منصة «ملفي»تجمع 700 مليون من بيانات سجلات المرضى العام الجاري

كشف التقرير السنوي لملفي ـ النظام الأول من نوعه على مستوى المنطقة لتبادل المعلومات الصحية، والذي يعمل على ربط مؤسسات الرعاية الصحية العامة والخاصة في إمارة أبوظبي، أنه اعتباراً من يناير 2022، جمعت منصة «ملفي» أكثر من 700 مليون من البيانات الخاصة بسجلات المرضى، والتي تتضمن بيانات زيارات المرضى والنتائج المخبرية وتقارير الأشعة والعلامات الحيوية والأدوية وغيرها، لأكثر من 7 ملايين مريض، فيما يتمتع ما يزيد على 45.700 من الأطباء وأعضاء التمريض والصيدلة وغيرهم من طواقم العمل في 2000 منشأة للرعاية الصحية في جميع أنحاء أبوظبي بإمكانية الوصول الآمن إلى المنصة، واتخاذ قرارات مستنيرة، كما مكنت المنصة من ربط 79% من الصيدليات العاملة في إمارة أبوظبي.

وتتيح المنصة في الوقت الحالي تبادل المعلومات الصحية المهمة بين مقدمي الرعاية الصحية في الوقت الفعلي، بهدف توفير قاعدة موحدة لسجلات المرضى، وتحسين جودة الرعاية الصحية وتحقيق أفضل النتائج للمرضى وبسرية تامة.

وقال عبدالله بن محمد آل حامد رئيس دائرة الصحة ـ أبوظبي: «ها نحن نحتفي اليوم بأحد أبرز الإنجازات في رحلة التحول الرقمي التي حققناها في ظل دعم وتوجيهات قيادتنا الرشيدة، فقبل ثلاثة أعوام، أضافت أبوظبي إلى سجل نجاحاتها في الرعاية الصحية إنجازاً آخر ساهم في رفد الجهود الحثيثة الرامية إلى مواصلة الارتقاء بجودة ومخرجات القطاع الصحي في الإمارة وضمان صحة وسلامة كل أفراد المجتمع، تمثلت هذه الخطوة في إطلاق منصة «ملفي»، أول منصة مبتكرة لتبادل المعلومات الصحية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وإحدى المبادرات الاستراتيجية لدائرة الصحة ـ أبوظبي.

وأضاف في الكلمة الافتتاحية للتقرير السنوي بمناسبة مرور 3 سنوات على تطوير «ملفي» كان الهدف من إطلاق المنصة هو توفير منصة مركزية مصممة خصيصاً لتسهيل ربط مختلف عناصر القطاع الصحي في الإمارة ببعضها البعض، ما يحقق أداة مهمة للأطباء لاتخاذ القرارات المتعلقة بالمرضى بطريقة أسرع وأكثر كفاءة، ومنذ ذلك الحين، أصبح ملفي عنصراً أساسياً من منظومة الرعاية الصحية تعمل على تمكين الأطباء والممرضين والمختصين من الوصول إلى أهم المعلومات الطبية بشكل آمن وفعّال وتوفير الوقت والعناء وتجنب تكرار الفحوصات والتشارك اليدوي للبيانات.

وعبر عن فخره بإتمام ربط جميع المستشفيات الحكومية والخاصة في الإمارة على المنصة بنسبة 100% و99% من مراجعات المرضى في إمارة أبوظبي في غضون ثلاث سنوات فقط، ما جعل المنصة إحدى أسرع منصات تبادل المعلومات الصحية التي تم تنفيذها على مستوى العالم.

وأشار آل حامد إلى أنه كان لمنصة «ملفي» إسهامات مهمة في تعزيز استجابة الإمارة الرائدة لجائحة «كوفيد 19»، وذلك من خلال الربط بين السجلات الطبية الإلكترونية وتوفير قاعدة بيانات لنتائج فحوصات «كوفيد 19» ما يمكن موظفي الرعاية الصحية في الخطوط الأمامية والمنشآت الصحية من إدارة بيانات تطعيم المرضى داخل الإمارة، بالإضافة إلى توفير بيانات مختلفة مما يطور آلية اتخاذ القرارات السريرية في إدارة الاستجابة لهذا الوباء.

وبين أن النجاحات التي حققتها المنصة أكدت على الإمكانات المتميزة التي تتمتع بها الكوادر الطبية والبنية التحتية المتقدمة والداعمة للابتكار والتكنولوجيا الحديثة في أبوظبي، فضلاً عن الجهود المبذولة للاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء في تعزيز مخرجات الرعاية الصحية وترسيخ مكانة أبوظبي كحاضنة للابتكارات في مجال علوم الحياة على مستوى العالم.

