مدير «برنامج المريخ 2117» في محمد بن راشد للفضاء لـ«البيان»:

رحلة المستكشف راشد للقمر بين 6 إلى 90 يوماً حسب المدار

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد عدنان الريس، مدير «برنامج المريخ 2117» في مركز محمد بن راشد للفضاء، لـ«البيان»، أن مشروع الإمارات لاستكشاف القمر «المستكشف راشد» المقرر له الانطلاق بنهاية 2022، تتراوح رحلة وصوله لوجهته 6 أيام كحد أدنى، فيما قد تصل نحو 3 أشهر، وذلك تبعاً لنوع المدار الذي سيتم اختياره، مشيراً إلى أن المهمة ستشهد اختبارات يتم إجراؤها للمرة الأولى مثل استخدام الألواح الشمسية لتوليد طاقة لأجهزة الاتصال، والتواصل بشكل مباشر مع المحطة الأرضية.

مدار مناسب

وتفصيلاً أوضح الريس أن الفترة التي سيستغرقها مسار رحلة مركبة الهبوط باتجاه سطح القمر يبلغ في الحد الأدنى له 6 أيام، فيما قد يصل نحو شهرين إلى 3 أشهر، بينما يعتمد ذلك على المدار الذي ستستخدمه الشركة المتحكمة في صاروخ الإطلاق «space x»، مبيناً أن أفضل مسار بين الأرض والقمر يبلغ 6 أيام، وهو الذي استخدمته مهمة «أبولو» سابقاً.

وأضاف أن الفترة الزمنية للوصول إلى القمر قد تبلغ 3 أشهر، ويرجع ذلك لشكل المدار الذي يتم الانطلاق بداخله، والذي يشبه رقم 8 باللغة الإنجليزية، حيث يتم الدوران حول الأرض أكثر من مرة، فيما يتم في الأثناء معايرة ومراجعة الأجهزة والأنظمة الخاصة بالمهمة والتأكد من صحتها، وصولاً للهبوط على موقع مناسب على سطح القمر، مشيراً إلى أن شركة الإطلاق الفضائي التجاري اليابانية «آي سبيس»، التابع لها المركبة الفضائية التي تحمل المستكشف راشد هي التي تحدد نوعية المدار المستخدم في رحلة المهمة.

اختبارات متواصلة

وبين أنه تتواصل الاختبارات والتجارب النهائية لـ«المستكشف راشد» حالياً للتأكد من جاهزيته وكفاءة معداته وأجهزته، قبيل بدء المرحلة الأخيرة من المهمة بوصوله لموقع الإطلاق في مركز كينيدي للفضاء بفلوريدا في سبتمبر المقبل، فيما تتنوع هذه الاختبارات لتشمل الاهتزاز والفراغ الحراري في بيئة الإطلاق وانفصال المستكشف عن المركبة القمرية، ومتابعة رصد الاهتزازات وتأثيرها في الأجزاء الميكانيكية فيه، فضلاً عن اختبارات خاصة بالتحرك على بيئة مشابهة للقمر، للتأكد من جاهزيته وسهولة تجاوز العقبات، وصولاً لاختبارات الأنظمة الحرارية، والتي تعد مهمة جداً نظراً لدرجات الحرارة المتباينة في الليل والنهار على سطح القمر وما يشهده من ظلام وهبوط درجات الحرارة إلى أكثر من 170 درجة مئوية.

14 يوماً

ونفذ فريق المهمة خلال الفترة القصيرة الماضية مجموعة من الاختبارات على «المستكشف راشد» وشملت اختبارات الفراغ الحراري، إضافة إلى الاختبارات البيئية، فضلاً عن كافة الاختبارات العلمية الخاصة بالأجهزة التقنية وأدائها من حيث استقبال المعلومات وإرسالها، وصولاً للاختبارات الميكانيكية التي تستهدف دراسة أداء الهيكل ودقة تصميمه، ومن بينها تجارب جرت في الصحراء الإماراتية، شملت تجارب أنظمة التنقل والأجهزة الحركية والاتصالات، فيما جاء اختيار الصحراء لإجراء الاختبارات فيها، لكونها تشبه إلى حد كبير تضاريس سطح القمر، ومن ثم التأكد من جاهزية التصميم النهائي للمستكشف، الذي سيتم وضع كافة الأجهزة عليه.

