قائد المسيرة المئوية

ت + ت - الحجم الطبيعي

صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، يتفق عليه الداخل والخارج على أنه عليه المعوّل في الأيام القادمة، بعد الاعتماد على الله سبحانه وتعالى.

فلم يَخب فيه بالأمس ظن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، القائد الباني والمؤسس للاتحاد، طيب الله ثراه، منذ أن رآه طفلاً يترعرع بين يديه.

وهو عضيد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، منذ أن كانا رفيقي درب في الميدان العسكري، وفي الجلسات التشاورية أيام وضع اللبنة الأولى لدولة الاتحاد، وطول فترة حكم المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه.

إذن فمن حق صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أن يقول اليوم فخراً لا كبراً:

صفونا فلم نكدَر وأخلص سرّنا

إناث أطابت حملنا وفحولُ

علونــــا إلى خير الظهور وحطّنا

لوقت إلى خير البطون نزول

فنحن كماء المُزن ما في نصابنا

كَهــامٌ ولا فينا يُعدّ بخيل

إذا سيّد منا خلا قام سيّد

قؤول لما قال الكرام فعولُ

وما أخمدت نار لنا دون طارق

ولا ذمنـا في النازلين نزيل

سلي إن جهلتِ الناس عنّا وعنهم

فليس سـواءً عالم وجهول

نعم من حق صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أن يفتخر بالعم والخال، إلا أنه من تواضعه لم يقل يوماً أنا كذا وكذا ليعــــــدّد مفاخره، بل ترك المجال للأفعال أن تتحدث عن شيم العم والخال، وعن ملاحم أولئك الفرسان والأبطال، وعنه وهو اليوم سيد الرجال.

ولكن في الجانب الآخر نرى أخاه وصديقه ورفيق دربه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، المتشبّع بالإعجاب بمآثر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، نراه يفيض كما يفيض الكأس عند الامتلاء، فيسرد تلك الخصال الجميلة لدى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ليؤكد أكثر وأكثر بأن قائد مسيرتنا الجديد ليس وليد اليوم، فسموه وُلد قائداً، وترعرع قائداً، وانتخب رئيساً للدولة قائداً.

ثم إن الشاعر الكبير صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم يلفت أنظارنا إلى شيء أهم مفاده أن سموه ربّان حكيم متمرس وقائد حصيف وبطل منذ زمان، كان عوناً لأبيه ثم لأخيه، وها هو الآن ربان السفينة والقائد الحكيم المتمكن الذي يمكن أن نسير خلفه ونحن مطمئنون إلى سلامة ومنعة الوطن. وكما تؤكد أبيات القصيدة، فإن من يحمل مثل مناقب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، فإن الأرض ومن عليها تشهد له بالإذعان، وينقاد إليه الجاه والسلطان.

ثقة

هذا ومن شدة إعجاب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وثقته بقيادة أخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وقف اليوم مرة أخرى في هذه القصيدة المجيدة، يجدد له الولاء والطاعة، علماً بأن سموه في مجلس المبايعة، كان أول من أعلن مبايعته وكامل ولائه لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيساً للدولة. ثم تبعه حكام الإمارات جميعاً وعلى رأسهم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، الذي قال: «أخلصنا لوالدك بالأمس وها نحن اليوم نخلص لك إن شاء الله، فأنت لست بغريب علينا.

فيا شعب دولة الإمارات هلمّوا إلى مبايعته من غير تردد، وكونوا معه في السراء والضراء، ليكن هو لكم سنداً وذخراً في السراء والضراء».

أنــا أخــوهْ الـموالي كـانْ حـربْ وسـلمْ

إنْ كـانْ سـاحَةْ سياسِهْ أوْ ثَرىَ ميدانْ

لـــهْ الـتَّـهـاني وإذا يـامـرْ نـجـاوبْ تَــمْ

لــهْ الـرِّيـاسهْ وشـعـبِهْ كـلِّهُمْ الأعـوانْ

نعم... نعم..... ويذهب سموه إلى بيان سبب هذا التعاضد وهذا التقارب فيقول: لا تعجبوا فنحن آل نهيان وآل مكتوم أباً وأماً، التقينا ببعض منذ القدم، ثم تلاقينا بعد ذلك في إدارة الحكم والسيادة على هذه الأرض الطيبة، ولنا تاريخ يشهد، عشنا كالنجوم إذا غاب نجم طلع نجم آخر، ولم نغب عن سماء الريادة، ولا عن ميدان البطولة والشهامة.

