مواطنون يشيدون بجهود المتطوعين

ت + ت - الحجم الطبيعي

ثمن عدد من المواطنين والمقيمين، الجهود الكبيرة التي بذلتها وزارة تنمية المجتمع، وهيئة الهلال الأحمر الإماراتي.

وبدعم عدد من المتطوعين بإيواء الأسر المتضررة من الأمطار والسيول بالمناطق الشرقية في الدولة، إثر تعرض الدولة إلى حالة جوية أثرت في مختلف إمارات الدولة وصاحبتها أمطار مختلفة الشدة، مما أثر في العديد من المنازل والخدمات والطرق، حيث قامت الجهات المعنية باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لضمان سلامة وصحة كل من يعيش على أرض الدولة.

وسطّر المتطوعون نماذج مشرفة في تلبية نداء الواجب، حيث كانوا سباقين في العطاء وتحقيق الريادة في العمل الإنساني والخيري، كما أكد مواطنون أنهم وخلال فترة وجودهم في المأوى حرصوا فيما بينهم على طمأنة بعضهم البعض، وتوفير وتبادل الاحتياجات فيما بينهم، الأمر الذي خفف عنهم شدة الموقف الصعب الذي مروا به.

يقول الشاب الإماراتي أحمد الغربي الكندي، متطوع من مدينة كلباء: «نحن على يقين تام بأن أبناء المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، سباقون في العطاء وتحقيق الريادة في العمل الإنساني والخيري، لذا لم أتردد مطلقاً في أن أكون متطوعاً مع القوات المسلحة، وذلك من خلال الوصول إلى المناطق المتضررة في إمارة الفجيرة، ونقل الأهالي من خلال 40 منزلاً .

وذلك إلى أماكن تجمع الحافلات، لتتم عملية نقلهم بعد ذلك مباشرة إلى الوحدات السكنية الفندقية، حيث يتم هناك الاطمئنان عليهم، والسؤال عن احتياجاتهم ومتطلباتهم، والتأكد من سلامتهم والعمل فوراً على تأمين احتياجاتهم».

وأضاف الكندي: «ليس هذا فحسب، إذ تطوعتُ أيضاً مع طاقم من العمال لتنظيف منازل المتضررين، وسحب وشفط المياه الراكدة، والعمل تدريجياً على عودة الحياة لطبيعتها في المنطقة».

وأكد أنه مهما كانت بساطة العمل التطوعي والإنساني إلا أنه يعتبر مُهماً في خدمة المجتمع، ومحاولة لرد جزء بسيط من جميل الوطن وخيره، فدولة الإمارات كانت ولا تزال مثالاً للعطاء ونموذجاً لأعمال الخير الذي يعتبر من الأسس الراسخة في قيم وعادات وتقاليد أبناء الإمارات.

حفاوة

ولم تتوقع الشابة مريم عبد الرزاق الحجي بأن رحلتها للمنطقة الشرقية برفقة زوجها وابنتيها فاطمة وعائشة ستتخللها تجربة مريرة لن تنساها أبداً، خاصة بعدما غمرت المياه مركبة زوجها، ليستطيعوا بعد ذلك الخروج بمساعدة عدد من المواطنين، ونقلهم إلى أقرب بناية سكنية.

وقالت الحجي: «لقد كان موقفاً صعباً من المستحيل نسيانه، فقد شعرت بخوف رهيب، خاصة بعد أن غمرت المياه مركبتنا ذات الدفع الرباعي. وبمجرد وصولنا لأقرب بناية سكنية وجدنا كل الحفاوة من الأخوة المقيمين الذين بادروا بالتخفيف عنا، وتقديم الوجبات لنا، وتوفير احتياجاتنا. وتم بعد ذلك نقلنا وغيرنا من المتضررين بواسطة سيارات القوات المسلحة لأماكن الإيواء المخصصة، إلى حين هدوء الأوضاع».

ولفتت الحجي إلى أنه من خلال الموقف الذي مرت به وعائلتها الصغيرة تجزم بأن سلامة الأرواح تعتبر أولوية قصوى لدى القيادة الرشيدة في الدولة، بل ولدى جميع الجهات المستجيبة في المنظومة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث.

وأردفت: «ومن خلال اطلاعي عن كثب فرغم شدة الأمطار وتقلبات الحالة الجوية التي أسفرت عن جريان السيول والأودية في عدد مناطق بالدولة، ومداهمة الأمطار لعدد من المساكن، إلا أنه لم تسجل أية خسائر بالأرواح أو إصابات بليغة، واقتصرت على خسائر مادية فقط».

مساعدة

وأوضح محمد أحمد الجسمي بأنه على الرغم من قيادته بحذر شديد، وابتعاده عن مجاري المياه والسيول والمناطق الوعرة مثل الجبال، إلا أن سيارته غمرتها المياه إثر زيارته للمنطقة الشرقية آنذاك. وأضاف: «ساعدني عدد من المتطوعين في الخروج من السيارة، ونقلي بعد ذلك إلى أحد مراكز الإيواء لحين استقرار الوضع في الإمارة».

كما أشادت عائشة محمد فرحان بجهود المتطوعين في إجلاء عدد من المواطنين من منازلهم التي غمرتها المياه. وأضافت: «حيث تم نقلهم وباهتمام كبير لمواقع إيواء مؤقتة، بالتعاون مع الجهات المحلية، وحجز الفنادق القريبة لإيواء الأسر المتضررة، والأسر التي تعيش في مناطق قد تشكل خطورة على ساكنيها، خلال الأمطار الشديدة».

وقالت سكينة أحمد:«لفتني حرص واجتهاد المتطوعين خلال خروجنا من إمارة الفجيرة وعودتنا إلى الشارقة بتوجيه السائقين بالابتعاد عن الأودية والسدود في المناطق التي تم تحديدها من الجهات المعنية لتجنب أية أحداث غير مرغوب فيها، متمنين السلامة للجميع».

تطوع

قال يحيى عبد الله المعيني، من هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، مركز دبي: «لم نتردد مطلقاً في أن نكون ضمن فريق عمل متكافئ للسيطرة على الأوضاع التي مرت بها الدولة، وذلك من خلال تواجدنا في أحد مراكز الإيواء، واستقبالنا للأفراد والأسر المتضررة من الأمطار والسيول. وتمثلت مهام عملنا ومسؤولياتنا في استقبالهم، وطمأنتهم، وتلبية كافة احتياجاتهم».

وأضاف المعيني: «إن في مثل هذا الظرف يتطلب تماسك شتى شرائح المجتمع، لننهل من نهر البذل والخير والعطاء الذي وضع شريانه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه. كما أن تطوع الشباب ضمن فريق هيئة الهلال الأحمر الإماراتي هو فعلياً وفاء ورغبة كبيرة منهم في رد الجميل لدولة الإمارات، بل لا يطمحون أكثر من أن يكون جزءاً من هذا العمل الوطني والإنساني، الذي يحظى بتضافر كافة الجهود المخلصة وبلا استثناء».

Email