قصة خبرية

«عونك» يساعد سبعيني على التعافي واستكمال دراسته الجامعية

ت + ت - الحجم الطبيعي

«الثمن كان فادحاً، لا زلت حتى اليوم أقوم بسداده.. كانت حياتي قبل التعافي أشبه بجحيم عشته ما يقارب الأربعين عاماً.. تعديت خلالها على حقوق من حولي حتى أقرب الناس لي، وخسرت كل شيء من أجل سعادة زائفة».

عبارات مؤلمة بدأ بها «ع.ب» حديثه مع «البيان»، معبراً عن شعوره بالندم والحسرة والألم، ولكن الواقع أكثر ألماً وخذلاناً، نتيجة لانزلاقه في هاوية الإدمان بتشجيع من أصدقاء السوء، والفضول وحب التجربة، دون وعي وإدراك لخطورة المخدرات، وما ألم به بالفعل.

كان حينها يحاول استكشاف ما يمارسونه ويجرب ما تراه عيناه، فوقع في هاوية الإدمان بسبب أصدقاء السوء.

في البداية كانت سيجارة محشوة بالمخدرات، فتملكه شعور غريب بين الخوف والندم مما فعل، ومع تكرار المسألة لم يعد يتوقف عند هذا الشعور كثيراً حتى اختفى لديه أي شعور بالذنب أو الندم.

بدأ يهمل دراسته ويتغيب عن مدرسته حتى تم فصله، نتيجة لعدم مبالاته وانغماسه في وحل الإدمان الذي صور له وهماً بأن الدنيا كلها ستأتي تحت قدميه مع أول نفس أو شمة أو حتى حقنة.

عاد (ع.ب) بذاكرته أثناء حديثه معنا واسترجع ذكريات طفولته فانتابته الرغبة في البكاء الشديد والحسرة على تلك الفترة من أيام عمره، واستذكر أولى خطواته نحو الانحراف، والتسيب من الدراسة دون وعي أو إدراك بأن هذا السلوك هو بداية النهاية المؤلمة، وكيف كان يتجاهل الشعور بالذنب الذي أصبح الآن يقرض روحه بالمقاريض من حين إلى آخر، وبدلاً من التوقف، كان يتعاطى من جديد منعاً لتفاقم هذا الشعور.

المتعافي الذي اقترب من السبعين من عمره كان مثل غيره من مرضى الإدمان على المخدرات لسنوات طويلة، ليس لديه أمل في إمكانية التوقف عن الإدمان والخروج من هذا المستنقع، واستمر في التعاطي حتى دخل السجن أكثر من مرة، ثم أجبره أهله على الدخول إلى مصحة علاجية، ثم تعافى والتحق بمركز عونك للتأهيل الاجتماعي للمتعافين من الإدمان، التابع لهيئة تنمية المجتمع بدبي، بعد أن تعافى من الإدمان وأصبح يساعد الآخرين أيضاً للعلاج منه.

أدرك ما فاته متأخراً ولكن الأمل الذي غرسه التعافي في نفسه حثه على استكمال دراسته وتعليمه والعيش بكرامة حتى آخر نفس، وساعده مركز عونك للتأهيل الاجتماعي التابع لهيئة تنمية المجتمع بدبي، حيث أنهى المرحلة الثانوية بدعم من الهيئة ومشروع «اقرأ»، ويشرع حالياً في استكمال دراسته الجامعية.

خلاصة القصة أنه من بين الألم تولد الحياة.. ومن بين الحزن تخلق السعادة.. ومع العسر نجد اليسر.. ومع اشتداد الضيق يأتي الفرج.. وفي حكاية «ع.ب» المتعافي نرى حالة أمل تدعو للتوقف لحظة أمامها، لنجد العبرة وباباً للأمل مفتوحاً ينادي على كل من غرست قدماه في هذا الوحل، أن ارفع يديك ستجد من يلتقطهما وينجدك لتبدأ حياة جديدة نظيفة يظل فيها الماضي مجرد ذكرى مؤلمة لاستخلاص العبر.

Email