انطلاق فعاليات مؤتمر «علاج متعاطي المؤثرات العقلية»

أخصائيون: تحديات «كورونا» رفعت أعداد المدمنين

حمد الغافري متحدثاً خلال المؤتمر | من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

تحت رعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير شؤون الرئاسة، انطلقت أمس أعمال مؤتمر الجمعية العالمية لأخصائيي علاج وتأهيل متعاطي المؤثرات العقلية، والذي يعقد للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بتنظيم من المركز الوطني للتأهيل بالتعاون مع مكتب الشؤون الدولية لمكافحة المخدرات وإنفاذ القانون التابع لوزارة الخارجية الأمريكية، والجمعية العالمية لأخصائيي علاج وتأهيل متعاطي المؤثرات العقلية، تحت شعار «توحيد جهود المجتمع الدولي لمواجهة تحدي الإدمان» وذلك بمركز أبوظبي الوطني للمعارض «أدنيك» والذي يقام خلال الفترة من 12 إلى 16 مايو الجاري.

وأكد أخصائيون في مجال علاج وتأهيل متعاطي المؤثرات العقلية أن التحديات النفسية والاجتماعية التي فرضتها جائحة «كوفيد 19»، أسهمت في زيادة الرغبة والطلب على المواد المخدرة والمؤثرات العقلية، وارتفعت أعداد المدمنين عليها حول مختلف دول العالم، مبينين أن تضافر جهود المؤسسات والتثقيف حول مكافحة الطلب على المخدرات هو السبيل لتطويق الإدمان.

وشددوا على أهمية الارتقاء بجودة الحياة الاجتماعية للمتعافين من الإدمان على المواد المخدرة والمؤثرات العقلية، لما تمثله من عامل مهم ومعزز في خفض نسب الانتكاسة لدى المرضى، خصوصاً وأن الدراسات تشير إلى أن تمكين مرضى الإدمان اقتصادياً وتنميتهم اجتماعياً، سيسهم في رفع نسب التعافي الكامل والوصول بها إلى نحو 80%.

شبكة عالمية

وتفصيلاً، فقد أوضح الدكتور حمد الغافري مدير عام المركز الوطني للتأهيل، أن المؤتمر يسعى لبناء شبكة عالمية من الشراكات الاستراتيجية بين المؤسسات والمنظمات الدولية والمتخصصين والاتفاق على آليات للتعاون ولتعزيز هذه الشراكات ويشكل فرصة لتبادل المعرفة حول المستجدات العلمية والبحثية في مجال الإدمان، وكذلك العلاجات والتدخلات الوقائية الحديثة التي تم إثبات فاعليتها، وأفضل التجارب والممارسات العالمية في هذا الجانب.

وقال: «الشباب هم الركيزة الأساسية للتنمية في دولة الإمارات العربية المتحدة، إذ حرصت دولتنا على تسخير كل مقوماتها للنهوض بالشباب، لذلك قمنا بترجمة حرص الدولة في تمكين الشباب بمجموعة من البرامج والمشاريع والمبادرات التي تستهدفهم وفي هذا الإطار يأتي تنظيم المركز لهذا المنتدى للمرة الثانية على أرض الإمارات، حيث أقيم المنتدى الأول في الإمارات عام 2014».

وأكد أن التركيز الأساسي للمنتدى سينصب على تعزيز ريادة الشباب في مجال الوقاية من المؤثرات العقلية من خلال المبادرات التي يتولون تنظيمها، موضحاً أن المنتدى يهدف إلى دعم الشباب لإنشاء واستدامة أنشطة الوقاية من المؤثرات العقلية، وتزويدهم بالمعرفة والمهارات اللازمة لتطبيق التدخلات الوقائية الفعالة وتدشين خطط عمل مجتمعية يقودها الشباب في مجال الوقاية من تعاطي المؤثرات العقلية. وأضاف: يعكس المنتدى حرص المركز الوطني للتأهيل على تعزيز التعاون بين القيادات الشبابية القادرة على إحداث تغيير إيجابي بين أقرانها وداخل مجتمعاتها ونشر المعرفة والتوعية حول مخاطر مرض الإدمان. وعن آلية عمل المنتدى، قال الغافري «بدأ العمل مع الشباب المشاركين في المنتدى منذ ثلاثة أسابيع، من خلال توزيعهم إلى مجموعات عمل، ومن ثم يبدأ المشاركون في البحث والعمل مع بعضهم البعض تحت إشراف المدربين، ثم تقدم كل مجموعة مقترحاً لمشروع ريادي لوقاية الشباب من تعاطي المؤثرات العقلية قبل الحضور للمنتدى».

وتابع: فترة انعقاد المنتدى مخصصة لتطوير المقترحات، وفي اليوم الأخير يتم عرضها على لجنة من المتخصصين في حفل ختامي لاختيار 3 مشاريع فائزة وتكريم الفائزين ويحصل مطورو أفضل ثلاثة مشاريع على جائزة نقدية لمساعدتهم في تنفيذ هذه المشاريع في بلدانهم الأصلية. ويتضمن البرنامج التدريبي للشباب المشاركين في المنتدى 35 ساعة معتمدة ويتكون من 7 وحدات تدريبية وهو برنامج عالمي معتمد دولياً.من جانبه أشاد القاضي الدكتور حاتم علي المدير الإقليمي لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة لدول مجلس التعاون الخليجي وممثل الدكتورة غادة والي، الرئيس التنفيذي لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة ووكيل الأمين العام للأمم المتحدة، بجهود دولة الإمارات في مجال تحديات الجريمة والمخدرات وإعادة التأهيل، بالإضافة إلى شراكتها القوية مع مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة على مدار العقد الماضي.

