سياسيون وأكاديميون: كلمة رئيس الدولة تعزز مكانة العرب الاستراتيجية عالمياً

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد سياسيون وأكاديميون عرب أن كلمة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، رسمت خريطة ومبادئ السياسة الخارجية لدولة الإمارات في المرحلة المقبلة، مؤكدين أن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان يعزز مكانة العرب الاستراتيجية عالمياً، ويسهم في دعم دور العرب في صناعة القرار العالمي لكل ما يخص المنطقة وقضاياها وأيضاً الملفات الدولية.

 

وقال الخبير الاستراتيجي والعسكري السعودي، أنور عشقي، رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية في جدة، إن ما أكده صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في كلمته من التزام بالتعاون السياسي مع المحيط الإقليمي والعالم الخارجي في مجال السياسة الخارجية، يتوافق مع البناء الداخلي للإمارات.

مشيراً إلى أن الإمارات تركز في استراتيجيتها المستقبلية على الحلول الدبلوماسية والقوة الناعمة، لتعزيز مصالحها الاقتصادية وشراكاتها التجارية.

وأضاف: إن تأكيد سموه على الاستمرار في دعم جسور الحوار على أساس الاحترام المتبادل بين دول العالم هو ضمانة أساسية للنجاح، الذي حققته الدولة في نسج علاقات قوية مع دول العالم شرقاً وغرباً على أسس الاحترام المتبادل، والالتزام بحل النزاعات بين الدول بالحوار والطرق السلمية، والوقوف إلى جانب قضايا الحق والعدل والإسهام في دعم الاستقرار والسلم الدوليين وتعزيز التعايش الإنساني.

رؤية لمستقبل المنطقة

أما أستاذة العلاقات الدولية بجامعة الملك فيصل د. بدرية بنت عبد المحسن الشهري فقد أكدت أن تأكيد سموه على استمرار سياسة دولة الإمارات كداعم للسلام في محيطها الإقليمي والدولي يعني أنها مصممة على ترسيخ رؤيتها لمستقبل مستقر ومتسامح لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، خاصة بعد أن قطعت دولة الإمارات شوطاً كبيراً ومتقدماً في تعزيز مكانتها على الصعيدين الإقليمي والدولي، ما يؤهلها لترسيخ نفسها كقوة متوازنة وراسخة في جميع أنحاء العالم العربي والشرق الأوسط.

شراكات نوعية

ومن البحرين، قال عضو مجلس النواب إبراهيم خالد النفيعي: إن كلمة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، تعبر في جوهر مضمونها المفاهيم الطولى التي أسست عليها الإمارات منذ البدايات والتي ترتكز على السياسة الخارجية الرزينة، والمسالمة، والتي تقدم يد العون والمساعدة للشعوب وللأمم الإنسانية، وتكون حاضرة بمواقفها بالخير دائماً.

وأشار النفيعي في تصريح لـ«البيان» من العاصمة البحرينية المنامة إلى أن السمعة الطيبة والكريمة للإمارات، وعلاقاتها الحسنة مع دول وحكومات وشعوب العالم، وانفتاحها على الآخر، وتعزيزها مبادئ السلم والأمان، أفضت إلى تحقيقها شراكات نوعية ومتميزة، ومتجذرة.

وبين أن الإمارات مستمرة بقيادتها الحكيمة، وبشعبها الوفي والمتميز في شتى الميادين والحقول، في ترك الأثر، والمساهمة في بناء عالم متحضر جديد، والذي تخطى به أبناء الدولة بإنجازاتهم الحدود الوطنية للأمم كلها.

حنكة القيادة

من جهته، قال عضو مجلس النواب البحريني خالد صالح بو عنق: إن البحرين تابعت بتقدير وإعجاب وعرفان، كلمة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والتي عبرت عن توجهات الإمارات، والتي وبفضل حنكة قيادتها، وعزيمة أبنائها، مستمرة في التطوير والابتكار والتفوق، حتى باتت الإمارات محط أنظار العالم للتجار، والمبدعين، وللعقول، وللفنانين، والرياضيين، والعلماء، وغيرهم.

