صالح العامري يواصل تدريباته بعد مرور 5 أشهر من بدء «سيريوس 21»

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تتواصل الاختبارات والتدريبات التي ينفذها صالح العامري رائد محاكاة الفضاء، وذلك بعد مرور 5 أشهر على بدء مهمته التي تستمر 8 أشهر وضمن برنامج «سيريوس 21» في المجمع التجريبي الأرضي بمعهد الأبحاث الطبية والحيوية بأكاديمية العلوم الروسية في موسكو، وذلك ضمن بيئة معزولة كلياً عن العالم الخارجي.

65 تجربة

وأنجز العامري في مارس الماضي نحو 50% من أول مهمة إماراتية لمحاكاة الفضاء، حيث أجرى 65 تجربة من أصل 70، وذلك ضمن برنامج البحث العلمي الدولي في المحطة الأرضية الفريدة «سيريوس 21»، فيما حالياً يتابع العامري إجراء التجارب من أجل مقارنتها بتلك التي أنجزها في بداية المهمة، فيما يتم التواصل بشكل يومي مع زميله في عبدالله الحمادي، وذلك لتنسيق المهمات.

وأجرى العامري مؤخراً تجربة التخطيط الكهربائي للدماغ، والتي هدفها الحصول على صورة واضحة حول وظائف الدماغ المرتبطة بالعزلة، بالإضافة إلى أن هذه التجربة تساعد العلماء على التعرف إلى تفاعل الدماغ والتغييرات التي تطرأ على وظائف الإدراك عند البقاء في البيئات المعزولة لمدة طويلة، فضلاً عن إجراء تدريبات أخرى تتضمن فحص عينات جمعها مع زملائه في المهمة خلال تجربتهم محاكاة الهبوط على سطح القمر.

هبوط قمري

وشملت التجارب التي أنجزها العامري خلال الشهور الماضية محاكاة الهبوط على سطح القمر، وتجربة تقليل التوتر في العزلة وتجارب الواقع الافتراضي، والتي تتضمن إطلاق مركبة وتأمين التحامها مع محطة الفضاء الدولية وصولاً إلى تجارب التحليق فوق القمر والمريخ. وتشمل التجارب الـ 70 الذي يعمل على إجرائها العامري خلال المهمة، 5 مشاركات من أربع جامعات إماراتية، تبحث في مجالات علم وظائف الأعضاء وعلم النفس وعلم الأحياء، مثل بحث من جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية، والذي يركز على آثار التعرض لفترات طويلة لبيئة محاكاة الفضاء على تقلبات القلب والأوعية الدموية والتفاعلات القلبية، وبحث تم اختياره من جامعة الشارقة، عن دراسة تحديد آثار الإجهاد الناجم عن الحبس والعزلة على الدورة الدموية ووظائف العضلات والهيكل العظمي لأفراد الطاقم في أثناء مهمة قياس المؤشرات السريرية والجينومية والنسخية والبروتيومية.

وتتضمن الموضوعات المختارة الأخرى للمهمة بحثاً مقدماً من الجامعة الأمريكية في الشارقة حول تخفيف الضغط النفسي في العزلة والبيئة المحصورة، وآخر من جامعة الإمارات العربية المتحدة حول التحديات النفسية للعزلة أثناء رحلات الفضاء البشرية: دور الآليات التحفيزية والتدريب المتقطع والمكثف كإجراء مضاد لمنع فقدان كثافة العظام ومقاومة الأنسولين في بيئة الفضاء.

ويعمل طاقم المهمة «سيريوس 21» والذي يتكون من فريق رواد محاكاة من أمريكا وروسيا، في جسم محكم الإغلاق يحاكي مركبة فضائية، بهدف تقييم تأثير العزلة على الحالة النفسية والجسدية والأداء العقلي والبدني، وكذلك على الأنظمة الفسيولوجية الرئيسية لجسم الإنسان، وضمان التحكم في الحالة الصحية للأشخاص الخاضعين للاختبار، ووفق المعايير البيئية والظروف الصحية للعزل، فيما تشمل أهداف المهمة إنشاء قاعدة بيانات متكاملة للبيانات العلمية التي يتم الحصول عليها أثناء تنفيذ المشروع.

وتتكون غرف المجمع التجريبي من أنظمة مستقلة لدعم الحياة يتم التحكم فيها بواسطة نظام تنفيذي، يشكل موطناً يعمل وفق معايير محددة، بما في ذلك نظام التهوية وتكييف الهواء وتنقية الغلاف الجوي وتحليل الغاز ودعم ظروف معينة للضغط ودرجة الحرارة والرطوبة وتكوين الغاز، فضلاً عن إمدادات المياه، والصرف الصحي، والكهرباء، والإضاءة الكهربائية، والمراقبة بالفيديو، وأنظمة إطفاء الحريق، بينما تتوفر بعض الخصائص الأخرى مثل توفير الوحدات السكنية بأحجام متفاوتة، ودورات تعاقب الليل والنهار وظروف عمل مبتكرة للبحث وفقاً لطلبات القائمين على الاختبارات. ويحتوي المجمع على مرافق فريدة لإجراء الدراسات النموذجية لرحلات الفضاء لفترات مختلفة تصل لأكثر من 500 يوم، فيما يعتبر منصة للمحاكاة مع وحدات تجريبية متعددة الوظائف، ويمكنها استيعاب عدد يتراوح من 3 إلى 10 أشخاص من أفراد الطاقم، فيما يتم التحكم بالتجربة وجميع الأنظمة ومراقبة الطاقم والمعايير البيئية، من مركز التحكم في التجربة التابع للبرنامج.

Email