المسابح.. متعة الأطفال صيفاً وإجراءات الوقاية تتصدى لأمراضها

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تشكل المسابح العامة وفي الأبراج السكنية، والفلل، وحدائق الألعاب المائية وجهات محببة لدى الأطفال، ويقضون أوقاتاً ممتعة، خصوصاً في ظل ارتفاع درجة الحرارة مع حلول الصيف، إلا أن هذا الأمر لا يخلو من انتشار بعض الأمراض الموسمية، ومنها الأمراض الجلدية وأمراض الجهاز التنفسي، فباتت عرضة للعديد من المخاطر، تتطلب تشديد الالتزام بالقواعد العامة للسلامة الصحية وتعزيز توعية الأطفال بهذه الإجراءات، وكذلك تحذير الأهالي من المخاطر المحدقة بأطفالهم.

وشدد خليفة الدراي، المدير التنفيذي لمؤسسة دبي لخدمات الإسعاف، على ضرورة وجود المراقبين والمشرفين على أحواض السباحة لتعليم وتدريب الأطفال المبتدئين لتجنب تعرض الأطفال للغرق، ومراقبة المسبح عن كثب من قبل هؤلاء المدربين.

وأضاف الدراي: ينبغي على الأهل، أيضاً، عدم ترك أطفالهم، وإنما يجب مرافقتهم، أو على الأقل التأكد من وجود المدرب حتى لا يتعرض هؤلاء الأطفال للغرق أو الإصابة ببعض مضاعفات المسابح، خاصة للأطفال المصابين بالحساسية أو الأمراض الأخرى.

 

نظافة المسابح

وأكد أطباء متخصصون في الأمراض الجلدية والتنفسية ضرورة تأكد الأهل من نظافة المسابح التي يرتادها أطفالهم، مشددين على أن المسؤولية تقع على عاتق كل شخص وعائلته بشكل خاص، وعلى الجهة الموفرة للمسبح بشكل عام، لأنه من الواجب عليها تأمين سلامة مرتادي المسابح، ورصدت «البيان» 10 إجراءات تعزز السلامة خلال الصيف، وكذلك أثناء الإقبال على المسابح، أولها: يجب تدريب القائمين على تنظيف المسابح لضمان مراعاتهم نسبة الكلور التي يستخدمونها، ووجوب وجود جهاز تنقية مياه المسبح «الفلتر»، ووضع مواد مطهرة باستمرار.

كما ينصح الأشخاص الذين يصابون بالآفات الجلدية بارتداء جوارب تحتوي على 100% قطناً، والمواظبة على إجراء مغاطس للقدمين، ووضع مساحيق مضادة للفطريات وللتعرق. وأيضاً استخدام مسبح جيد التهوية، وليس في مكان مغلق، وعدم السباحة من دون رفاق، والامتناع عن التدافع حول حوض السباحة، والامتناع عن القفز في المسبح، فقد يؤدي إلى الإصابة بجروح أو كسور وصولاً إلى الشلل أو الوفاة، وأخذ الأدوية الموسعة للقصبات الهوائية قبل الدخول إلى المسبح، أو بعد السباحة في حال شعر الشخص بضيق في التنفس، كما يجب وضع كريمات واقية من الشمس، وتجنب التان «التسمير»، فقد يعرِّض مستخدميه إلى الإصابة بسرطان الجلد، والمداومة على الترطيب الداخلي عبر شرب المياه والسوائل بكثرة، والخارجي عبر استخدام الواقي الشمسي، وتجنب الخروج في ساعات الذروة.

