المشروعات التعليمية لـ«آل مكتوم الخيرية».. إشعاع حضاري في أوروبا

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

كرّست هيئة آل مكتوم الخيرية من خلال برامجها التعليمية التي أطلقتها في أوروبا وتنوعت بين إنشاء الكليات والمراكز، تعزيز الوجود الإسلامي والتعريف بقيمة هذه الحضارة الثرية، وترسيخ تأثيرها ضمن هذه المجتمعات، التي يتواجد بها جالية إسلامية كبيرة، وشملت هذه المؤسسات التعليمية، المركز الثقافي الإسلامي في إيرلندا، وكلية آل مكتوم للدراسات العربية والإسلامية في دندي بإسكتلندا، وصولاً إلى المركز الإسلامي في روتردام بهولندا، حيث ساعد إطلاق هذه المشروعات التعليمية، على مد جسور التفاهم الثقافي والحضاري مع الغرب، وإعداد وتأهيل الأجيال الجديدة من أبناء المسلمين المتواجدين في أوروبا.

خدمات نوعية

وجاء إنشاء المركز الثقافي الإسلامي في إيرلندا الذي كان باكورة أعمال الهيئة، وتم وضع حجر أساسه عام 1996، ليستهدف تعزيز الوجود الإسلامي هناك، ويؤدي دوره في التعريف بالإسلام وقيمه الحضارية، ولعب دور إيجابي بناء في جوانب الحياة المختلفة للمجتمع هناك، فضلاً عن تقديم الخدمات النوعية والمتميزة للمسلمين والمساعدة في استقرار هذا الوجود وتجذيره. ويسهم المركز الموجود في دبلن في إعداد وتأهيل الجيل الثاني من أبناء المسلمين في إيرلندا، ليكونوا مواطنين صالحين محافظين على مبادئ الإسلام وقيمه السامية، والتصدي لكل فهم أو طرح خاطئ عنه يشوّه صورته، فضلاً عن بناء الجسور مع المجتمع الإيرلندي من أجل فهم صحيح للدين الحنيف وقيمه الإنسانية السامية، وتأكيد وحدته وعالميته من خلال العمل مع المؤسسات الإسلامية الأوروبية.

رؤية معاصرة

وتتمثل الخدمة الرئيسة للمركز في كونه مسجداً يؤمه المئات، حيث تتوفر فيه كل التسهيلات اللازمة للمصلين، وإضافة لذلك يقدم المركز نشاطاً متميزاً في إطار التثقيف الديني للمسلمين، إذ إنه يوفر خدمات الفتوى حول شؤون دينهم ومشكلاتهم، من خلال رؤية معاصرة تجمع بين العلم الشرعي وفقه الواقع الأوروبي عامة والواقع الإيرلندي خاصة. كما يعتبر التعليم الأبرز من بين الخدمات التي يقدمها المركز، حيث أطلق المركز مشروعاً تعليمياً مميزاً وفريداً من نوعه في إيرلندا يتمثل في مدرسة نور الهدى القرآنية التي تخدم قطاعاً كبيراً من أبناء المسلمين، ليس فقط في إطار المركز، بل أبعد من ذلك، حيث تم افتتاح مراكز وفروع في مناطق متعددة، وتهتم المدرسة بتعليم القرآن الكريم ثم الحديث النبوي وتعليم الأخلاق لأبناء الجالية، بالإضافة إلى اللغة العربية وقد خرّج المركز خلال السنوات الماضية عشرات من حفظة القرآن الكريم.

ويعتبر المركز معلماً حضارياً إسلامياً ويتكون من مسجد ومدرسة ومكتبة وصالة رياضية، فيما يعد الهدف الأهم من إقامته التعرف إلى احتياجات الجالية، كما أن للمركز نشاطات مختلفة من البرامج الدعوية والرعاية الاجتماعية والبحوث والبرامج التعليمية ونشاطات المرأة المسلمة.

كلية آل مكتوم

من جهتها لعبت كلية آل مكتوم للدراسات العربية والإسلامية في دندي بإسكتلندا دوراً مهماً في تقديم صورة حقيقية عن العالمين العربي والإسلامي، والإسهام في دعم الفهم والوعي والتسامح بين الثقافات الإنسانية، فيما أنشئ هذا الصرح الأكاديمي المرموق عام 2000 بهدف دعم الجاليات المسلمة في البلدان الأوروبية، وتقديم صورة حقيقية عن العالمين العربي والإسلامي، وتعتبر الكلية في المقام الأول للدراسات العليا، بحيث تختص بكل ما له علاقة بالإسلام وقضايا العرب والمسلمين، ويقبل الطلاب الراغبون في إكمال دراستهم لنيل درجة الماجستير والدكتوراه في أي تخصص في العلوم الإنسانية والاجتماعية المتعلقة بالدراسات العربية والإسلامية، وتعتبر كلية آل مكتوم للدراسات العربية والإسلامية الأولى من نوعها في إسكتلندا وفي المملكة المتحدة.

وتوفر كلية آل مكتوم مجموعة من التخصصات، منها الدبلوم المهني في الاقتصاد والتمويل الإسلامي، ودبلوم متقدم في الدراسات الإسلامية، ودبلوم متقدم في اللغة العربية، ودبلوم في اللغة العربية، وشهادة في اللغة العربية، وشهادة تمهيدية في اللغة العربية. وتحظى جميع المواد التي تطرحها الكلية بالاعتماد من قبل الهيئة الإسكتلندية للاعتماد الأكاديمي، كما توفر الكلية منحاً دراسية شاملة لجميع برامجها للطلبة المميزين.

تخصصات مهمة

وتتميز الكلية بأنها تجمع بين الدراسات الإسلامية التقليدية والدراسات الحديثة المعاصرة، فبالإضافة إلى اهتمامها بالدراسات المتعلقة بالقرآن والسنة والفقه وأصوله، فإنها كذلك تهتم بأساليب الدراسة المنهجية، كما أنها تركز على قضايا الإسلام والمسلمين في أوروبا، فيما تمنح الكلية شهادتي الماجستير والدكتوراه في الدراسات العربية والإسلامية وتستقبل سنوياً طلاباً للحصول على درجتي الماجستير والدكتوراه، كما أن هناك ثلاث درجات ماجستير، تشمل «التمويل الإسلامي»، و«الصيرفة والتمويل الإسلامي»، و«الصيرفة والتمويل والتجارة العالمية الإسلامية»، بينما هيأ ذلك الكلية أن تصبح مركزاً رئيساً في المملكة المتحدة في مجال الدراسات الإسلامية بشكل عام، وفي التمويل الإسلامي على وجه الخصوص.

مركز روتردام

وافتتحت هيئة آل مكتوم الخيرية في عام 2010 المركز الإسلامي في روتردام بهولندا، الذي يعتبر أحد المعالم الإسلامية والمعمارية المميزة في أوروبا، ويتألف المبنى من ثلاثة طوابق تعلوه ثلاث قباب على الطراز المغربي الفاسي، ويضم مئذنتين هما الأعلى بأوروبا بارتفاع يصل إلى ‬50 متراً، ويضم المبنى قاعتين للصلاة، بالإضافة إلى قاعة للمناسبات العامة والاحتفالات لسكان المدينة من مسلمين وغيرهم، مما يؤكد على دور المسجد في الانفتاح على محيطه المحلي، خاصة أنه يهدف إلى خدمة مسلمي هولندا والجاليات العربية والمسلمة، ومد جسور التفاهم الثقافي والحضاري مع الغرب، وتقديم الإسلام كحضارة وثقافة ودين في شمال غرب أوروبا.

Email