مؤتمر الدول الأطراف.. توحيد الجهود العالمية لمواجهة الاحتباس الحراري

ت + ت - الحجم الطبيعي

يعتبر مؤتمر الأطراف «COP» أهم وأكبر مؤتمر دولي للعمل المناخي يشارك فيه قادة وزعماء العالم ونحو 200 دولة لاتخاذ إجراءات مشتركة لوضع حد لانبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري عالمياً، ولتوحيد جهود الحد من تداعيات تغير المناخ، ويعد المؤتمر هيئة لاتخاذ القرارات، وهو مسؤول عن مراقبة واستعراض تنفيذ اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «UNFCCC»، ويشارك في المؤتمر الدول والأقاليم التي وقعت الاتفاقية الإطارية، والتي تسمى الأطراف، ويجتمع مؤتمر الأطراف «COP» سنوياً منذ عام 1995.

مكانة عالمية

وستستضيف دولة الإمارات العربية المتحدة الدورة الـ 28 من مؤتمر دول COP28 في عام 2023 بحسب ما أعلنت الأمانة العامة لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، وذلك نظراً للجهود الكبيرة التي بذلتها الدولة محلياً وخارجياً في دعم الجهود المبذولة في التصدي لظاهرة التغير المناخي، وبفضل الرؤية الاستشرافية للقيادة الرشيدة التي وضعت دولة الإمارات العربية المتحدة في مكانة عالمية رائدة في الحراك العالمي للعمل المناخي، ويعكس التأييد الواسع الذي حظي به ترشح الإمارات من قبل مجموعة آسيا والمحيط الهادئ لاستضافة الدورة في العام المقبل تميزها في هذا المجال.

ويعد الفوز باستضافة مؤتمر الأطراف COP28 بمثابة شهادة على جهود دولة الإمارات العربية المتحدة في العمل المناخي منذ ما يزيد على 3 عقود، إذ كانت الإمارات أول دولة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تصادق على اتفاق باريس وتلتزم بخفض الانبعاثات الكربونية، كما كانت سباقة على مستوى المنطقة في تحديد أهدافٍ للطاقة المتجددة والحفاظ على التنوع البيولوجي بما يتناسب مع طموحاتها المناخية. وحققت دولة الإمارات العربية المتحدة إنجازات متميزة على صعيد الاستدامة، حيث نجحت في خفض تكلفة توليد الكهرباء باستخدام الطاقة الشمسية لتكون أقل من مختلف المصادر الأخرى، وأنشأت واحدة من أولى مرافق التقاط الكربون واستخدامه وتخزينه على مستوى العالم.

كما استثمرت الدولة ما يقارب 17 مليار دولار أمريكي في مشاريع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وتخزين الطاقة باستخدام البطاريات في 6 من قارات العالم، بما في ذلك 27 دولة جزرية معرضة لتأثيرات التغير المناخي. وستساهم محطة براكة للطاقة النووية، التي بدأت عملياتها التجارية في شهر أبريل من العام الحالي، في إزالة حوالي ربع غازات الاحتباس الحراري التي يسببها قطاع الطاقة في الدولة، وذلك عند دخولها للخدمة بالكامل.

الحياد المناخي

ومع إطلاق المبادرة الاستراتيجية سعياً لتحقيق الحياد المناخي 2050، أصبحت الإمارات أول دولة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تعلن عن السعي لتحقيق الحياد المناخي من خلال برنامج اقتصادي شامل يهدف إلى تحقيق التقدم والنمو المستدام. وإلى جانب ذلك تمتلك دولة الإمارات العربية المتحدة خبرة عملية كبيرة في مبادرات الحد من تداعيات تغير المناخ ومشاريع الطاقة النظيفة والمتجددة التي توجد فرصاً للنمو الاقتصادي والاجتماعي المستدام، وتتطلع من خلال استضافة الحدث في العام المقبل لمضاعفة الجهود وتعزيز العمل على خفض الانبعاثات والتكيف مع تداعيات تغير المناخ من خلال منهجية واقعية وشاملة ومتكاملة، تركز على إيجاد حلول عملية ومجدية تجارياً، وتطبيق أحدث ابتكارات التكنولوجيا المتقدمة لتنمية الاقتصاد وتحسين حياة الشعوب.

Email