الإعلام الوطني شريك أساسي في منظومة التنمية المتكاملة

الإمارات تشارك في الاحتفاء باليوم العالمي لحرية الصحافة

ت + ت - الحجم الطبيعي

تشارك دولة الإمارات العربية المتحدة دول العالم الاحتفاء باليوم العالمي لحرية الصحافة، الذي يصادف الـ 3 من مايو من كل عام، وحرصت الدولة على الاهتمام بقيمة وأثر الإعلام كعنصر مهم من عناصر منظومة التنمية المتكاملة، وتجلى هذا الاهتمام في العديد من الملامح، لعل من أبرزها تهيئة مناخ داعم للإعلام والإعلاميين يسمح لهم بالإبداع وتأدية رسالتهم على أكمل وجه، في إطار من الحرية الواعية والمسؤولة.

كما تم توفير بيئة إيجابية لحرية التعبير، إلى جانب الحرص على توفير الدعم لحرية الصحافة والكتابة، وتعزيز الإعلام المتطور الحر المسؤول، وعمل الإعلام الوطني على ترسيخ الثوابت الوطنية، وحشد الطاقات الإيجابية نحو المزيد من التطور والبناء، من خلال تبنيه للمسؤولية الوطنية ودوره كأحد أبرز أوجه القوة الناعمة للدولة التي تسعى إلى تعزيز الوجه الحضاري للإمارات، وترسيخ المكانة المرموقة التي تحظى بها بين دول العالم، وإيصال رسالة الإمارات إلى العالم.

 

يُعدّ الإعلام الإماراتي شريكاً أساسياً في مسيرة التنمية وخدمة قضايا الوطن، ولعب دوراً بارزاً في توعية أبناء الإمارات ورفع وعيهم للتصدي للأزمات وتجاوزها، وأسهم في نقل صورة الإمارات وإنجازاتها إلى العالم، كما لعب دوراً محورياً في عملية النهضة والتطوير ودفع عجلة النمو والتنمية المستدامة، وكان داعماً أساسياً لتعزيز قيم المجتمع والتلاحم الوطني، وتعزيز مفهوم المواطنة الصالحة، والانفتاح الثقافي والتواصل الحضاري.

الحصار الرقمي

ويركز موضوع الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة لهذا العام، والذي يعقد تحت عنوان: «الصحافة تحت الحصار الرقمي»، الضوء على الجوانب المتعددة لتأثير ما استجد من تطورات في وسائل الرقابة الحكومية وغير الحكومية، وجمع البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي على الصحافة وحرية التعبير والخصوصية. ويسلط الضوء كذلك على التحديات المتصلة ببقاء وسائل الإعلام في العصر الرقمي ونجاحها، والتهديدات التي تقوض ثقة الجمهور نتيجة الرقابة والهجمات الرقمية على الصحافيين، وعواقب ذلك كله على ثقة الجمهور في الاتصالات الرقمية.

دعم

وحرص الإعلام الإماراتي على تبني المصداقية والشفافية، وإبراز هوية الدولة وإيصال تجربتها التنموية إلى العالم، وتعزيز الدولة كواجهة عالمية للتسامح والسلام منفتحاً على جميع الحضارات والشعوب.

وإيماناً من القيادة الرشيدة بالدور الكبير الذي يلعبه الإعلام الوطني، حرصت على الاهتمام بقطاع الإعلام وتوفير جميع السبل لدعمهم ومواكبته لأحدث التطورات التكنولوجية، ليواصل مسيرته في المحافظة على المكتسبات التي حققتها الدولة في جميع المجالات، وإبراز الإنجازات التنموية وتفوق الإمارات في خارطة التنافسية العالمية. كما كان المناخ المميز، الذي وفرته الإمارات للعمل الإعلامي، من أهم أسباب ازدهاره على أرضها، خاصة وأن الدولة حرصت على توفير العديد من المناطق الحرة التي خصصتها للأنشطة الإعلامية.

