الابتكارات المائية في الإمارات أولوية لبناء مستقبل أكثر استدامة

ت + ت - الحجم الطبيعي

أفاد تقرير نشره موقع مجلة «هارفرد بيزنس ريفيو» أن ظروف الإمارات الصحراوية يجعلها موقعاً مثالياً لحاضنة طبيعية للابتكار واختبار وبناء الحلول في مجال المياه، وهو ما يحتاجه سكان العالم الأكثر تهميشاً، لافتاً إلى أن الابتكار في مجال المياه يعد من بين أولويات دولة الإمارات اليوم من أجل تطوير الزراعة المستدامة وتحلية المياه والتصنيع.

وأكد التقرير الذي جاء بعنوان «كيف تساعد ابتكارات الإمارات في مجال المياه في بناء مستقبل أكثر استدامة» أن العديد من المبادرات الرئيسية للدولة تحوي استراتيجيات مبتكرة لزراعة الغذاء في الصحراء، وتحلية المزيد من المياه مع استخدام لمنتجاتها الثانوية، وتحسين استمطار السحب، لافتاً إلى أن المركز الدولي للزراعة الملحية (إكبا)، له أكثر من 20 عاماً في زراعة الوقاية من المستقبل، حيث قام ببناء بنك جينات فريد من نوعه يضم أكثر من 15 ألف مدخل من نحو 270 نوعاً من النباتات، التي تزدهر في البيئات القاسية، ما يدعم الأمن الغذائي والمائي في المناطق التي تواجه فيها الزراعة مجموعة عوائق، مثل ندرة المياه والملوحة والجفاف، والتي يقدر عدد سكانها بنحو 1.7 مليار نسمة، كما أنه منذ تأسيسه أدخل مركز «إكبا» عدداً من المحاصيل القادرة على الصمود والمغذية، والتكنولوجيا الموفرة للموارد في المناطق الريفية في نحو 30 دولة، ودرب أكثر من 30 ألف مزارع على أفضل الممارسات في الزراعة الملحية، وقدم برامج تنمية القدرات لألوف من النساء والشباب في 93 دولة.

زراعة مستدامة

وفي بحث عن مصادر غذائية محلية تقلل انبعاثات الكربون من وسائل النقل، أشار التقرير أيضاً إلى اعتماد المزارع المائية الداخلية العمودية مثل «سمارت ايكرز»، التي تزرع 13 دورة من الخس سنوياً، وتنتج 20 ضعف كمية الطعام مع استخدام عشر الأرض و90% من المياه أقل مما تطلبه الزراعة التقليدية، مؤكداً أن الابتكارات الزراعية في الإمارات لا تقتصر على استخدام المياه العذبة، حيث طور نظام طاقة مياه البحر والزراعة التابع لجامعة خليفة عملية تستخدم نفايات الأسماك المستزرعة والروبيان كسماد لزراعة النباتات الملحية، وهذه النباتات المحبة للمياه المالحة تنتج بذوراً غنية بالزيوت مثالية لصنع الوقود الحيوي للطائرات، وقد شغلت في عام 2019 رحلة طيران الاتحاد على متن طائرة بوينغ 787 من أبوظبي إلى أمستردام.

تحلية المياه وفيما ينتج الشرق الأوسط نصف المياه المحلاة في العالم ما يصل إلى 7.5 ملايين متر مكعب في اليوم، رأى التقرير أن هذا الأمر يأتي بتكلفة، فهناك عملية التحلية الحرارية المكلفة، والتي تولد انبعاثات كبيرة من الكربون وتنتج كميات كبيرة من مياه الصرف، وهناك طريقة التحلية باستخدام الغشاء، مشيراً إلى قيام مركز أبحاث المياه في جامعة نيويورك أبوظبي بتطوير مواد متناهية الصغر وتكنولوجيا أغشية متطورة مناسبة لمناخ الشرق الأوسط تقلل الطاقة اللازمة لإنتاج المياه النظيفة من مياه البحر إلى 2.5 كليو واط/‏‏ متر مكعب، وهو انخفاض كبير في مقياس التحلية الحرارية 12 إلى 18 كيلوواط /‏‏ متر مكعب، عدا قيام الجامعة بتطوير طرق لاستخراج معادن قائمة على المغنيسيوم من المنتجات الثانوية لتحلية المياه، لدعم إزالة الكربون عند تصنيع الإسمنت الملوث، حيث تستخدم الجامعة هذه المعادن لإنشاء نموذج لنوع من المواد الرابطة التي تتطلب القليل من الحرارة لتصنيعها «كال ماغ»، وحتى امتصاص ثاني أكسيد الكربون أثناء تصلبه، بحيث تكون العملية نفسها سالبة للكربون.

Email