يحتفل اليوم بذكرى تأسيسه مواصلاً العمل مع جميع شركائه الاستراتيجيين

المجلس الأعلى للأمومة والطفولة 19 عاماً من الإنجازات

ت + ت - الحجم الطبيعي

يحتفل «المجلس الأعلى للأمومة والطفولة»، اليوم، بالذكرى السنوية التاسعة عشرة لتأسيسه، والذي جاء بمرسوم بقانون اتحادي، أصدره مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة، وباني نهضتها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في 30 يوليو من العام 2003.

يعد المرسوم الاتحادي بتأسيس المجلس من أبرز إنجازات الدولة في مجال رعاية الطفولة، والذي يعد بمثابة الآلية الوطنية المعنية بتنظيم كافة الشؤون المتعلقة بقضايا الأمومة والطفولة.

ويهدف للارتقاء بمستوى الرعاية والعناية والمتابعة لشؤون الأمومة والطفولة،وتقديم الدعم لذلك في جميع المجالات خصوصاً التعليمية والثقافية والصحية والاجتماعية والنفسية والتربوية، وتحقيق أمن وسلامة الطفل والأم ومتابعة وتقييم خطط التنمية والتطوير لتحقيق الرفاهية المنشودة مع تشجيع الدراسات والأبحاث، ونشر الثقافات الشاملة للطفولة والأمومة.

وقد تبلور اهتمام دولة الإمارات بالطفل منذ نشأتها على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وإخوانه حكام الإمارات، رحمهم الله.

ويواصل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، إيلاء «الأمومة والطفولة» كل اهتمامه بوصفهما الشريحتين المهمتين في قيام أي مجتمع، ويواصل المجلس من جانبه نهجه عبر العمل مع جميع شركائه الاستراتيجيين بوصفهم الداعم في كل ما يضطلع به من أعمال ومهام.

مبادرات عالمية

لقد كانت الإمارات من الدول السباقة في مجال تعزيز العمل المشترك، وإطلاق المبادرات التي تصب في خدمة الأمهات والأطفال واليافعين في كل مكان في العالم.

وكثيرة هي البرامج المنبثقة عن التنسيق مع الجهات الحكومية والأهلية ومؤسسات المجتمع المدني، وما قام به المجلس الأعلى للأمومة والطفولة بالشراكة مع جميع هذه القطاعات وتنسيق العمل في ما بينها، فقد اعتمد مجلس الوزراء الاستراتيجية الوطنية للأمومة والطفولة 2017- 2021 والتي عكف على تطويرها المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، وهي أول استراتيجية وطنية للأمومة والطفولة.

وذلك بالشراكة مع مكتب منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف» في منطقة الخليج ومكتب اليونيسف في أبوظبي، إلى جانب العمل المشترك مع مجموعة من الشركاء والجهات المعنية بالطفولة الحكومية الاتحادية والمحلية وغير الحكومية، إضافة إلى الأكاديميين والخبراء، الذين يعملون من أجل الأطفال علاوة على أولياء أمورهم.

وارتكزت الاستراتيجية على أربعة مبادئ، غطت جميع جوانب حياة جميع الأطفال ممن يعيشون على أرض الإمارات، بمن فيهم الأطفال من أبناء المقيمين منذ الولادة وحتى قبل بلوغهم سن الثامنة عشرة.

أبحاث الأمومة والطفولة

وتم إنشاء مركز فاطمة بنت مبارك لأبحاث الأمومة والطفولة، حيث أصدرت سمو رئيس المجلس القرار رقم (2) لسنة 2020م في شأن إنشاء المركز، بهدف إجراء البحوث والدراسات في مجالات الأسرة الإماراتية بشكل عام، وقضايا الأمومة والطفولة بشكل خاص للمساهمة في تبوؤ الإمارات مكان الصدارة في مجال الأمومة والطفولة.

وتقديم الاستشارات العلمية في مجال بحوث ودراسات الأمومة والطفولة لصناع القرار، وخلق بيئة مستدامة للحوار والتواصل في شؤون الأمومة والطفولة على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي، وتبادل الخبرات والدراسات مع الجامعات والهيئات والمراكز المتخصصة على المستوى المحلي والإقليمي الدولي في مجال الأمومة والطفولة.

