قصة خبرية

«يمعة» وفاء تجمع عدداً من كبار المواطنين 45 عاماً

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم تبدلهم السنون ولا الأيام، ولم تلههم انشغالات الحياة ولا المناصب التي وصلوا إليها، عن التواصل مع أصدقائهم القدامى، فهم يؤمنون بأن الصداقة الحقيقية قيمة إنسانية وأخلاقية كبيرة ومهمة، ويجدون في الصداقة الإحساس بالانتماء والاحتواء والاطمئنان والمشاركة الوجدانية، والتنفيس عن كثير من المشاكل والهموم والضغوط التي يواجهونها في حياتهم اليومية.

«البيان» التقت عدداً من كبار المواطنين من خريجي مدرسة دبي الثانوية الذين حرصوا على التواصل مع بعضهم البعض، وعلى «اليمعة» بشكل دوري للاحتفاء بتخرجهم من الثانوية منذ 45 عاماً، ليتجاذبوا خلال اللقاء أطراف الأحاديث متسائلين عن أحوال بعضهم البعض وما وصلوا إليه، ويسترجعون ذكرياتهم، ويحنون للأيام الأوائل، فهم بمثابة شهود للتاريخ الذي عايشوه في حقبتهم الزمنية وفترة قيام الاتحاد، ويحملون في طيات صدورهم بطولات مؤسسيه ومواقفهم المشرفة.

علاقة عميقة
يقول ناصر أكرم، إعلامي سابق بتلفزيون دبي، وأحد خريجي مدرسة دبي الثانوية: أؤمن بأن الصداقة ليست علاقة سطحية، بل هي علاقة عميقة وجوهرية ومترسخة في صلب الطبيعة الإنسانية كحاجة أساسية، ويرى أن الصداقة مصدر للبهجة والسعادة وحافز على الإبداع، كما أنها ملجأ وقت الضيق، حيث يوفر الأصدقاء لبعضهم البعض الدعم الذي يبقيهم بصحة جيدة عقلياً وعاطفياً وجسدياً.

ويؤكد ناصر أن الفكرة التي بزغت منذ أكثر من خمس سنوات، تعتبر تشجيعية لأبنائنا وللأجيال القادمة على أهمية وقيمة الصداقة، حيث تم التواصل بين عدد من زملاء الدراسة القدامى وتم الاتفاق على أن تكون «اليمعة» الأولى في مكان المدرسة التي تحولت إلى مقر سكني حالياً بمنطقة البراحة بدبي.

ويرى عبد الرزاق عبد الله مدير إدارة مركز البحوث في وزارة التغيّر المناخي سابقاً، أن التجمعات التي تحتوي على الكثير من الحب والود والصداقة، لا شك أن لها الكثير من الأثر النفسي الجيد، لما لها الكثير من الفوائد الصحية والنفسية، فهي ليست مجرد تجمعات فقط.

أصدقاء مخلصون
أما محمد الأنصاري رئيس مجلس إدارة شركة الأنصاري للصرافة فيؤكد أنه اعتاد على هذه اللقاءات التي يجمع أعضاءها الحب والود والاستمتاع بها بشكل متكرر، ويرى أنها تقود إلى صفاء الذهن نتيجة للاستمتاع بالمحادثات والأحاديث المليئة بالفكاهة.

ويقول ناصر القطان صاحب شركة المالك للمقاولات: نحرص على اللقاء في الأماكن التراثية ومجالس الأحياء، لاحتساء القهوة العربية، وتناول بعض الأكلات الإماراتية التقليدية، مشيراً إلى أن أعظم وأفضل ما يحصل عليه الفرد، في هذه الدنيا، هم أصدقاء مخلصون في السراء والضراء، يكونون عوناً عند الخير، ومانعون عند الشر.

ويقول ثاني جمعة بالرقاد الإعلامي المعروف في إذاعة وقنوات دبي الفضائية : الأصدقاء ليسوا مجرد أشخاص نقضي معهم بعض الوقت بالخارج، بل إننا كنا نعتبرهم أعضاء في عائلتنا الكبيرة، وعندما نلتقي الآن فإننا نتبادل تجاربنا ونتعلم منها ونعلم أبناءنا أيضاً، فتجارب الحياة قد يختصرها صديق ويعطيها لصديقه على طبق من ذهب بلا تكلفة أو عناء التجربة وتكلف الخسائر.

ويعتبر تمجيد عبد الله الرئيس التنفيذي لمجوهرات داماس سابقاً: الود والمعاملة الطيبة سلوكاً أساسياً من الواجب اتباعه في الصداقة، فالتعامل بلطف والتعبير عن الامتنان يزيد من متانة الصداقة، كما يجب أن يكون الصديق مستمعاً جيداً لأصدقائه والصعوبات التي قد يواجهونها والتضامن معهم والاهتمام بهم.

وأضاف: من أهم الأمور التي تبني روابط الصداقة الوثيقة والمتينة هي التواصل المستمر بين الأصدقاء، كونه يظهر مدى التقدير لوجود الصديق في حياة صديقه.

 

Email