 

أمراض شائعة

 

وتفصيلاً، أوضح الدكتور إبراهيم كلداري، استشاري شعبة الأمراض الجلدية وأستاذ الطب في جامعة الإمارات، أن أكثر الأمراض شيوعاً خلال فصل الصيف هي: الدمامل، وحروق الشمس، والالتهابات الفطرية مثل النخالية المبرقشة «عدوى فطرية في الفخذ»، كما تسبب الحرارة الشديدة تعرق الجلد، وهذا هو السبب الرئيس للأمراض الجلدية خلال فصل الصيف، مبيناً أنه تظهر على الجلد حبوب مؤلمة، وحكة شديدة في جميع أنحاء الجسم، وبقع بيضاء اللون أو داكنة على الصدر والظهر، أو تقرحات وحكة بين الأصابع، والتي تسمى «سعفة القدم»، والتي تمثل عدوى فطرية، وتنتشر في فصل الصيف وتسبب حكة في القدمين، وتحديداً بين الأصابع، مؤكداً أن التعرق الشديد الذي يحدث في الصيف، وخاصة بين الرياضيين، هو الذي يزيد من حدوث هذه العدوى الفطرية، وينصح الأشخاص الذين يصابون بهذه الآفة الجلدية بارتداء الجوارب القطنية، إضافة إلى المواظبة على إجراء مغاطس للقدمين، ووضع مساحيق مضادة للفطريات وللتعرق.

وأضاف: هناك أمراض أو مشاكل جلدية تنجم عن استخدام المسابح، تتمثل في الالتهابات الجلدية الفيروسية، مثل: الثآليل، والمليساء المعدية، والعدوى البكتيرية، مثل التهاب الجريبات الشعرية، والفطرية، مثل: النخالية المبرقشة، لذا يجب التأكد من أن حمامات السباحة تحتوي على نسب مقبولة من الكلور، كما يجب تجنب البقاء في أحواض السباحة لساعات طويلة.

وذكر الدكتور كلداري أن حب الشباب يزداد سوءاً خلال فصل الصيف، بسبب زيادة التعرق في الوجه، مما يؤدي إلى انسداد القنوات الدهنية، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة ظهور حب الشباب.

 

تدابير وقائية

وأشار الدكتور كلداري إلى أهمية اتخاذ التدابير الوقائية خلال فصل الصيف، حيث يجب وضع كمية كافية من الكريمات الواقية من الشمس كل 3 ساعات تبعاً لنوع البشرة، وتجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس، خلال فصل الصيف من الساعة الـ12 إلى الـ3 ظهراً، من خلال لبس قبعة واقية من الشمس، إلى جانب استخدام الكريمات الواقية، كما يجب أخذ حمامات بالماء البارد، إضافة إلى وضع كمادات الماء البارد على الوجه.

وأضاف: تعتبر المسابح إحدى وسائل نقل مجموعة من الأمراض الجلدية، خاصة في المسابح العامة، لذلك يجب أن توضع شروط لرواد هذه المسابح كما هو معمول به في بعض الأندية، مثل إحضار كشف طبي يؤكد سلامة الشخص من أي مرض يمكن أن ينتقل عن طريق الماء، والاستحمام قبل النزول إلى حمام السباحة، وغيرها، إضافة إلى وجوب وجود جهاز تنقية مياه المسبح «الفلتر»، ووضع المواد المطهرة والمعقمة باستمرار، وأخذ عينات من المياه وفحصها، لافتاً إلى أن انتقال الأمراض الجلدية في المسابح يرجع لوجود فطريات لدى بعض المصابين يكون منشؤها بكتيريا أو فيروسات تنتقل من الأشخاص المصابين بالأمراض.

 

رذاذ متطاير

بدوره، قال الدكتور بسام محبوب، استشاري أمراض الصدر والحساسية رئيس شعبة الأمراض الصدرية في جمعية الإمارات الطبية: إن الرذاذ المتطاير من المسابح ورائحة الكلور النفاذة تؤدي إلى تهيج القصبات الهوائية، خاصة للأشخاص المصابين بمرض الربو، وبالتالي ينصح هؤلاء الأشخاص بأخذ الأدوية الموسعة للقصبات الهوائية قبل الدخول إلى المسبح، أو بعد السباحة في حال شعر الشخص بضيق في التنفس.

وأوضح أن إضافة الكلور إلى مياه المسابح يعمل على تعقيم المياه، ولكن يجب أن يكون ضمن النسب المتعارف عليها من قبل المشرفين على المسابح، كما يجب تغيير مياه المسابح بين فترة وأخرى، للتخلص من البكتيريا والفيروسات التي قد تستقر في المياه من الأشخاص المصابين ببعض الأمراض.