كما أصدرت سمو رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة قراراً بتنظيم منتدى دولي للأمومة والطفولة كل عامين..

وقد انطلق حاملاً اسم «منتدى فاطمة بنت مبارك للأمومة والطفولة» الأول في 20 نوفمبر 2016 ونظمه المجلس بحضور ملوك ورؤساء دول وحوالي 300 ممثل من الجهات الحكومية الاتحادية والمحلية، إلى جانب صانعي السياسات والمختصين ومؤسسات المجتمع المدني ووكالات الأمم المتحدة، إضافة إلى مجالس أمومة وطفولة عربية.

جائزة للأمومة والطفولة

وأعلن المجلس الأعلى للأمومة والطفولة إطلاق جائزة الشيخة فاطمة بنت مبارك للأمومة والطفولة تجسيداً لاهتمام دولة الإمارات الكبير بفتح أبواب التميز والإبداع في مجال الأمومة والطفولة محلياً وخارجياً.

وتستهدف هذه الجائزة تكريم الشخصيات العالمية من أصحاب الإنجازات المتميزة في خدمة قضايا وشؤون المرأة والطفل داخل الدولة وخارجها وتشجيع الباحثين على إجراء الدراسات والأبحاث في هذا المجال لإثراء المكتبة الإماراتية الإنسانية بهذا النوع من الأبحاث، التي تلقي الضوء على أهم فئة في المجتمع، وهي الأم وطفلها.

وتهدف الجائزة أيضاً إلى تشجيع المؤسسات والجهات الحكومية والخاصة في الإمارات على توفير الخدمات اللازمة للعناية بالأمومة والطفولة، والتوفيق بين دور الأم في الأسرة ودورها في الحياة العامة وتحفيز كافة الجهات المؤسسات الحكومية والخاصة للنهوض بمستوى جودة الخدمات المقدمة للأم والطفل.

كما وجهت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية بإطلاق جائزة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة للوقاية من التنمر في المدارس، إيماناً من سموها بضرورة تعزيز الجهود لتوفير بيئة مدرسية آمنة لأطفال الإمارات.

وتهدف الجائزة إلى تكريم الطاقات الدؤوبة في مكافحة ظاهرة التنمر في المدارس والوقاية منها، تعزيزاً للآثار الإيجابية المستدامة في البيئة المدرسية سعياً لأجيال متفتحة متسامحة ومعطاءة.

دعم حقوق الطفل

واحتفلت الدولة بيوم الطفل الإماراتي الذي يحل في 15 من مارس 2020 تحت عنوان «حق المشاركة»، وتأسيس «البرلمان الإماراتي للطفل» تماشياً مع الالتزام التام لحكومة دولة الإمارات بدعم حقوق الطفل، والتي ينص عليها قانون (وديمة)، وتعزيز المشاركة الفعالة لكل الأطفال بمن فيهم أصحاب الهمم وأسرهم والمؤسسات ذات الصلة في القضايا والموضوعات المرتبطة بهم وتنمية المجتمع.

وتتمسك حكومة الإمارات والمجلس الأعلى للأمومة والطفولة بالمبادئ التوجيهية لاتفاقية حقوق الطفل الدولية، والتي تنص على «حق الطفل في التعبير عن نفسه وآرائه في كل الشؤون الخاصة بالطفل وأخذها بعين الاعتبار». وفي هذا الإطار وجه المجلس الأعلى للأمومة والطفولة دعوة للوزراء والمسؤولين للمشاركة بهذه المناسبة.

وأطلقت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك مبادرة وطنية، تعمل على جعل الإمارات صديقة للطفل والأم واليافع، وأوكلت هذه المهمة للمجلس الأعلى للأمومة والطفولة ليتولى التنسيق مع الدولة الاتحادية والحكومات المحلية والقطاعين الخاص والأهلي وضع استراتيجية وطنية لتنفيذ تلك المهمة.