مواكبة التطورات

ونجح الإعلام الإماراتي في مواكبة التطورات التقنية، وشهدت الوسائل الإعلامية تطوراً كبيراً، وحرصت الصحف الورقية على التكيف والحضور بمحتواها على المنصات الرقمية، حيث نجح الإعلام الوطني في تحويل التحديات إلى فرص ونجاحات، نظراً للتخطيط الجيد، ما جعله أكثر قوة وقدرة على مواجهة التغيرات ومواجهة الأزمات، واستطاع أن يكون على مستوى الحدث، ومساهماً في صياغة ملامح حاضر الدولة ومستقبلها، وداعماً رئيسياً لعملية البناء في شتى المجالات، وعاملاً رئيسياً في تعزيز سمعة الدولة، بوصفها حاضنة للإبداع والابتكار، وأرضاً لتحقيق الطموحات والتطلعات.

ويسعى قطاع الإعلام في الإمارات إلى مواكبة المتغيرات والمستجدات المتسارعة، من التطورات التكنولوجية في الأدوات والوسائل والمنصات والتحول الرقمي، وفي التحديات التي ينبغي التركيز عليها، والتي تتمثل في إنتاج محتوى تنافسي، قادر على مخاطبة العالم، حيث استفادت المؤسسات الإعلامية من التطورات التكنولوجية، وعملت على توظيفها بالشكل الذي يخدمها ويرسخ مكانتها، ويعزز من مساهمتها في التنمية المستدامة.

إطار قانوني

وعززت الدولة قطاع الإعلام ضمن إطار قانوني، ونظم القانون الاتحادي رقم 15 لسنة 1980 بشأن المطبوعات والنشر تراخيص وأنشطة الطباعة والنشر في دولة الإمارات العربية المتحدة، وينطبق القانون على محتوى الوسائط التقليدية مثل الصحف والمجلات والبث التلفزيوني، فضلاً عن محتوى الوسائط الرقمية، وفي عام 2018، أصدر المجلس الوطني للإعلام نظام الإعلام الإلكتروني، والذي يهدف إلى دعم صناعة الإعلام الإلكتروني والرقمي وتنظيم أنشطته. كما كفل الدستور الإماراتي حقوق الإنسان وحرية التعبير، وواجه بكل حسم بث الكراهية والتحريض وصان الحريات المدنية، بما فيها حرية التعبير والصحافة ».

منصة حوار

وحرصت الإمارات على فتح آفاق واسعة للحوار، وتبادل الأفكار بشأن قضايا الإعلام في المنطقة العربية والعالم، وعملت على تطوير أداء وسائل الإعلام، وإفساح مساحات أوسع للرأي والنقد والتفكير والتعبير، ونجحت في تعزيز مسيرة الإعلام العربي، من خلال منتدى الإعلام العربي الذي انطلق في عام 2001 تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وبات منصة للحوار البناء تستقطب نخبة من أبرز الشخصيات الصحافية والإعلامية من مختلف أنحاء العالم، إضافة إلى العديد من القيادات السياسية والأكاديمية والفكرية والثقافية، كما يتم تنظيم العديد من الفعاليات الإعلامية سنوياً في الدولة لتبني أفضل الممارسات في العمل الإعلامي من بينها قمة رواد التواصل الاجتماعي العرب، ومنتدى الإعلام الإماراتي، وقمة أبوظبي للإعلام والمنتدى الدولي للاتصال الحكومي، ويعكس إنشاء «المجلس الوطني للإعلام»، و«نادي دبي للصحافة»، و«جمعية الصحافيين»، وغيرها الكثير من الفعاليات الإعلامية، الاهتمام الكبير من قبل الدولة ومؤسساتها المعنية .

وكان للإعلام الوطني دور كبير في دعم الإدارة الحكومية والمؤسسية في الدولة خلال إدارتها لجائحة كورونا، واحتواء الآثار الناجمة عنها، مترجماً تكامل المسؤولية المجتمعية في نجاح إدارة الأزمات، التي تتميز بها دولة الإمارات العربية المتحدة من خلال التخطيط الاستباقي.

رديف إيجابي

وعلى مدار السنوات الـ 50 الماضية كان الإعلام الإماراتي رديفاً إيجابياً مسانداً لجميع مراحل تطور الدولة، وقدم مسيرة رائدة في إبراز جهود الدولة إقليمياً وعالمياً في كل مجالات الحياة العلمية والإنسانية والاقتصادية، وحرص على مواكبة المستقبل، ودعم خطط التنمية الشاملة في الإمارات، وسيواصل هذه المسيرة خلال الـ 50 عاماً المقبلة للعبور للمستقبل، وذلك في ترجمة تطلعات قيادة وأبناء الإمارات في ريادة الدولة عالمياً.

Email