وأشار إلى دراسة حديثة نشرت في مجلة متخصصة في طب الأطفال، بينت أن الأطفال الذين يقضون وقتاً طويلاً في المسابح الداخلية أكثر عرضة للربو عندما يكبرون مقارنة بالأشخاص الذين لا يسبحون بشكل مستمر، حيث لوحظ أن السباحة في المسابح التي تحتوي على الكلور يتصاعد منها غازات تتجمع في المسبح وتؤدي لمشاكل في التنفس.

وقال الدكتور محبوب: إن أفضل طريقة للحد من المشاكل الصحية للأطفال الذين يستخدمون المسابح بكثرة الحرص على استخدام مسبح جيد التهوية، وليس في مكان مغلق، لأن عملية السباحة في مكان مغلق تزيد من تعرض الإنسان للهواء غير النقي، لذلك يفضل السباحة في مسابح مفتوحة، ويجب أخذ حمام سريع قبل السباحة وبعدها، لأن النظافة قبل السباحة تحد من تلوث المسبح بالعرق، الذي يعتبر مادة يمكن أن تتفاعل مع الكلور وتنتج المواد الخطيرة التي تؤثر على الجهاز التنفسي، خاصة عند الأطفال، كما يجب توفير الفلاتر الجيدة في المسبح.

 

أمراض الأنف 

من جهته، قال الدكتور محمد حكيم سعيد، استشاري أنف وأذن وحنجرة: إن أمراض الصيف غالباً ما يكون سببها الالتهابات الفيروسية التي تسبب نزلات البرد والإنفلونزا، وفي كثير من الأحيان عندما يذهب الأطفال إلى السباحة فإنهم يتعرضون إلى الكثير من الإصابات الفيروسية، فالرطوبة وارتفاع درجة الحرارة مناخ مثالي لنمو الفيروسات والبكتيريا، وتحدث هذه العدوى الفيروسية غالباً مع الأطفال الصغار والمسنين.

وأضاف: «التهاب المجاري الأنفية له أسباب عدة، منها الغبار وفرو الحيوانات، وتستمر حساسية الأنف عادة لفترة أطول من الإنفلونزا العادية، ويمكن أن تترافق مع الحمى، وأفضل طريقة للوقاية من هذا المرض تكون من خلال تجنب العطور واستخدام الأجهزة التي ترفع من كمية الرطوبة في جميع أنحاء المنزل، وعدم التدخين، والابتعاد عن مناطق التخزين أيضاً، إلى جانب تنظيف المكيف بانتظام».

وقال الدكتور حكيم: يجب الحرص على تدريب العاملين والقائمين على تنظيف المسابح لضمان مراعاتهم نسبة الكلور التي يستخدمونها، وأن تكون ضمن الحدود المقننة، وألا يعتقدوا أنه عند زيادة الكلور فإن النتيجة تكون أفضل، بل العكس، فإن زيادة الكلور في الماء وزيادة تلوث الماء إما عن طريق الجلد أو التبول أو غيرها ستزيد من إنتاج هذه المواد الخطيرة التي ستكون موجودة في الجو المحيط بالمسبح ويستنشقها الإنسان، خاصة إذا كان المسبح مغلقاً.

 

أمراض جلدية

من جانبه، أوضح الدكتور أنور الحمادي، استشاري ورئيس شعبة الأمراض الجلدية في جمعية الإمارات الطبية، أن التعرق الشديد الذي يحدث في الصيف يزيد من حدوث هذه العدوى الفطرية، وينصح الأشخاص الذين يصابون بهذه الآفة الجلدية بارتداء الجوارب القطنية التي تحتوي على 100% قطناً، إضافة إلى المواظبة على إجراء مغاطس للقدمين ووضع مساحيق مضادة للفطريات وللتعرق.

