حمد الغافري: انخفاض سن الإدمان إلى 11 عاماً في الإمارات والمنطقة

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد المركز الوطني للتأهيل أن مروجي المواد المخدرة والمؤثرات العقلية، شرعوا أخيراً في التركيز على ترويج سمومهم بين صغار السن والطلبة، حيث أشارت دراسة إلى انخفاض سن التعاطي من 16 إلى 11 سنة في الإمارات ومنطقة الشرق الأوسط.

ونوه المركز أن تكاليف علاج الإدمان على المواد المخدرة في الدولة بكل مراحلها وصولاً إلى مرحلة التعافي الكامل، والعود إلى المجتمع من جديد، تعد منخفضة جداً بالمقارنة مع باقي دول العالم، الأمر الذي ساهم في جعل الدولة، وجهة للباحثين عن ضوء ينير لهم طريق حياتهم من جديد، ويأخذ بيدهم لإخراجهم من براثن الإدمان.

رعاية
وتفصيلاً، قال الدكتور حمد الغافري مدير عام المركز الوطني للتأهيل، إن الهاجس الأكبر الذي يؤرق المعنيين بعلاج مرضى الإدمان، يتمثل في نزول سن بدء تعاطي المواد المخدرة على مستوى دول العالم، حيث تشير الدراسات، إلى أن سن بداية التعاطي في السنوات الماضية، كان يتراوح ما بين 16 إلى 18 سنة، واليوم وصل بحسب آخر الدراسات إلى 11 سنة على مستوى الإمارات والشرق الأوسط، وهذا مؤشر خطير، يستلزم منا جميعاً، تكثيف الجهود للتصدي لهذه الآفة، عبر نشر مفاهيم الثقافة القانونية وبرامج التوعية والوقاية ومبادرات الدمج في المجتمع.

وأكد أن تكلفة علاج الإدمان لدى الأفراد في الدولة والوصول بهم إلى مرحلة التعافي الكامل أقل من التكلفة في البلدان الأخرى، ما يدفع بعض المرضى الأجانب للقدوم إلى الإمارات طلباً للعلاج، خصوصاً مع تقديم أعلى مستويات الخدمة ضمن كل المراكز.

وأضاف: تكلفة العلاج من الإدمان في الدولة منطقية جداً بالنسبة لباقي المراكز حول العالم، حيث خفضنا التكلفة لأقل من 50% في حين تتساوى الخدمات المقدمة في الإمارات مع مستويات الخدمات في مستشفيات عالمية مثل ماكلاين وغيرها.

ولفت إلى أن توفير أعلى مستوى خدمة وأفضل تكلفة ممكنة لعلاج مرضى الإدمان هو ما ساهم في استقطاب مرضى من خارج الدولة للعلاج، حيث تتضمن الخدمات التي يقدمها المركز إعادة التأهيل والمتابعة ما بعد التعافي وبرامج متنوعة، موضحاً أن المركز يوفر خدمات إمكانية المتابعة اللاحقة خارج الدولة.

برنامج
ولفت حمد الغافري، إلى أن المركز أقر أخيراً، أول برنامج تدريبي معد للمختصين في مجال الإدمان باللغة العربية، تم ترجمته من قبل المركز وحصل على الاعتماد العالمي، لافتاً إلى أنه سيتم تدريب أول مجموعة في هذا المجال.

ورداً على سؤال حول أكبر الهواجس التي تؤرق المعنيين بعلاج ومكافحة آفة المخدرات المستحدثة، قال الغافري: نحن اليوم في معركة يمكن وصفها بأنها «غير متكافئة»، لكن الجانب الوقائي والتأهيل والعلاج وإعادة الدمج في المجتمع، يمثل جانباً كبيراً ومهماً، حيث استطعنا بدعم القيادة الرشيدة من الوصول إلى نتائج إيجابية في محاربة هذه الآفة.

وأضاف: سابقاً كنا نتحدث عن مجموعة من المواد المخدرة الطبيعية، واليوم نتحدث عن عقاقير قد توصف طبياً ويساء استخدامها، أو عقاقير موجودة في السوق السوداء، لديها تركيبة كيميائية، غير صحيحة، وبالتالي تؤدي إلى مضاعفات كثيرة.

علاج
وبيّن أن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة حدد التكلفة العالمية للإدمان عالمياً ووجد أنها تتراوح بين 2- 4% من إجمالي الدخل القومي في أي دولة من دول العالم، وتتضمن هذه التكلفة مراحل العلاج والتأهيل وما يترتب على الأفراد قانونياً إضافة إلى تكاليف السجون ومتابعة الأسرة ككل، لافتاً إلى أن هناك تكلفة مباشرة وتكلفة غير مباشرة.

وقال إن التكلفة المباشرة للإدمان تتمثل في تجهيز وخدمات المصحات العلاجية، في حين تكون التكلفة غير المباشرة ذات آثار طويلة الأمد مثل فقدان الإنتاجية والوفاة وغيرها، مشيراً إلى أن عدداً كبيراً من مرضى الإدمان الذين يتم علاجهم في المركز الوطني للتأهيل، مستوياتهم التعليمية أقل من الثانوية العامة، الأمر الذي يحتم على المركز تعليمهم وتأهيلهم بشتى الطرق ليتمكنوا من الاندماج في المجتمع لاحقاً.

 

Email