والـذكـر كـلـه مـفـاخر لـلرجا والـحسم

تـاريـخ حـافـل مـايكفي سـيرته ديـوان

سيرة وضاءة

وبما أن الحديث عن بني ياس يطول، فإن شاعرنا الكبير يختصر الطريق علينا فيقول:

يـاكاتب الـمجد خذ لك من ضيانا سهم

ولـك في محمد من أسمه للعلا عنوان

عـلى الـعدا مـن شماله للمعادي رجم

أمــــا يـمـيـنه فـلـلـمعطا ولـلـسـفطان

يريد فارس العرب هنا أن يقول لنا: لن تستطيعوا أن تلموا بسيرة هذه الأسرة الياسية الكريمة، ولكي تقفوا على جانب منها بإمكانكم أن تتخذوا صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مثالاً على ما أقول، فسموه اليوم أروع مثل لأكرم أخلاق للآباء والأجداد. لقد جمع سموه بين الشهامة والبطولة والكرم والنجدة، وهو في وقت الحزم قوة من غير ظلم، وفي وقت الرحمة عاطفة من غير ضعف، وكأنه يريد أن يوصل إلى شعبه رسالة الخليفة الراشد أبي بكر الصديق رضي الله عنه: «الضعيف فيكم قوي عندي حتى آخذ له الحق إن شاء الله، والقوي فيكم ضعيف عندي حتى آخذ منه الحق إن شاء الله». وفي الوقت نفسه يجسد لنا سموه قول الشاعر:

قوم إذا استُخصموا كانوا فراعنة

يوماً وإن حُكّموا كانوا موازينا

أجل.. ولم ينسَ الشاعر أن يذكّرنا ويذكّر القائد بأننا إذا أردنا أن نتوفق يجب أن نستمد العون ممن يملك مقاليد السماوات والأرض، فلا قويّ إلا الله ولا ناصر إلا الله، ودعك من ادعاءات الشرق والغرب التي كشفت مزاعمهم الجوائح والأزمات والكوارث والخلافات. فاتضح أن كل قواهم التي اعتدّوا بها وتفاخروا بها أمام العالم، كانت هشّة، وأن عروشهم التي بنوها على مناجم من الذهب والماس كانت قشّة، وما أن جاء وابل الابتلاءات إلا وبانت تلك الاستعدادات كأنها رشّة.

ولم تزل الدائرة تدور، والاضطرابات تمور، ولا أظن أنه يدوم لأحد منا السرور، إلا إذا اتجهنا إلى الله بالدعاء، وتجردنا عن الأنانية والادّعاء وحب الظهور.

وبعد ذلك يواصل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في قصيدته، ذكر مناقب قائد مسيرتنا، حتى يختم قصيدته بأبيات تبين للجيل الحاضر، أن قائدنا مهتمّ بحاضرهم ومستقبلهم، فهو مَن شجّع العلم والعلماء، وكرّم أهل الحذق والإبداع والموهبة، فصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان قائد مُلهَم بفتح الهاء، وملهِم بكسر الهاء. وهو من سيقود دولة الإمارات إلى رغد من العيش ووفور الاطمئنان، والأمن والأمان.

ويقول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: «لمسنا فيه حكمة والده المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، وطيب أخلاقه، فمن من الصغار لا يذكر حنانه وعطفه، ومَن من الكبار لا يتذكر برّه وإحسانه وتفقده لأحوالهم، والقادم أجمل»، لذلك يقول في رائعته:

نـخـتـاره الــيـوم ريـــس دولــتـه ونـتـم

عـلـى الـوفـا وثـابـته بـعـهودنا الأركــان

ودولـة الإمارات في عهده تعيش بحلم

والله يــديـم الـسـرور وشـعـبنا فـرحـان

Email