فعاليات عربية: المبادرة بصمة راسخة في خريطة المعرفة

ت + ت - الحجم الطبيعي

أشادت فعاليات ثقافية عربية بمبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أمس، والتي تستهدف توزيع ثلاثة ملايين كتاب على آلاف المدارس في عالمنا العربي دعماً للقراءة، مشيرة إلى أنها خطوة تأتي اتصالاً بالمبادرات الثقافية الثرية والمُهمة، التي أطلقتها دولة الإمارات، بهدف نشر الوعي والمعرفة في ربوع العالم العربي.

وثمنت الكاتبة المصرية البارزة فريدة الشوباشي، تلك المباردة، قائلة في تصريحات خاصة لـ«البيان» من القاهرة: «إن أي جهد في سبيل نشر القراءة والتعليم والتنوير والوعي هو جهد مشكور ومقدر جداً، وستكون له انعكاسات وتبعات مهمة، لا سيما بالنسبة لتلاميذ المدارس».

وشدت على أن «أهمية تلك المبادرة تكمن أيضاً في أنها تستهدف المدارس، بدلاً من ترك التلاميذ في مثل تلك السن إلى الأفكار الظلامية وأفكار الشر، وذلك من خلال نشر وتوزيع كتب قيّمة تحمل رسالة التنوير لحماية أولادنا والمساهمة في نشر المعرفة والأفكار التنويرية».

وتابعت الكاتبة المصرية: «أنا كمواطنة عربية أحترم وأقدر هذا الجهد وهذه المبادرة الإماراتية القيّمة، وأتصور أننا بحاجة إلى أن تكون تلك الكتب موزعة على جميع مجالات المعرفة وألا تقتصر على مجال بعينه».

تأسيس جيل منفتح

من جانبها، لفتت أستاذ الإعلام التربوي بجامعة القاهرة والأمين العام للمجلس العربي للمسؤولية المجتمعية، الدكتورة راندا رزق، في تصريحات خاصة لـ«البيان» إلى أن مثل تلك المبادرات تأتي اتصالاً بالدور الكبير والمميز، الذي تقوم به دولة الإمارات العربية، والمبادرات الثقافية، التي أطلقتها على مدار السنوات الماضية، من بينها «تحدي القراءة»، وجميعها جهود تصب في صالح نشر المعرفة والوعي والارتقاء بالثقافة وتشجيع القراءة في العالم العربي.

وأوضحت أن «الأمر البارز في تلك المبادرات اهتمامها بالنشء بشكل خاص، والتلاميذ في مرحلة الدراسة، وهو أمر ذات دلالة وانعكاسات إيجابية تصب في صالح المساهمة في خلق جيل منفتح ومتنور وعلى درجة كبيرة من الوعي، في ظل المتغيرات، التي يشهدها العالم ومع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة والتطور التكنولوجي».

وأشارت رزق في الوقت نفسه إلى أن العالم العربي بحاجة إلى مزيد من المبادرات المماثلة الهادفة لنشر الوعي وإن وجود مثل هذه المبادرات حائط صد مهم ضد الظلامية وأرضية ملائمة لنشر الوعي.

القراءة مفتاح التطور

في السياق، أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي الأسبق في الأردن، الدكتور عادل الطويسي، أن الجهد الذي يقدمه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، يصب في تشجيع القراءة لدى المواطن العربي منذ الصغر لا سيما أن الإحصاءات العالمية تبين أن حصة الفرد العربي من القراءة سنوياً لا تتعدى 6 صفحات وهي نسبة متدنية جداً، ويجب أخذها بعين الاعتبار ومقارنتها بالدول الأخرى.

أضاف الطويسي: إن توزيع 3 ملايين كتاب سيعمل على تشجيع القراءة وأيضاً تطويرها، وسيسهم بلا شك في تعزيز القراءة، وسيكون له أثر إيجابي على تقدم الأمة العربية والإسلامية، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بذل الكثير في هذا الشأن، ولسموه مبادرات متعددة لتطوير ثقافة الأمة، فهذه المبادرة هي استجابة للأمر الرباني وللقراءة مكانة عالية في الإسلام، وقد أكدها القرآن الكريم في أول نزوله، فقال تعالى: {اقرأ باسم ربك الذي خلق}، علاوة على أنها استجابة للواجب القومي العربي، فالقراءة هي مفتاح التطور والنهضة في جميع المجالات.

وثمن أمين عام وزارة التربية والتعليم للشؤون التعليمية الأردني، الدكتور نواف العجارمة، دور مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، التي تعمل بشكل مستمر على نشر التعليم والمعرفة، والمبادرة الحالية خلاقة وتلامس حاجة المجتمعات ولها صدى إيجابي أيضاً لرسم مسارات المستقبل، فالقراءة هي مفتاح المعرفة، ومن خلالها يتمكن الطالب من الاطلاع على الثقافات والمجتمعات الأخرى، ويصبح لديه مهارات متنوعة.

وبين العجارمة أن القراءة تعد غذاء الروح، وتعد مكتبة محمد بن راشد هي مبادرة ليست مستغربة من قبل دولة الإمارات، فكان من قبلها مسابقات وتحديات عديدة مثل تحدي القراءة وغيرها، وجميعها تعزز القراءة، التي من شأنها بناء الإنسان والحضارات، وتنمية الفكر والتفكير.

فتح الآفاق

وأشاد رئيس جامعة عمان الأهلية، الدكتور ساري حمدان، بالمبادرة: فمن خلال القراءة نستطيع تطوير الحاضر والبناء للمستقبل بشكل أفضل، ونحن كأمة عربية وإسلامية بأمس الحاجة لهذا الجهد المشكور، فالطلاب هم بناة المستقبل ويجب فتح آفاقهم الذهنية بالشكل المناسب، فالمكتبة بلا شك ستكون أداة مهمة للمبدعين والباحثين، وتحفيز غيرهم على الاطلاع على الكتب بأنواعها.

وواصل حمدان قائلاً: هذه المكتبة تعد مثالاً إيجابياً يجب الاقتداء به، فهي ستسهم في تعزيز الثقافة والهوية والحضارة، ومن خلالها سيتم تحسين المفردات اللغوية والتفكير النقدي.

دعم العقول

وحول صدى هذه المبادرة وأهميتها لدى الفعاليات السودانية، قالت مواهب عبد اللطيف وهي مهتمة بقضايا التربية والتعليم: إن المبادرة ستسهم بشكل كبير في إثراء المكتبة المدرسية في السودان، وأشارت إلى أن الكثير من المدارس في السودان تفتقر مكتباتها إلى الجرعات الثقافية، التي تنمي ملكات الطلاب للقراءة وتوسع مداركهم، وتابعت: مثل هذه المنح تقدم لأبنائنا ما يحتاجون إليه وتروي شغفهم بالقراءة.

بذور المعرفة

اعتبر الخبير التربوي السوداني، أحمد محمد داؤود، مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بتوزيع 3 ملايين كتاب على آلاف المدارس في عالمنا العربي امتداداً للمبادرات، التي يطلقها سموه باستمرار لترقية وتطور الإنسانية. ولفت إلى أن تلك الكتب ستدعم جوانب مهمة في ما يتعلق بالتوعية وبذر بذور المعرفة في عقول الأجيال العربية، لا سيما في هذا العصر الذي اختفت فيه المكتبات المدرسية في الكثير من بلدان العالم العربي، مع سيل المعلومات، التي جلبتها التكنولوجيا في مختلف المشارب.

 

 

 

 

Email