مناسب لتغذية النباتات والأشجار في مختلف فصول السنة

السماد السمكي.. حصاد زراعي وفير وصديق للبيئة

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

مساحة خضراء تخصصها «البيان» أسبوعياً، التزاماً منها بدعم جهود الاستدامة، يتفيأ ظلالها هواةُ الزراعة المنزلية ليتعرفوا على المعلومات الإرشادية الخاصة بالأساليب المنوعة للحصول على أشجار مثمرة ومنتجات من الخضراوات، وبعض الأساليب المستدامة لتوفير الطاقة أو إعادة التدوير، ويقفوا كذلك على خبرات الهواة الذين نجحوا في مكافحة الآفات بمبيدات عضوية أو صنعوا منتجات غذائية عضوية لأشجارهم.

للحصول على إنتاج زراعي وفير لا بد أن تكون الأرض خصبة، وذلك عن طريقة تعديل بيئة المكان الذي سنقوم بالزراعة فيه، بوضع محسنات للتربة ومغذيات للنباتات والأشجار التي سنقوم بزراعتها، وتبدأ العملية بتنظيف المكان من الأحجار وأي مكونات أو مخلفات بناء، ثم نضع السماد المناسب وهو أول مكون ومحسن رئيسي للتربة، وهناك عناصر توضع مع السماد حسب فقر التربة من تلك العناصر، وتنقسم الأسمدة إلى أنواع فمنها العضوي أو الكيماوي أو العضوي المعالج، ولتلك الأسمدة جداول حسب عمر الشتلة أو البذور أو حسب عمر الشجرة الموجودة، ورغم توفر السماد العضوي الآمن إلا أن له تاريخاً محدداً لتتم إضافته للتربة، ولذلك لا بد من معرفة تواريخ التسميد حسب موسم زراعة كل شجرة أو شتلة أو نبتة.

ولأجل أن نعرف أنواع الأسمدة والأفضل وكيف نحصل على جدول مواسم التسميد، تحدثنا مع طلال المطيري من إمارة الفجيرة، الذي يعد من الهواة الذين أصبحت لديهم خبرات تراكمية بسبب متابعته لتجارب الآخرين ونتائج تلك التجارب، وأيضاً لتطبيق ذلك على حديقته المنزلية، حيث قال: «الأسمدة متنوعة ومنها المعالجة من مخلفات الطيور لاحتوائها على النيتروجين بنسب مناسبة ومنها سماد الحمام وسماد الدجاج وأيضاً هناك السماد البقري، ويمكن معالجته بطرق بسيطة ليصبح سائلاً عن طريق تخميره لمدة أسبوع إلى عشرة أيام، والهدف أن يتم التخلص مما يمكن أن يسبب الآفات، وهناك من يستخدمه كما هو صلب عن طريق الدفن، كما يتم إضافة ما يعرف بـ«npk» وهو مختصر لعنصر النيتروجين والفسفور والبوتاسيوم، حيث يعتبر النيتروجين مفيداً لتكوين المجموع الخضري، وعنصر الفسفور مفيد لتكوين كثافة في الإزهار والمحافظة عليها، أما عنصر البوتاسيوم فهو مفيد للمحافظة على الثمار وتحسين تكونها وشكلها.

وأضاف المطيري: هناك أنواع لـ«npk» ومنها عالي البوتاسيوم الذي يحدث فارقاً كبيراً في جودة الثمرة، ومنه عالي الفسفور لتقوية الجذور ويساعد على تقوية الساق، وعالي النيتروجين الذي يقوي الورق، مشيراً إلى أن التنويع بين الأسمدة مفضل لأن مكونات كل نوع تشتمل على أنواع مختلفة من العناصر، مؤكداً أن السماد السمكي يعد غنياً بالأحماض الأمينية والزنك والنحاس والبورون والكالسيوم، فهناك نسب مختلفة من نوع إلى آخر من الأسمدة بتلك العناصر، ولكن علينا التأكد من مصدر صنع العناصر لأن أغلب الكيماويات تكون ضارة على الإنسان والأرض، لافتاً إلى انه شاهد تطورا ملموسا لديه منذ استخدام السماد السمكي.

وقال: بدأ اهتمامي بالزراعة منذ ما يقارب الأربع سنوات، وأصبحت أبحث في حسابات الخبراء وذوي التجارب عن أفضل الأسمدة ومعنى كل رمز، وما الذي يحتاجه كل نبات سواء من عناصر صغرى أو كبرى، ووجدت نفسي اتجه نحو قناعتي بفعالية السماد السمكي السائل، خاصة بعد أن أصبح ينتج في دول الخليج حتى أصبح له مصنعون وموزعون، وهو مناسب لتغذية النباتات والأشجار في مختلف فصول السنة، ولكن وجدت أن ذلك مكلف وتذكرت أن أهلنا قديماً وحتى اليوم يدفنون بواقي الأسماك عند التقطيع تحت الأشجار المثمرة، وكانت دائماً ما تأتي بنتائج طيبة، ولذلك قلت لنفسي إن الوقت قد آن لأصنع السماد السمكي بنفسي، وبما أننا في منطقة ساحلية فإننا نستطيع أن نقوم بصناعته. وأضاف: الكل لاحظ الفرق في سرعة النمو والتزهير والإثمار وهو في النهاية طبيعي وغير ضار، وأصبحت أمنح نباتاتي وأشجاري هذه الوجبة المغذية كل أسبوعين أو عشرين يوماً.

وتابع: على من يلجأ للكيماويات أن ينتبه لمطابقتها للشروط من لجان الرقابة، والحمد لله إن الأغلبية اليوم يفضلون أن يكون المنتج عضوياً وخالياً من أية مواد ضارة.

 

Email