وأوضح بو عنق أن التطور الاقتصادي الكبير، الذي حققته الإمارات على كافة الأصعدة يؤكد جدية الدولة في أن تكون بصدارة الأمم المتطورة والمتفوقة، وهو ما يحدث بالفعل وبشتى المجالات.

وأشار إلى أن العزيمة التي يرسخها رئيس الدولة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، لأبناء الدولة، وللمقيمين، تقدم دروساً مستفادة لدول المنطقة والعالم، حول مفاهيم الحكم الرشيد، وكيف يكون أثر الإبداع على كافة نواحي الحياة.

نهضة شاملة

بدوره، قال رئيس جمعية البحرين لتسامح وتعايش الأديان يوسف بو زبون: إن العالم بأسرة يتابع ما يحدث في الإمارات من نهضة إنسانية وعمرانية واقتصادية وعلمية وأدبية شاملة، بكل إكبار وإعجاب، ويتطلع إلى ما ترنو إليه الدولة المزدهرة، من تغيير إيجابي ومتحضر وبناء يطال مجتمعات العالم، عبر تعزيز مفاهيم التقارب، والتعايش، ونبذ التطرف، والغلو. وتابع بو زبون:

لقد استطاعت الإمارات أن ترسخ مفاهيم عالمية جديدة في مبادئ السلام وبناء الشراكات والحوار المفضي للتقارب البشري، وبما يكفل تعزيز الازدهار للبشرية ككل، ولذلك يسعى الكثيرون اليوم، ليكون مستقرهم في هذه الدولة العظيمة، والشقيقة، والبناءة.

مسيرة تنمية

من جهته، أكد راعي الكنيسة الإنجيلية الوطنية القس هاني عزيز أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وضع الأساس في الإمارات، خصوصاً في ما يتعلق بالاهتمام بالمواطن، ووضعه كأولوية، وفي الانفتاح على الآخر. وأضاف: وأيضاً في التعايش، ومد يد العون والمساعدة لكل محتاج.

وهو ما عبرت عنه كلمة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والتي جاءت مكملة لمسيرة التنمية والنهضة والبناء التي بدأها الآباء، واستلمها الأبناء بكل وفاء وعرفان وأمانة، وأضاف عزيز: الإمارات مشهود لها بالتعايش ومحبتها للسلام، مع التمسك بذات الوقت بدينها، وثقافتها، وقيمها الأصيلة.

مثال النجاح

ومن الأردن، أشاد عضو مجلس الأعيان د. طلال الشرفات بمسيرة دولة الإمارات: «هي مسيرة نفتخر بها كعرب، فالنهضة التي حققتها تعد مثالاً للنجاح، ويمكن وصفها بالمسيرة المباركة وهي قصة نجاح تجسد اعتدال الدولة وتمسكها بالمبادئ الأساسية التي قامت عليها منذ التأسيس على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.

وأضاف الشرفات: «ندعو الله عز وجل أن يوفق صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأن يلهمه السداد، فالقيادة الإماراتية الحكيمة تمكنت من اعتماد سياسة الاعتدال والتوازن والخطاب الوسطي، وحافظت على مرتكزات السيادة الوطنية، وتسعى جاهدة لمد جسور الثقة، وتعزيز لحمة الأشقاء العرب، فضلاً عن السياسة الخاصة بالشعب الإماراتي، فالعلاقة تتجاوز بين الحاكم والمحكوم إلى مفهوم الأسرة الواحدة، وبالتالي فهو نموذج متكامل يحتذى به».

