القرار يدخل حيز التنفيذ اليوم ويستمر حتى 15 سبتمبر

الإمارات.. 18 عاماً على «حظر العمل وقت الظهيرة»

الدولة سباقة في تطوير تشريعات تضمن حقوق العمال | من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

تطبق الإمارات للسنة الـ 18 على التوالي قرار حظر تأدية الأعمال تحت أشعة الشمس وفي الأماكن المكشوفة في ساعات الظهيرة خلال فصل الصيف، الذي بات سمة رئيسة من سمات سوق العمل في الدولة من حيث اتخاذ التدابير الوقائية اللازمة لحماية العمال.

وينص القرار على حظر تأدية الأعمال التي تؤدى تحت أشعة الشمس وفي الأماكن المكشوفة، من الساعة الثانية عشرة والنصف ظهراً وحتى الساعة الثالثة من بعد الظهر اعتباراً من 15 يونيو وحتى 15 سبتمبر من كل عام.

ويسجل لدولة الإمارات السبق من بين دول المنطقة في تطبيق القرار الذي يجسد مدى حرصها على توفير بيئة العمل الملائمة واللائقة للعمال، وتطوير وتبني التشريعات التي تضمن حقوقهم في ظل توازن العلاقة مع أصحاب العمل، إلى جانب تطبيق المبادرات الإنسانية التي تعبر عن القيم الأصيلة لمجتمعها.

ويعتبر القرار جزءاً أصيلاً في منظومة التشريعات والإجراءات المتكاملة التي تطبقها الإمارات لحماية حقوق العمال والحفاظ على سلامتهم وصحتهم المهنية في بيئة العمل.

استبيان

وبدأت الإمارات تطبيق قرار حظر تأدية الأعمال تحت أشعة الشمس والأماكن المكشوفة في عام 2005.

حيث امتد من مطلع شهر يوليو واستمر حتى نهاية شهر أغسطس، وهي الفترة التي طبق خلالها القرار حتى العام 2009 الذي تم خلاله إجراء استبيان للوقوف على آراء طرفي الإنتاج حيال التوجه بتمديد فترة الحظر لشهر إضافي، الأمر الذي لاقى ترحيباً واسعاً من كلا الطرفين، وتم بموجب ذلك إصدار قرار وزاري في العام 2010 نص على أن يمتد حظر العمل شهراً إضافياً ليصبح خلال الفترة من 15 يونيو وحتى 15 سبتمبر.

وتتضمن آلية تطبيق قرار الحظر حزمة من الإجراءات والضوابط الوقائية التي تستهدف حماية العمال من التعرض لأشعة الشمس المباشرة والإجهاد نتيجة لارتفاع درجات الحرارة والرطوبة، فضلاً عن تطبيق وتنفيذ مجموعة من مبادرات التوعية والإرشاد بالمشاركة مع عدد من الجهات والمؤسسات الحكومية والخاصة.

ويشهد سوق العمل الإماراتي نسبة التزام مرتفعة بالقرار والتي تتجاوز 99 في المئة، الأمر الذي ينم عن مدى وعي أصحاب العمل بأهمية القرار والمكتسبات التي يحققها على صعيد الحفاظ على مصالحهم، خصوصاً في ظل ارتفاع إنتاجية العمالة نظراً لحصولها على الراحة المطلوبة يومياً خلال ساعات حظر العمل.

مبادرات

وتواكب وزارة الموارد البشرية والتوطين، سنوياً، فترة تطبيق القرار بتنفيذ فعاليات ومبادرات توعية وإرشاد ترتكز على تثقيف العمال وأصحاب العمل بأهمية التقيد بحظر العمل في الأوقات المحددة، بالتعاون مع عدد من الجهات والمؤسسات الحكومية والخاصة بمختلف مناطق وإمارات الدولة.

ويدخل حظر تأدية الأعمال التي تؤدى تحت الشمس وفي الأماكن المكشوفة حيز التنفيذ اعتباراً من اليوم الأربعاء 15 يونيو ويستمر حتى 15 سبتمبر المقبل من الساعة الثانية عشرة والنصف ظهراً وحتى الساعة الثالثة من بعد الظهر.

وتطبق وزارة الموارد البشرية والتوطين «حظر العمل وقت الظهيرة» للعام الثامن عشر على التوالي، وذلك في إطار مواصلة تطبيق منظومة الصحة والسلامة المهنية التي تستهدف توفير وتعزيز بيئة العمل الآمنة للعاملين في سوق العمل، لا سيما تجنيبهم مخاطر التعرض لضربات الشمس والإنهاك الحراري جراء ارتفاع درجات الحرارة في أشهر الصيف.