وذكر أنه وبعد الهبوط الناجح ستكون هناك فترة زمنية تبلغ يوماً للتأكد من سلامة أنظمة «المستكشف راشد» ومن ثم الانفصال عن المركبة اليابانية وبدء مهمة الإمارات لاستكشاف القمر التي تستغرق «يوماً قمرياً واحداً»، أي ما يعادل 14 يوماً من مثيلاتها على كوكب الأرض، ولذلك فإن تمديد المهمة سيعتمد على كفاءة عمل الألواح الشمسية، خاصة أنه سيمر بفترة سكون خلال الليل والتي تصل درجات الحرارة فيها سالب 173 درجة مئوية، وهو الأمر الذي قد يؤثر على كفاءة بطاريات المستكشف، لافتاً إلى أنهم يتطلعون لزيادة مدة المهمة ليوم قمري آخر بحسب مستجدات وتطورات المهمة ومواجهة التحديات التي تغلف هذا الجرم السماوي.

تحديات مهمة

وأشار إلى أن العمليات الرئيسية للمهمة ستتركز في الـ 14 يوماً الأولى، حيث ستتبعها مرحلة سكون للمستكشف والتي ستكون في فترة الليل وتبلغ 14 يوماً آخر، وسيتم أثناءها إغلاق كافة أنظمته لتوفير طاقته والاستفادة منها إذا كانت هناك فرصة لتمديد المهمة، والتي في حال تمديدها ستكون عملياتها بسيطة؛ لأنه سيكون من الصعوبة بمكان توفير طاقة مناسبة خاصة مع وجود درجات الحرارة المنخفضة جداً، والتي تؤثر على كفاءة أنظمة الطاقة للمستكشف راشد، موضحاً أن المستكشف يواجه العديد من التحديات المتعلقة بالبيئة الصعبة على سطح القمر، حيث يمتاز القمر ببيئة أقسى من بيئة المريخ، في حين تبرز خصائص التربة القمرية الصعبة، والخصائص الحرارية للهياكل السطحية وغيرها من العوامل التي قد تشكل تحديات أمام المهمة. 

موقع جديد

وأفاد أن «المستكشف راشد» سيعتمد في عمله على ألواح الطاقة الشمسية، فيما سيحمل 4 كاميرات تتحرك عمودياً وأفقياً، تشمل كاميرتين أساسيتين، وكاميرا المجهر، وكاميرا التصوير الحراري، إضافة إلى أجهزة استشعار وأنظمة مجهزة لتحليل خصائص التربة والغبار والنشاطات الإشعاعية والكهربائية والصخور على سطح القمر، كما سيتضمن نظاماً لتعزيز كفاءة التصاق عجلات المستكشف بسطح القمر، وتسهيل عملية تخطي الحواجز الطبيعية، وهيكلاً متيناً لحماية الأجهزة والمحركات من تغير درجات الحرارة.

وشرح أن المستكشف الإماراتي «راشد» أول مهمة عربية إلى القمر سيهبط في منطقة لم تختبرها أي من مهمات استكشاف القمر السابقة، حيث تم اختيار منطقة «بحيرة الأحلام» موقعاً للهبوط، إلى جانب 3 مواقع هبوط احتياطية أخرى، حيث يتميز هذا الموقع بأنه يجمع مواقع جيولوجية فريدة بحيث يوفر قيمة علمية مهمة، فضلاً عن أنه موقع آمن، ويقع في شمال شرق الجزء القريب من القمر «الجزء المقابل للأرض»، ويتميز بتكوينه النوعي والمتميز، حيث تشكل من تدفق حمم البازلت، ما أعطاه لوناً يميل إلى الأحمر.

أول مرة

وبين أنه ستكون هناك اختبارات لأجهزة ومعدات تقنية تتم تجربتها للمرة الأولى، تتعلق بالروبوتات والاتصالات والتنقل والملاحة بهدف تحديد مدى كفاءة عملها في بيئة القمر القاسية، ومن بينها تجربة لاختبار استخدام الألواح الشمسية المولدة للطاقة لأجهزة الاتصال، خاصة أن الاتصال بين «المستكشف راشد» والمحطة الأرضية ستتم بشكل مباشر دونما وسيط وهي المرة الأولى الذي يتم فيها ذلك، خاصة أن حجم ووزن المستكشف يسمح بتنفيذ هذا الاختبار.

خدمات 

تتولى شركة الإطلاق اليابانية «آي سبيس» تقديم خدمات توصيل الحمولة والمعدات الخاصة بالمشروع وتوفير مركبة الهبوط وتوفير الاتصالات السلكية والطاقة خلال مرحلة الاقتراب من القمر، والاتصالات اللاسلكية بعد الهبوط.

Email