فرقة المداهمات النسائية في تحريات دبي.. خبرة واحترافية في المهام الأمنية

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

لا يقتصر العمل الأمني في شرطة دبي على الرجال الأكفاء فقط، بل أسهم العنصر النسائي في إثبات جدارته في كل التخصصات الأمنية، ومنها فرقة الكمائن والمداهمات النسائية في الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية في شرطة دبي، التي تأسست عام 2016 بهدف الاستعانة بالعنصر النسائي في البلاغات والقضايا التي تضم عنصراً نسائياً أو أطفالاً لتحقيق أعلى معدلات الخصوصية، إضافة إلى الاستفادة من قدرة النساء على التفاوض بشكل كبير، وحققت الفرقة نجاحاً كبيراً عبر السنوات بالتدخل في العديد من القضايا المختلفة التي يتم الانتقال إليها، خصوصاً في ظل حصولها على دورات تأسيسية ومتقدمة وتخصصية في السيطرة على المتهمين والتعامل مع كل الجنسيات، فاكتسبت خبرة واحترافية في تعاملها مع مختلف المهام الأمنية.

نموذج

وقال العميد جمال سالم الجلاف، مدير الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية في شرطة دبي، لـ«البيان»: إن شرطة دبي تعتبر العنصر النسائي جزءاً لا يتجزأ من عملها، حيث التحقت المرأة بشرطة دبي منذ التأسيس تقريباً، وأثبتت جدارة كبيرة ووصلت إلى أعلى الرتب، وباتت نموذجاً مشرفاً في العمل الأمني، ليس فقط في الدولة وإنما في المنطقة والعالم.

ولفت العميد الجلاف إلى أن شرطة دبي تحرص على دعم العنصر النسائي في العمل الجنائي عبر استقطابهن وتدريبهن على اختلاف التخصصات والمهام، حيث خضعن لدورات مختلفة في الفنون القتالية والإنزال والتدخل السريع وطرق التفاوض وقراءة لغة الجسد والسيطرة على الضحايا من النساء والأطفال في اختلاف الظروف التي يتواجدن فيها، إضافة إلى ارتدائهن ملابس خاصة واقية ضد الرصاص وغير قابلة للاختراق من الأسلحة الحادة، وقناعاً لحمايتهن في الحالات الخطرة، وغيرها من الإجراءات الوقائية التي يتم تطبيقها لحمايتهن.

أهمية

من جانبه، قال العميد محمد عقيل أهلي، نائب مدير الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية لشؤون البحث والتحري في شرطة دبي، إن دور العنصر النسائي في التحريات لا يقل أهمية عن دور رجل الأمن، خصوصاً بعدما تمكنت المرأة من اختراق مجال المداهمات والتحقيقات الجنائية، وعملت كضابط مناوب، إضافة إلى العمل المكتبي الذي لا يقل أهمية عن العمل الميداني من حيث تدوين الإفادات وتحليل القضايا وحل ألغازها.

وأشار العميد أهلي إلى أن فرقة المداهمات ضمن مرتب الإدارة العامة للتحريات يقوم عملها على الانتقال والتدخل في البلاغات والقضايا التي يكون فيها عنصر نسائي، سواء متهمة أو أقاربها أو أقارب المتهم، كذلك في حالة وجود أطفال، حيث تقوم فرقة المداهمات بكل المهام بعد استخراج كل التصاريح الأمنية اللازمة لتحقيق أعلى معدلات الخصوصية في المجتمع الذي يضم أكثر من 200 جنسية، حيث حققت نجاحات وتميزاً في كل القضايا التي تم العمل عليها.

وأشار العميد أهلي إلى أنه بعد إتمام الحصول على كل الدورات التدريبية اللازمة يتم إلحاقهن بالعمل، والذي يتضمن العمل الميداني والإداري، وكذلك التحليل الأمني للجرائم وتحليل البيانات واستخلاص النتائج.