الوقاية من التنمر

ويعمل المجلس الأعلى للأمومة والطفولة والاتحاد النسائي العام بالتعاون مع منظمة اليونيسيف ووزارة التربية والتعليم ودائرة التعليم والمعرفة في أبوظبي ووزارة الصحة ووقاية المجتمع و«صحة» للخدمات العلاجية الخارجية على تحسين البيئة الاجتماعية في عدد من المدارس في الدولة وجعلها آمنة وخالية من التنمر، والعمل على زيادة وعي نسبة اليافعين حول التنمر ومقاومته بأساليب علمية وتكوين فريق من العاملين في المدارس، والذين يكتسبون المعرفة والمهارات التعليمية والتوعوية حول تجنب التنمر.

ونفذ المجلس وشركاؤه مجموعة من البرامج وورش العمل لمكافحة التنمر وحققت نجاحاً كبيراً عبر تغطية أكثر من 60 مدرسة حكومية وخاصة مستهدفة آلاف الطلبة وكانت نتائجها مذهلة، ومن بينها تخفيض نسبة التنمر بصورة كبيرة.

ونظم المجلس الأعلى للأمومة والطفولة في شهر مايو 2017 حفلاً لتكريم المدارس المشاركة في مشروع الوقاية من التنمر. ووجهت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك بإطلاق جائزة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة للوقاية من التنمر في المدارس، إيماناً من سموها على بضرورة تعزيز الجهود لتوفير بيئة مدرسية آمنة لأطفال الإمارات.

استراتيجية وطنية

وتوجت البرامج التي تنفذها الإمارات بشأن الطفولة بإطلاق سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك الاستراتيجية الوطنية للأمومة والطفولة والخطة الاستراتيجية لتعزيز حقوق وتنمية الأطفال أصحاب الهمم 2017 - 2021 واللتين اعتمدتهما الدولة.

وقررت دولة الإمارات العربية المتحدة في عام 2018 الاحتفال بيوم الطفل الإماراتي سنوياً لتجديد الالتزام بحقوق جميع الأطفال الإماراتيين والمقيمين في الدولة.

وتعتبر الإمارات من الدول الرائدة عالمياً في مجال حماية ورعاية الطفولة وكانت سباقة إلى جعل الأطفال في العالم يعيشون في أمان ورفاهية.

مذكرات تفاهم

وفي إطار العمل المشترك، وقع المجلس الأعلى للأمومة والطفولة مجموعة من مذكرات التفاهم مع بعض الشركاء الاستراتيجيين، منها مذكرة تفاهــم مع وزارة التغير المناخي والبيئة بشأن التعاون في تعزيز دور الأطفال في المجال البيئي.

وذلك في 27 يناير2020 ومذكرة تفاهم مع الأولمبياد الخاص وجمعية الإمارات للتوحد، إلى جانب مذكرة تفاهم مع المجلس الوطني الاتحادي في إطار تفعيل اختصاص المجلس الوطني الاتحادي والمجلس الأعلى للأمومة والطفولة في ما يتعلق بتوعية الأطفال والشباب من الجنسين بشأن ترسيخ مبدأ المساواة.

والمشاركة في صنع القرار عن طريق الحوار البناء والتعبير عن الرأي والاعتراف بالآخر وفقاً لآليات العمل البرلماني المنظم وتعزيز دورهما تجاه قضاياهما الوطنية والعربية، وإيماناً بأهمية التشاور والاستفادة من وجهات النظر المختلفة عند إعداد الدراسات والبحوث، التي تطرح للمناقشة في لجان المجلس الوطني الاتحادي.

كما وقع المجلس الأعلى للأمومة والطفولة مذكرة تفاهم مع الهيئة العامة للشؤون الإس لامية والأوقاف .

و ذلك في إطار السعي لإعداد جيل من التربويين المؤهلين و القادرين على مواجهة التحديات الاجتماعية والثقافية، وبناء طفل المستقبل، وتعزيز حقوق وتنمية الأطفال أصحاب الهمم ودمجهم بشكل كامل في المجتمع وتضمينهم في كل السياسات والبرامج بما يضمن مشاركتهم الكاملة في المجتمع وتعزيز حصولهم على جميع حقوق الإنسان والحريات الأساسية بدون تمييز.