وتستقبل الوزارة بلاغات أفراد المجتمع عن أية حالة مخالفة لحظر العمل وقت الظهيرة من خلال مركز الاتصال على الرقم 600590000 والذي يستقبل المكالمات من الاثنين إلى السبت من الساعة الثامنة صباحاً حتى الثامنة مساء بلغات عدة إلى جانب استقبال البلاغات عبر التطبيق الذكي للوزارة.

خرسانات

ومن المقرر استثناء بعض الأعمال التي يتحتم فيها لأسباب فنية استمرار العمل دون توقف.

حيث تشمل هذه الأعمال فرش الخلطة الأسفلتية وصب الخرسانات، إذا كان يستحيل تنفيذها أو تكملتها خلال فترة ما بعد الظهيرة، والأعمال اللازمة لدرء خطر أو جبر أو أضرار أو أعطال أو خسائر عرضية طارئة وتشمل الأعمال اللازمة لإصلاح قطع خطوط تغذية المياه، وخطوط المجاري، والتيار الكهربائي، وحركة السير أو تعويقها في الطرق العامة، وخطوط أنابيب الغاز أو البترول.

كما تستثنى الأعمال التي يتطلب تنفيذها تصريحاً من جهة حكومية مختصة بسبب تأثيرها على انسياب حركة المرور والخدمات، ما يتطلب لإنجازها العمل على مدار الساعة، مثل قطع خطوط السير الرئيسية أو تحويلها وقطع التيار الكهربائي وخطوط الاتصالات.

أسباب

ويتوجب على صاحب العمل في حال تنفيذ الأعمال التي يتحتم فيها لأسباب فنية استمرار العمل دون توقف توفير ماء شرب بارد يتناسب وعدد العاملين وشروط السلامة والصحة العامة.

ووسائل ومواد إرواء مثل الأملاح والليمون وغيرها مما هو معتمد للاستعمال من السلطات المحلية في الدولة، إلى جانب توفير الإسعافات الأولية في موقع العمل، ووسائل تبريد صناعية مناسبة ومظلات واقية من أشعة الشمس المباشرة، وتوفير مكان مظلل لراحة العمال خلال فترة توقفهم عن العمل.

جدول

كما يتوجب على أصحاب العمل أن يعلقوا في مكان بارز من مكان العمل جدولاً بساعات العمل اليومية طبقاً لأحكام الحظر، على أن يكون باللغة التي يفهمها العامل، بالإضافة إلى اللغة العربية.

ومن المقرر تطبيق غرامة إدارية بحق المنشأة التي تثبت مخالفاتها «لحظر العمل وقت الظهيرة» مقدارها 5 آلاف درهم عن كل عامل وبحد أقصى 50 ألف درهم في حالة تعدد العمال الذين يتم تشغيلهم بما يخالف ضوابط الحظر.

برنامج السلامة في الحر يوفر بيئة إنسانية لائقة للعمال

ساهم برنامج السلامة في الحر الذي طوره مركز أبوظبي للصحة العامة في توفير بيئة إنسانية لائقة للعمال وتعزيز الوعي بأهمية اتخاذ إجراءات السلامة المهنية اللازمة من قبل أصحاب العمل والمشرفين على العمال ووقايتهم من الإجهاد الحراري خلال فترة الصيف، وذلك عن طريق تنفيذ برنامج إدارة الإجهاد الحراري بالتعاون مع السلطات المنظمة للقطاعات والجهات الحكومية.

وفي إطار الحرص على صحة وسلامة العاملين في إمارة أبوظبي يتم سنوياً توفير مواد توعوية ورسائل تثقيفية إلكترونية بلغات عدة لممارسي السلامة والصحة المهنية والمشرفين والعمال.

والتي من شأنها أن تحدد مختلف المسؤوليات والإجراءات اللازمة لمكافحة وتجنب الأمراض الناجمة عن العمل تحت الشمس للحد من الإجهاد الحراري وزيادة الوعي حول الأمراض والإصابات المرتبطة بارتفاع درجات الحرارة وسبل الوقاية منها.

حيث تم عمل العديد من الورش التثقيفية الافتراضية في مواقع العمل والزيارات التوعوية والتفتيشية مع التأكيد على تطبيق الإجراءات الاحترازية الخاصة بـ«كوفيد 19»، حيث بلغ مجموع الزيارات التوعوية والتفتيشية في أبوظبي حوالي 1755 زيارة، بالإضافة إلى توزيع ما يقارب 10 آلاف ملصق من المواد التوعوية، وذلك بالتعاون مع السلطات المنظمة للقطاعات.

ويؤكد المركز أن على كافة أصحاب العمل فهم وتنفيذ متطلبات برنامج السلامة في الحر.

Email