وقال: لم تكن الأزمة الاقتصادية العالمية بمفردها التي أضافت تحديات جديدة في زيادة رقعة المزروع من المواد المخدرة ودخول لاعبين جدد في مجال تصنيع وتخليق المخدرات والمؤثرات العقلية، ولكن في الحقيقة أصاب وباء فيروس (كوفيد19) العديد من مناطق العالم بزيادة الرغبة والطلب على المواد المخدرة للتعامل مع التحديات الصحية والنفسية التي صاحبت هذا الوباء، وتحرك العديد من معامل تخليق المخدرات والمؤثرات العقلية إلى دول لم تكن بها من قبل، كل هذا أدى إلى زيادة أعداد مدمني المواد المخدرة حول العالم مما زاد من التحدي التي تواجهه.من ناحيتها، بينت روبن سولومون، نائب رئيس بعثة سفارة الولايات المتحدة الأمريكية بالإنابة، أن التثقيف حول مكافحة الطلب على المخدرات في جميع أنحاء العالم ركيزة أساسية لنهج شامل لمكافحة هذه الأزمة، مشيرةً إلى تعاون وزارة الخارجية مع الحكومات المحلية والمجتمع المدني لإنشاء برامج تدريبية متخصصة، مثل المنهج الشامل للوقاية من تعاطي المخدرات وعلاج المصابين باضطراب تعاطي المخدرات. ونوهت بأن هذه البرامج ترتكز على تطوير أساليب الوقاية والعلاج وتمكين المدربين من رفع معاير الرعاية في مجتمعاتهم وجاري العمل على إيجاد كيفية لدمج مناهج الوقاية والعلاج الجديدة في الدورات الدراسية المحلية، وقالت: «نحن فخورون بأهمية دور برامج التبادل الأكاديمي في تحقيق الأهداف المرجوة ومواجهة هذا التحدي العالمي المتمثل في الإدمان».

علاج

وأكد الدكتور عمرو عثمان، مساعد وزير التضامن ومدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان في مصر، أهمية الارتقاء بجودة الحياة الاجتماعية للمتعافين من الإدمان على المواد المخدرة والمؤثرات العقلية، لما تمثله من عامل مهم ومعزز في خفض نسب الانتكاسة لدى المرضى، موضحاً أن أحدث الدراسات في هذا المجال، تشير إلى أنه في حال تمكين مرضي الإدمان اقتصادياً وتنميتهم اجتماعياً، سيسهم في رفع نسب التعافي الكامل والوصول بها إلى نحو 80%.وقال إن أحدث الدراسات التي تم إجراؤها من قبل المعنيين والمختصين في مجال علاج مرض الإدمان في مصر، بينت أنه في حال اكتفاء المؤسسات والمراكز الطبية بعلاج المرضي عن طريق سحب السموم المخدرة من الجسد فقط، فإن نسبة التعافي الكامل لا تزيد على نسبة 2%، وفي حال العمل على إعادة تأهيل المرضى نفسياً واجتماعياً، فإن نسبة التعافي سترتفع لتتراوح ما بين 50 إلى 60%، لتصل إلى 80%، في حال اعتماد آليات التمكين الاقتصادي. وقال إن مصر تمتلك حالياً نحو 28 مركزاً متخصصاً لعلاج المدمنين على تعاطي المواد المخدرة والمؤثرات العقلية، تقدم حزمة متكاملة من الخدمات العلاجية التي تم إقرارها وإعدادها وفقاً لأفضل الممارسات العالمية.

 

‏65 مشاركاً في منتدى الشباب للوقاية من المخدرات

يجمع المنتدى العالمي الثالث لرواد الشباب في مجال الوقاية من المؤثرات العقلية، نحو 65 شاباً وشابة تتراوح أعمارهم بين الـ18 و24 عاماً في أبوظبي من 40 دولة حول العالم، ويشارك أيضاً 16 شاباً وشابة من دولة الإمارات، بهدف دعمهم وتزويدهم بالمعرفة والمهارات اللازمة لتطبيق التدخلات الوقائية الفعالة وتدشين خطط عمل مجتمعية يقودها الشباب في مجال الوقاية من تعاطي المؤثرات العقلية.

وأفاد الدكتور سيف درويش، المتحدث الرسمي عن منتدى الشباب للوقاية من المؤثرات العقلية، بأن المركز الوطني للتأهيل نفذ خطة عمل مستقبلية لمتابعة المشاركين وما يقومون به للوقاية من المؤثرات العقلية يتم فيها التواصل بشكل شهري عبر البريد الإلكتروني واللقاء الافتراضي بشكل ربع سنوي وحفل تجمع سنوي افتراضي، ويتم التحضير لإنشاء شبكة يقومون بإدارتها بأنفسهم، ليكون حلقة وصل للقادة الشباب في هذا المجال على مستوى المنطقة. وأضاف أنه يتم تعريف الطلبة بمجموعة من المهارات تتمثل في القيادة والتخطيط بأسلوب تحفيزي وفي الوقت نفسه يتم تقديم برنامج تدريبي عالمي. ويستضيف المؤتمر نحو 1200 متخصص وباحث في مجالات علوم اضطرابات الإدمان وبرامجه الوقائية والعلاجية والتأهيلية من 98 دولة حول العالم، ويتضمن تقديم 80 ندوة علمية مخصصة للأبحاث والدراسات الحديثة يصاحبها 25 ورشة عمل و15 برنامجاً تدريبياً عالمياً في كل التخصصات ذات الصلة.

Email