خير بلادي

معرفة نوعية التربة.. أساس نجاح الزراعة المنزلية

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

مساحة خضراء تخصصها «البيان» أسبوعياً، التزاماً منها بدعم جهود الاستدامة، يتفيأ ظلالها هواةُ الزراعة المنزلية ليتعرفوا على المعلومات الإرشادية الخاصة بالأساليب المنوعة للحصول على أشجار مثمرة ومنتجات من الخضراوات، وبعض الأساليب المستدامة لتوفير الطاقة أو إعادة التدوير، ويقفوا كذلك على خبرات الهواة الذين نجحوا في مكافحة الآفات بمبيدات عضوية أو صنعوا منتجات غذائية عضوية لأشجارهم.

 

كثيرة هي التحديات التي واجهت دولة الإمارات في المجال الزراعي، وذلك بسبب ملوحة التربة والمياه وارتفاع درجات الحرارة، ورغم ذلك ونتيجة لجهود الإرشاد الزراعي حدثت نقلة نوعية في مجال تكنولوجيا معالجة تلك التحديات.

ونحن هنا نتوجه بالحديث لهواة الزراعة المنزلية، بعد أن أصبحنا نتطلع للاستدامة في مجال الغذاء، وعلينا بداية أن نتعرف إلى أنواع التربة داخل المنزل، بعد أن تم إيجاد الحلول والابتكارات التي أسهمت في إحداث تحول لدى الهواة لزراعة أكثر استدامة، فهناك الكثير من الأسمدة العضوية التي تعمل على تحسين التربة كي تكون صالحة للزراعة.

وللتعرف إلى أنوع التربة في المنزل، تحدثنا مع المهندس محمد صقر الأصم، الحاصل على دكتوراه في استدامة المياه والطاقة والغذاء، حيث قال: إن مسألة الزراعة تختلف من شخص إلى آخر حتى وإن كان من الهواة، لأن تربة المناطق تختلف حتى في الإمارة الواحدة، ولذلك لا بد من معرفة نوعية التربة، ولذا أنصح من وجهة نظر شخصية بالزراعة في الأحواض أو المراكن، ولكن من لديه مساحة يرغب في زراعتها، يمكنه أن يطلب المساعدة من الإرشاد الزراعي، حيث يقومون بزيارة المنزل لفحص عينة من التربة.

وتابع: علينا أن نعرف أننا سنقوم بوضع إضافات حسب حاجة التربة ونوعها، وقسم الزراعة من أي جهة زراعية رسمية، سيقدمون جدولاً لما سوف نقوم بزراعته وما يحتاج من إضافات، وذلك حسب موسم كل نوع من الخضراوات أو الورقيات، وتلك البرامج المتخصصة تقلل من الخسائر، لأنها تضع خريطة طريق لكل خطوات العمل، وبذلك نقلل من تلف الشتلات أو فشل البذور، لأن لكل منطقة ظروفها الجوية المختلفة، وتربة وموارد مائية مختلفة، ومثال على ذلك الطماطم فهي لها برنامج لزراعتها يختلف حسب المنطقة، ولذلك علينا التعرف إلى نوع التربة قبل كل شيء.

وأضاف الأصم: بالنسبة لي أنصح بزراعة الورقيات مثل الجرجير والفجل والبقدونس والكزبرة والنعناع في أحواض، ولكن بالنسبة للبطيخ والبصل (كمثال) والفندال أو البطاطا الحلوة، فهي أنواع تحتاج إلى أرض واسعة لأنها تمتد، ويفضل لتأهيل الأرض أن نغطيها بـ«الكمبوست» وهي تربة عضوية حيوية نحصل عليها من تخمير بقايا النباتات مثل الأغصان وأوراق الشجر وبقايا قشور الخضراوات من المطبخ، حتى إن الكثير ومنهم سيدات أصبحوا يصنعونها بأنفسهم في المنزل، ويتم خلط السماد المناسب والعناصر حسب حاجة التربة، مع الحرص على تجهيز الأرض قبل البذر أو الغرس بمدة كافية، والحرص على أن تكون البيئة خالية من الآفات الزراعية، وأيضاً الحرص على استخدام المبيدات العضوية، والابتعاد عن الكيماويات المضرة بالصحة والبيئة، حتى المبيد العضوي لا أنصح بالإكثار منه، في ظل وجود أطفال والحيوانات الأليفة، ويفضل الاستعانة بالمختصين من الإرشاد الزراعي (مكافحة الحشرات والآفات).

وأشار إلى أن نوع التربة سبب في النجاح السريع للزراعة أو التدهور أو الفشل، وهناك عنصر مهم أيضاً وهو أن من يهتم بنفسه بمسألة الزراعة والمتابعة هو أكثر تحقيقاً للنجاح في الحصول على سلة غذائية وحديقة مزهرة خضراء.

وشرح الأصم أن التربة أنواع منها الرملية وسلبيتها أنها مالحة ولكنها إيجابية من حيث توفر المواد العضوية بها، ولكن مع وفرة الماء العذب فهي تتخلص من الملوحة، وبالنسبة للنوع الثاني من التربة، فهو الغرينية وهي ما بين الطين والرمل، وعادة ما تكون قرب الجبال نتيجة حركة السيول الناجمة عن الأمطار، والسهل الحصوي هو الأفضل ويمتد من رأس الخيمة إلى حدود العين، مروراً بمناطق الدقداقة والخران والحمرانية ومنها إلى الذيد والمدام.

Email