجية التي تتخصص بها فئات الشباب وكبار المواطنين وأصحاب الهمم والمستفيدين من المساعدات الاجتماعية، ذكرت أنها تشمل الإنتاج الغذائي، والعطور والدخون ومستحضرات التجميل، وفئة الملابس والإكسسوار، والأشغال اليدوية والفنون وغيرها، مشيدة بالكفاءات الوطنية التي تعمل تحت مظلة المشروع، موضحة أن إدارة برامج الأسر المنتجة تسعى إلى توسعة رقعة المستفيدين، من خلال منحهم فرصة العمل والتوسع والاستثمار في مشاريع خاصة وفق الأطر والاشتراطات المعمول بها.

وأكدت بوحميد أن وزارة تنمية المجتمع وضعت الخطط والبرامج، وقامت بصياغة استراتيجيتها وفق منظور يتيح للأسر المنتجة الحصول على مكانة مهمة في دورة الاقتصاد المحلي، حيث اهتمت باستقطاب المزيد من الأسر الراغبة في إطلاق مشاريعها الخاصة، وعمدت إلى تنويع برامجها التأهيلية وتدريبها، وتكثيف المنافذ والمراكز التسويقية لتحقيق أفضل ترويج داعم لمنتجاتها المنزلية الصغيرة والمتناهية الصغر.

نماذج نجاح

تمتلك الأسر المنتجة سجلاً زاخراً بالإنجازات، نظراً للدعم والتسهيلات التي توفرها وزارة تنمية المجتمع، حيث تقول سامية صالح الجنيبي، صاحبة مشروع «سيوفي للعود»: بدأت العمل في المشروع منذ أكثر من عامين ونصف العام، مستغلة إجازة نهاية الأسبوع للترويج لمنتجاتي، لأنني أعمل موظفة في إحدى الدوائر الحكومية».

وأوضحت أن والدتها هي من علّمتها حرفة صناعة العطور والدخون من خلال تدريب استغرق نحو 18 شهراً، قبل أن تصبح قادرة على إعداد العطور وفقاً لطلب المستهلك والمواصفات التي يحددها، مشيرة إلى أن مشروعها الخاص مكّنها من كسر حاجز العزلة الاجتماعية، وباتت أكثر اطّلاعاً على مجال العمل والمنافسين ومتطلبات السوق، إلى جانب تأمين مصدر دخل إضافي.

تصميم

وترى شيخة المعمري، التي تخصصت في مجال تصميم وبيع جلابيات وملابس للصلاة، أن مشروعها متناهي الصغر حقق لها شغف العودة إلى العمل بعد تقاعدها من سلك التعليم عام 2019، لكن هذه المرة في القطاع الخاص وبعيداً عن العمل في المؤسسات التعليمية، لافتة إلى أنها تمتلك مهارة تصميم الجلابيات، وأنها أرادت مظلة أو جهة داعمة، وبالبحث تم إرشادها إلى وزارة تنمية المجتمع التي وفرت لها تشجيعاً ومنصّات ترويجية للمشاركة في العديد من المعارض والمناسبات، ما أسهم في توسعة رقعة زبائنها، فضلاً عن أن العمل وفّر لها فرصة التعرف إلى فئات من المجتمع خارج إطار حقل التعليم، وتكوين صداقات وخبرة في طريقة التعامل مع الزبائن.

استثمار

أما مريم المهيري، صاحبة مشروع «في للعود والعطور»، فقد انخرطت في المجال منذ قرابة عامين، واستثمرت خاصية البيع عن طريق المنصّات الإلكترونية «الأونلاين»، خاصة في ظل شغفها وحبها للعطور، وهو منتج يحظى بإقبال كبير من قبل مختلف أفراد المجتمع، مشيرة إلى أن مجال بيع العطور يتصف بمنافسة عالية في أسواق الإمارات.

وذكرت أنها تحرص على تقديم منتجات متميزة، منها «عطر خاص» تنتجه بأسعار مناسبة ترضي جميع الأذواق، مستفيدة من المنصات التي توفرها الوزارة، كالقرية العالمية، وإكسبو 2020 دبي، لعرض خط إنتاجها، كما كشفت عن أنها أنهت دراستها الجامعية كطبيبة جراحة.

ووصفت التجربة بالنوعية التي مكّنتها من التعرف إلى مواطنات مجتهدات من صاحبات المشاريع، حيث اقتربت من نخبة متميزة من بنات الإمارات، لافتة إلى أنهن موظفات، بيد أن ذلك لم يقف أمام طموحاتهن، مثمنة الدعم الذي حظيت به من عائلتها، لكونها اختارت مجالاً تهواه، كما توجهت بالشكر إلى وزارة تنمية المجتمع على دعمها ومساندتها من خلال توفير منافذ ومشاركات في معارض ومناسبات مهمة.

وذكرت أن ما يميز منتجاتها هو وجود خلطات وزيوت خاصة بها، لكونها متعاقدة مع مصانع مشهورة في فرنسا، تنتج لها زيوتاً طبيعية وخلطات لضمان شقّي الجودة والتفرد بالروائح، وأنها تمتلك شهادات بهذا الشأن، وتعتني بأدق التفاصيل، حيث صممت تغليفات مميزة، بأسعار تنافسية، إذ تبدأ من 150-350 درهماً، وتخطط المهيري لافتتاح محل خاص لها بعد أن وصلت شهرتها إلى سلطنة عمان والبحرين، فضلاً عن زبائنها الكثر من الأجانب.

مشروع

ويعتبر الشاب علي محمد غانم الماسي، الذي يحمل درجة البكالوريوس في الهندسة الكهربائية، أحد أضلاع هذا الهرم بمشروعه الخاص 800 كوفي، الذي افتتحه في القرية العالمية بتشجيع من والدته التي تمتلك بدورها مشروعاً خاصاً.

ويطمح الماسي، الذي بحث عن العمل في مجال تخصصه قبل أن يطرق باب العمل الخاص من خلال نشاط تجاري، إلى تطويره ليصبح علامة تجارية متعددة الفروع وعلى مستوى إمارات الدولة، ويحلم بتوسعة دائرة عمله الخاص وتطويره والانتقال به خطوة أخرى إلى الأمام، من خلال فتح عدد من الفروع لتشمل مختلف إمارات الدولة، مؤكداً أن السعي وراء تحقيق الأهداف يتطلب جهداً ومثابرة، خصوصاً في دولة تدعم أبناءها وتجعل تحقيق الفرص مسألة ممكنة وميسرة.

Email