مانع سعيد العتيبة لـ«البيان »:

زايد مدرسة قيادية كبيرة بنى اقتصاد الدولة ولم ينس الأجيال المقبلة

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد معالي الدكتور مانع سعيد العتيبة، المستشار الخاص لصاحب السمو رئيس الدولة، الدور الكبير الذي بذله المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيّان، طيّب الله ثراه، في بناء ونهضة اقتصاد الإمارات، وأفاد: «أقول بمنتهى الثقة وبعيداً عن المبالغة، إن الشيخ زايد كان مدرسة قيادية كبيرة، جميع علومها اعتمدت على فكر وخبرة القائد زايد».

وقال العتيبة في تصريحات خاصة لـ«البيان»: «أنا شخصياً أنتمي إلى مدرسة زايد، فهو كان يعلم تماماً أن إمارة أبوظبي، التي تولّى قيادتها في السادس من أغسطس 1966، زاخرة بالإمكانيات الاقتصادية التي تمكنه من بناء دولة حديثة قوية متماسكة.

وبعد ثلاث سنوات من توليه الحكم، التحقت به مسؤولاً عن الاقتصاد الوحيد في الدولة آنذاك، ألا وهو البترول، حيث كان رحمه الله، يعدني لهذه المسؤولية منذ كنت طفلاً، فهو الذي وقف معي وشجعني على الدراسة في قطر ثم في إنجلترا ثم في بغداد، حيث حصلت على شهادة البكالوريوس في الاقتصاد والعلوم السياسية صيف 1969».

وأشار العتيبة إلى خطة الشيخ زايد، كونها كانت تسير في ثلاثة محاور أساسية:

الأول: السيطرة على ثروتنا البترولية وعدم ترك الشركات الأجنبية تتحكم بهذه الثروة، سواء من حيث كمية الإنتاج ومن حيث الأسعار، وهذا ما جعلني أنفذ خطته بتأسيس شركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك».

الثاني: بناء الدولة بشكل تدريجي وتوفير جزء من هذه الثروة للأجيال القادمة، وتخصيص جزء كبير من عائدات النفط لإعداد جيل من المواطنين مسلح بالعلم والخبرة والتكنولوجيا الحديثة لممارسة مهمة القيادة في هذا المجال، حفاظاً على هذه الثروة من النهب والسلب أو إساءة إدارتها.

الثالث: إيجاد وإنشاء مشاريع اقتصادية داخل وخارج الدولة لتكون بمثابة مصادر جديدة للدخل، خاصة بعد أن عرف قبل غيره بأن هذه الثروة البترولية ثروة ناضبة ينتهي وجودها بعد عدد من السنين، فحتى لا يعود المواطنون إلى الصحراء وحياة الحرمان فلا بدّ من استغلال وجود هذه الثروة المؤقتة والناضبة لبناء مصادر أخرى للثروة متجددة ولا نهاية لها.

وقال العتيبة إن الشيخ زايد اهتم بالصناعة وبالزراعة وبالتجارة وبالسياحة وبالمشاركة مع الدول الأخرى بمشروعات اقتصادية مفيدة للجميع، فدائرتنا كانت تسمى دائرة النفط والصناعة، وكنا نعمل حسب رؤيته الواضحة والشاملة.

وأكد العتيبة أن ما تحقق اليوم يتلخص فيما يلي:

• ارتفاع سعر البترول من أقل من دولارين إلى أكثر من مائة دولار للبرميل الواحد.

• زيادة الإنتاج من نصف مليون برميل في اليوم إلى أكثر من ثلاثة ملايين برميل يومياً.

• زيادة عائدات مصادر الدخل غير البترولية من 5% إلى 70% من الدخل الإجمالي للدولة.

واختتم العتيبة قائلاً: «لا شكّ أن قيادتنا الرشيدة، المتمثلة بأبناء زايد وأبناء راشد وحكام الإمارات، استمرت على نهج زايد ليصبح اقتصاد الإمارات الرقمي اليوم، من أفضل اقتصادات المنطقة بل والعالم، ما يجعلني أرى المستقبل الزاهر لدولتنا بوضوح خلال الخمسين عاماً المقبلة».

Email