خصوصية

بدوره، قال الملازم عباس بن حرز، رئيس فرقة المداهمات بالإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية في شرطة دبي، إنه في عام 2016 تم إلحاق العنصر النسائي بالعمل في قسم الكمائن والمداهمات؛ وذلك بهدف تحقيق الخصوصية في المجتمع بتوفير عناصر نسائية للتعامل مع المتهمات أو ذويهن أو المتهمين وذويهم من العنصر النسائي، أو الأطفال، وتم توفير قناع وملابس واقية ضد الرصاص أو الطعن أو الروائح الكريهة والسامة حفاظاً على أرواحهن، كما خضعن لدورات تدريبية تأسيسية وتقدمية وتخصصية والتي تتم على مدار السنة، إضافة إلى اجتياز اختبارات اللياقة البدنية والمهام الصعبة والتعامل مع كل الحالات الخطرة بطريقة احترافية.

وأشار الملازم عباس بن حرز إلى أنه يوجد العديد من التحديات التي تواجه عناصر المداهمة منها وجود كلاب بوليسية أو حيوانات مفترسة أو إغلاق الأبواب وغيرها، حيث يتم الاستعانة بعناصر من بلدية دبي للسيطرة على تلك الحيوانات وتخديرها، أو الاستعانة بفرقة الإنقاذ لفتح الأبواب وغيرها.

دورات

ولفتت الرقيب نعيمة حميد الريامي، من فرقة الكمائن والمداهمات، إلى أنها التحقت بالعمل في الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية في شرطة دبي عام 2012، وأصبحت أحد عناصر فرقة المداهمات فور تأسيسها بعد أن حصلت على الدورات اللازمة، واجتازت كل الاختبارات.

وأشارت الرقيب نعيمة إلى أن مهمتها الانتقال إلى المنازل أو الشقق أو المستودعات أو السفن، أو أي مكان يبلغ بوجود جريمة فيه مع احتمالية أو تأكيد وجود عنصر نسائي، حيث يتم استخراج كل التصاريح اللازمة، ويبدأ التعامل مع كل حالة على حدة، مشيرة إلى أنه ضمن المواقف التي واجهتها قيام أم أحد المتهمين وكانت سيدة مسنة في السبعينات من عمرها بضربنا بالعصي حتى لا يتم القبض على ابنها، وتمت تهدئتها والتعامل معها بحرفية كبيرة بعد تفهم موقفها كأم.

أساسيات

كما لفتت الرقيب حكمت عصام، إلى أنها التحقت بالعمل في شرطة دبي عام 2012، فيما التحقت بفرقة المداهمة عام 2016، حيث حصلت على الدورات التأسيسية والتقدمية والتخصصية، والتي تضمنت أساسيات المداهمة والعديد من الموضوعات الأخرى التي تسهم في إنجاح العمل، لافتة إلى أنه تم التدريب على طريقة السيطرة على تجمع أكثر من شخص والتفاوض معهم. وأشارت إلى أنه ضمن القضايا التي تعاملت معها إحدى المتهمات من الجنسية الأفريقية، وكانت قوية البنية وحاولت المقاومة وتم السيطرة عليها، كذلك قيام بعض المتهمات بادعاء الإغماء أو المرض للتهرب من القضية.

وأفادت الرقيب فاطمة عصام بأنها التحقت بالعمل في فرقة المداهمات عام 2016 بعد أن حصلت على الدورات اللازمة، حيث تمكنت عبر السنوات من التغلب على الصعاب المختلفة التي تواجهها، منها فن التعامل مع بعض النساء، والقدرة على التفتيش الذاتي للنساء، وتوقع احتمال أن يكون معها أسلحة أو ولاعة أو أي آلة حادة يمكن استخدامها، والقيام بتقييدها ونقلها إلى مركز الشرطة أو الإدارة العامة للتحريات لاستكمال التحقيقات، مشيرة إلى أنه عند مواجهة حالات التمثيل وادعاء عدم القدرة على التنفس يتم استدعاء الإسعاف حفاظاً على حياتها، وإذا تبين أنها سليمة يتم استكمال الإجراءات.

وأشارت الرقيب فاطمة إلى أنه إضافة إلى العمل الميداني وبعد كل مداهمة نقوم بتدوين تقرير للمداهمة بشكل مفصل وإرساله لقائد الفريق.

Email