وقدم الدكتور الحمادي مجموعة نصائح، أبرزها عدم السباحة في أماكن غير مأهولة ومن دون رفاق، والامتناع عن التدافع حول حوض السباحة ولو في إطار المزاح، والامتناع عن القفز في المسبح، لأنه من أخطر الممارسات ويؤدي إلى الإصابة بجروح أو كسور وصولاً إلى الشلل أو الوفاة.

وأضاف: يجب الانتباه إلى خطر أشعة الشمس المُسببة لحروق، بعضها خطر، عبر استعمال كريم للحماية من أشعة الشمس أقله 15 spf بحسب توصية منظمة الصحة العالمية. وكلما كانت البشرة فاتحة وجب زيادة درجة الحماية. والأساس تجديد وضع الكريم كل ساعتين، لأن فاعليته تخف بمرور الوقت ولو كان ضد المياه، مع ضرورة شرب الماء، لأن الجسم يتعرق ويخسر السوائل، ومن لا يسبح عليه تبليل جسمه عبر الاستحمام من وقت لآخر لمساعدة الجسم على التبريد، كما يجب حماية العيون عبر وضع نظارات تقي من الأشعة فوق البنفسجية. وشدد على ضرورة إخراج الأطفال من حوض السباحة بين الفينة والأخرى، ونقلهم إلى الظل، لأنَّ الأشعة فوق البنفسجية تصل إلى عمق متر تحت المياه، ما يعرضهم لحروق.

 

تعقيم

وأكد الدكتور الحمادي أن هناك 10 أمراض جلدية تنتشر خلال فترة الصيف، منها النخالة البيضاء، وهي عبارة عن بقع بيضاء غير معدية وتزداد عند التعرض للشمس وتشبه البهاق، لكنها ليست بهاقاً، بالإضافة إلى النخالة القرمزية، التي تأتي نتيجة لتصبغات الجلد، بالإضافة إلى الفطريات والعدوى البكتيرية والطفح الجلدي والأكزيما والكلف والنمش وحب الشباب وتصبغ البشرة وحروق الجلد. 

وأوصى الحمادي بضرورة تجنب التان «التسمير»، الذي قد يعرض المهووسين بالرغبة في الحصول على اللون البرونزي إلى الإصابة بسرطان الجلد، مؤكداً ضرورة الوقاية من أشعة الشمس من خلال طريقتين، الأولى الترطيب الداخلي عبر شرب المياه والسوائل بكثرة، والثانية الترطيب الخارجي عبر استخدام الواقي الشمسي قبل التعرض لأشعتها بربع ساعة على الأقل، وتجنب الخروج في ساعات الذروة التي تكون فيها أشعة الشمس شديدة، لا سيما للمرضى الذين يعانون من الأكزيما.

وبيّن أن من أبرز الأمراض الجلدية خلال فترة الصيف هي الإصابة بالفطريات في أعلى الفخذين أو بين أصابع اليدين، لا سيما لدى الرياضيين الذين يرتدون أحذية رياضية ساعات طويلة، لذا ينصح بتجفيف القدمين وبين الأصابع جيداً بعد الاستحمام وعقب الوضوء، وارتداء الملابس القطنية، ويمكن استخدام مضاد الفطريات على الأماكن المعرضة للفطريات.

وأضاف: إن هناك مشكلات جلدية مرتبطة باستخدام حمامات السباحة، لذا ننصح بضرورة صيانة حمامات السباحة المنزلية بشكل دوري، واستخدام المعقمات تجنباً لانتشار الالتهابات الفيروسية والبكتيرية، أما بالنسبة لحمامات السباحة الموجودة في الأماكن العامة فهي مسؤولية الجهات التابعة لها، بما يسمح للناس بممارسة هواية السباحة بشكل آمن.

 

مضاعفات 

أوضح الدكتور أنور الحمادي أن الأمراض الجلدية تزداد سوءاً في فترة الصيف، لا سيما حالة الوردية التي تتهيج في حرارة الصيف، بالإضافة إلى مرض الذئبة الحمراء، ونصح المصابين بهذين المرضين بضرورة استخدام الواقيات الشمسية لتجنب مضاعفات تهيج هذه الحالات.

Email