 

وقال عاطف البريكي الرئيس التنفيذي في شركة أبوظبي لخدمات البيانات الصحية (ملفي): «نحن فخورون بما أنجزناه في مشروع «ملفي»، ففي غضون ثلاث سنوات فقط منذ إطلاق المنصة في 23 يناير 2019، قمنا بالعمل على ما يعتبر الآن أحد أهم منصات تبادل المعلومات الصحية في المنطقة».

وأضاف منذ البداية، تمثلت رسالتنا في تمكين الوصول إلى المعلومات الصحية المهمة للمرضى وتبادلها على نحو أمن وفوري لتحسين جودة وكفاءة الرعاية الصحية، لقد كانت القدرة على إتاحة هذه البيانات للعاملين في مجال الرعاية الصحية، في مكان تقديم الرعاية بمثابة تحوّل فيما يتعلق بنتائج المرضى وتجربتهم.

وبيّن أنه خلال ثلاث سنوات فقط، تولينا إنشاء وتشغيل أول منصة لتبادل المعلومات الصحية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، كما وضعنا مخطط عمل إقليمياً لتطوير استخدام البيانات الصحية في تحسين جودة الرعاية الصحية، وقد غيّرت منصة «ملفي» في إمارة أبوظبي طريقة تقديم الرعاية الصحية من خلال تحسين خدمات الرعاية وتنسيقها ورفع مستوى الكفاءات وسلامة المرضى.

وأضاف لقد كان نهجنا طموحاً للغاية، حيث سعينا إلى ربط أكثر من 2000 منشأة رعاية صحية عامة وخاصة في أقل من ثلاث سنوات، وتعتبر منصة «ملفي» مشروعاً متطوراً مليئاً بالتحديات يتطلب منا التعاون الوثيق مع مجتمع الرعاية الصحية في إمارة أبوظبي وفي بعض الأحيان، كان علينا تخطي تحديات تتعلق بجاهزية أنظمة تكنولوجيا المعلومات وإمكانية التشغيل البيني، وجودة البيانات، ولكن كانت لدينا خطة واضحة وعملية تكرارية تمثلت في وضع متطلبات محدودة لمقدمي الرعاية الصحية لربط المؤسسات، التابعة لهم وزيادة أعدادها تدريجياً، بما مكننا من ربط المرافق بسرعة كبيرة.

 

من جانبها، قالت الدكتورة فريدة الحوسني المدير التنفيذي لقطاع الأمراض المعدية في مركز أبوظبي للصحة العامة، المتحدث الرسمي للقطاع الصحي في الدولة: «مع ظهور جائحة فيروس كورونا المستجد في عام 2020، كانت منصة «ملفي» جاهزة لتسهيل مشاركة بيانات الرعاية الصحية في جميع أنحاء أبوظبي، وقد أثبتت أهميتها في الاستجابة الوبائية المعترف بها عالمياً للإمارة».

وأضافت «لقد ربطت منصة «ملفي» على الفور جميع المرافق التي تقدم الرعاية الصحية المباشرة لمرضى فيروس كورونا، مما أدى إلى إنشاء قاعدة بيانات مركزية لنتائج الفحوصات في الإمارة، وقد ساهم توفير المعلومات من الحالات الإيجابية في ضمان اتخاذ فرق الخطوط الأمامية لإجراءات سريعة لحماية المرضى، والطاقم الطبي، وغيرهم وتم تزويد المنشآت غير المربوطة بالمنصة، والتي هي جزء من استجابة أبوظبي لجائحة فيروس كورونا المستجد، بإمكانية الوصول الآمن إلى المنصة لضمان المشاركة الشاملة للبيانات.

وأوضحت الدكتورة الحوسني أنه في وقت لاحق، أصبحت منصة «ملفي» جزء أساسي من برنامج التطعيم الخاص بدائرة الصحة - أبوظبي، وذلك من خلال قاعدة مركزية لجميع بيانات التطعيم في الإمارة، ومع توافر البيانات بصورة فورية أصبحت الحكومة أكثر استعداداً لتخصيص الموارد بكفاءة وتنفيذ التدابير اللازمة، مثل الفحوصات الجماعية، والعزل والتطعيم مما جعلنا في وضع آمن، بالإضافة إلى ذلك تم تجميع جميع سجلات التطعيم الأخرى وأتيحت للمستخدمين من خلال أداة عرض بيانات التطعيم.

يشار إلى أن منصة «ملفي» تعاملت مع 76 مليون نتيجة من نتائج فحوصات كوفيد و10.3 ملايين سجل من سجلات لقاحات فيروس «كوفيد 19».