سياسة منفتحة

ومن مصر، يقول المفكر اللواء سمير فرج، في تصريحات خاصة لـ «البيان»: إن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، يقود تطوراً في السياسة الخارجية للدولة، بما يمثله من عقلية منفتحة في الفكر السياسي العالمي، وبالتأكيد على اتجاهات سياسة الإمارات في تعزيز دورها ضمن الدول الرائدة عالمياً.

ويبزغ دور الإمارات الكبير في دعم وإرساء السلام والاستقرار في المنطقة العربية، فضلاً عن دورها كدولة رائدة في تقديم المساعدات الإنسانية والتنموية للتخفيف على شعوب المنطقة والعالم، الذين يواجهون تحديات مختلفة، وهو الدور الذي تسعى الدولة إلى تعزيزه بقوة في المرحلة المقبلة.

ويشدد المدير الأسبق لإدارة الشؤون المعنوية بالقوات المسلحة المصرية، على أن «السياسة الخارجية لدولة الإمارات هي سياسة متزنة وعقلانية تواكب المتغيرات، التي تشهدها المنطقة العربية، وما يحدث من تطورات على الصعيدين الإقليمي والدولي.. ومن خلال هذه السياسة تحقق الدولة مكانة عظيمة عالمياً تمضي في سبيل تعزيزها وتقويتها، وقد أصبحت محط أنظار كل القوى والأطراف الإقليمية والدولية لمكانتها المميزة».

العمل المشترك والتوازنات

من جهته، يقول عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، مستشار مركز الخليج للدراسات، السفير أشرف حربي: إن السياسة الخارجية الإماراتية هي سياسة متوازنة، ولها محددات لا تخرج عنها في إطار العمل العربي المشترك، وكذلك التفاهمات الخاصة بالتوازنات الإقليمية والتوازنات في منطقة الخليج.

ويشير حربي في تصريحات خاصة لـ«البيان» إلى آفاق تلك السياسة في عهد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، لجهة تأكيد اتجاهات الدولة الثابتة في تعزيز دورها في المنطقة، وأيضاً من أجل أن يكون لها دور إيجابي أكبر في النزاعات والخلافات التي تواجه المنطقة، وكذلك التحديات التي تلف العالم العربي.

ويردف مستشار مركز الخليج للدراسات في معرض تصريحاته قائلاً: تلك السياسة مهمة في منطقة الشرق الأوسط.. تسعى الإمارات دائماً على المحافظة على علاقاتها مع القوى الإقليمية، وأن يكون هناك نوع من أنواع التوازن في إدارة الملفات المختلفة، بما يضمن لها أن تسهم بدور إيجابي في السعي لحل أي توتر في المنطقة. ويختم تصريحاته بالإشارة إلى أن دور الإمارات الخارجي إيجابي وفعال ويعزز مكانة العرب دولياً، ويسهم في حل النزاعات وإرساء قواعد السلم والأمن الدوليين، ومساعدة الدول على حل خلافاتها، ونشر السلام.

تعزيز التنافسية

قال الباحث والمحلل الاقتصادي السعودي د. بابكر بن زيد الهزلول، إن إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وضع تنويع اقتصاد البلاد كمحور استراتيجي لخطط التنمية إضافة لتعزيز القدرة التنافسية الاقتصادية وتطوير القدرات في العلوم، يشير إلى إشراك جميع مؤسسات الدولة في جميع المجالات وعلى مختلف المستويات الاتحادية والمحلية في مسؤولية بناء أفضل بيئة اقتصادية عالمية والحفاظ على المكتسبات التي تحققت خلال الخمسين عاماً الماضية.

وأضاف: إن الإمارات رسخت بالفعل من خلال هذه السياسة التي أشار إليها سموه سمعة عالمية، وأصبحت وجهة واحدة للأعمال والسياحة والصناعة والاستثمار والتميز الثقافي وهي تمضي قدماً في بناء أفضل اقتصاد ديناميكية في العالم على اعتبار أن التنمية الاقتصادية للبلاد هي المصلحة الوطنية العليا.

 

 

 

Email