مبادرات خلال الجائحة

عمل المجلس في ظل جائحة (كوفيد 19) على عدة برامج صبت جميعها في صالح حماية الطفل واليافع من خلال عقد حلقات نقاشية حول دور الأمهات في التعامل مع أصحاب الهمم في ظل فيروس كورونا (كوفيد 19).

وعمل المجلس الأعلى للأمومة والطفولة بالتعاون مع وزارة الصحة ووقاية المجتمع ودائرة الصحة بأبوظبي وهيئة الصحة بدبي على توفير قائمة بأسماء العيادات والمستشفيات الآمنة في جميع إمارات الدولة، ورقم اتصال خط ساخن للتواصل بشكل مباشر للرد على استفسارات الأمهات المرتبطة بفيروس كورونا.

ومن ضمن برامج المسؤولية المجتمعية أطلق المجلس مبادرة لدعم المشاريع الناشئة والصغيرة وخصص حساباً على موقع التواصل الاجتماعي (إنستغرام) support. Small. Business.ae لإبراز المشاريع التجارية الصغيرة، التي تنفذها الأسر وأصحاب الهمم وأمهات أصحاب الهمم والمشاريع الشبابية الصغيرة مثل صناعة الحلويات والضيافة والعطور والأزياء، من خلال نشر مقاطع وصور لأعمالهم للترويج لها على المنصات الإعلامية كل يوم جمعة، وذلك للمساهمة في تقليل التأثيرات والتداعيات الاقتصادية، التي شهدها العالم بأكمله بسبب كورونا المستجد.

الإمارات نموذج عالمي في رعاية النساء والأطفال

باتت الدولة نموذجاً عالمياً يحتذى في تقديم كل السبل الكفيلة برعاية النساء والأطفال مثل التعليم والحماية والرعاية الصحية، للمساهمة في مسيرة التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة المنشودة ليكونوا قادة المستقبل.

وأصدرت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك قراراً بإنشاء مجلس استشاري للأطفال في عام 2018 يكون تابعاً لمكتب الأمين العام للمجلس الأعلى للأمومة والطفولة.

وتأتي أهميته من تحقيق المجلس الأعلى للأمومة والطفولة لأهدافه واختصاصاته وفقاً لقانون إنشائه، وتحقيقاً للأهداف التي نص عليها قانون حقوق الطفل 2016 «وديمة» وأهداف الاستراتيجية الوطنية للأمومة والطفولة 2017- 2021 والخطة الاستراتيجية لتعزيز حقوق وتنمية الأطفال ذوي الإعاقة 2017 - 2021.

وأعلن المجلس الأعلى للأمومة والطفولة في 22 فبراير من العام 2020 إنشاء أول برلمان إماراتي للطفل بموجب اتفاقية وقعها مع المجلس الوطني الاتحادي، وبالتعاون مع العديد من الشركاء الاستراتيجيين.

ويهدف إنشاء البرلمان الإماراتي للطفل إلى ترسيخ المساواة والمشاركة في صنع القرار عن طريق الحوار والتعبير عن الرأي في إطار منظم لدى الأطفال وإعداد جيل قادر على ممارسة أدواره المجتمعية والمساهمة الفاعلة في البناء والتنمية المجتمعية.

بالاضافة إلى تعريف الأطفال بحقوقهم وكيفية الدفاع عنها طبقا للاستراتيجية الوطنية للأمومة والطفولة وقانون حقوق الطفل 2016 (وديمة) والاتفاقية الدولية لحماية حقوق الطفل وتدريب الطفل الإماراتي على استخدام وسائل التعبير عن الرأي وتقبل الرأي الآخر.

كما استضافت دولة الإمارات برلمان الطفل العربي ومقره إمارة الشارقة ليكون هذا البرلمان خطوة مهمة نحو تعزيز المشاركة السياسية للأطفال العرب من خلال تلاقي رؤية الإمارات مع كل الدول العربية في تأسيس هذا البرلمان الذي يعد الأول عالميا لتأهيل الطفل نحو البناء والمشاركة برأيه في خدمة قضاياه.

Email