بدعم «الجليلة» فينيت يتغلب على السرطان

ت + ت - الحجم الطبيعي

دروب الحياة مليئة بالمفارقات المفرحة لكنها ليست كذلك دوماً، فالمفارقات والمصادفات الحزينة متوقعة أيضاً، والتي تجعل من يوميات بعضنا حكايات معاناة متصلة، ولكن يبقى العامل الحاسم فيها أن نجد جداراً نستند إليه خلال هذه المعاناة.

لم تكن أسرة الطفل الهندي فينيت المولود في 04 أكتوبر 2012، تدرك أن العام 2018 سيكون موعداً لتغير نظرتها إلى الحياة، بعد أن تم تشخيص حالة طفلها ذي السنوات العشر بمرض سرطان الدم الذي يشكل كابوساً طبياً عالمياً نظراً لخطورته وارتباط أعراضه بتداعيات جسيمة.

بدأت الحكاية عندما تعرض الطفل لارتفاع في درجة الحرارة لم ينفع معها أدوية وعلاجات لخفضها، حيث استمر فينيت يعاني لعشرة أيام متتالية منها مصحوبة بإعياء وإرهاق شديدين، ما استدعى إدخاله إلى المستشفى لإجراء الفحوصات الطبية اللازمة.

وبمجرد دخوله تم إخضاعه إلى فحوصات عاجلة ومعاينة شاملة، أكدت تشخيصه بسرطان الدم الحاد، مما شكّل صدمة لوالديه اللذين يدركان مدى خطورة هذا المرض، ويعلمان المخاطر النفسية التي سيعيشانها ويعيشها طفلهما، بالإضافة إلى الواقع المادي والتكاليف الباهظة للعلاج.

عاش الوالدان لحظات صعبة وقاسية من حياتهما وهما يريان ابنهما يعاني من هذا المرض الخبيث، وازدادت صعوبة الأمر وقسوته عليهما بعد فترة وجيزة من بدء الخطة العلاجية المكثفة المكفولة بتغطية من التأمين الصحي له، الذي تم استنفاذه بالكامل وبات الطفل بحاجة لدعم مالي لإكمال علاجه.

طرق الوالدان العديد من الأبواب وبحثا في كل مكان يمكن أن يوفر تكاليف المرحلة العلاجية القاسية، ومن قلب عتمة الحزن والمعاناة اليومية، جاء إليهما الخلاص ومفتاح قهر الألم عندما تقدما إلى برنامج «عاون» الذي توفره مؤسسة الجليلة باعتباره أحد أبرز البرامج الإنسانية وأسرعها استجابة للحالات المرضية الحرجة، عطفاً على مساندته العديد من الحالات التي طرقت بابه.

واستجابت مؤسسة الجليلة عبر برنامجها للطلب ووفرت على الفور ضمان الدفع للمستشفى، حتى يتسنى للطفل إكمال علاجه دون أي تأخير، حيث تم استكمال مرحلة العلاج التي استمرت لسنتين ونصف السنة أنهى فينيت خلالها الخطة العلاجية المكثفة بنجاح.

وعلى الرغم من نجاح الخطة العلاجية إلا أن فينيت يداوم حالياً على العلاج لتجنب حصول أي انتكاسة، حيث من المتوقع أن تنتهي هذه المرحلة خلال الأشهر الأربعة المقبلة، فيما يتمتع حالياً بحالة صحية مستقرة.

وتشهد حالته متابعة حثيثة من والديه وأطبائه لتجنيبه التعرض لأي عارض صحي، غير أن اللافت في حكاية الطفل أنه وعلى الرغم من معاناة المرض، إلا أنه ظل مستمراً بمتابعة دروسه مع أقرانه للسنة الأكاديمية للصف الخامس الابتدائي.

حالات

وقال الدكتور عبدالكريم سلطان العلماء، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الجليلة: مع تزايد عدد حالات الإصابة بأمراض السرطان كل عام في دولة الإمارات، تكرس مؤسسة الجليلة جهودها لتقديم المساعدات الطبية المالية للمرضى المحتاجين، إيماناً منها بأن كل طفل يستحق الفرصة لينمو بشكل قوي وصحي.

وأضاف: إنه لمن المجزي جداً متابعة التقدم الصحي لطفل صغير مثل فينيت، الذي تعافى من سرطان الدم ويعيش اليوم حياة سعيدة وصحية، فقصة الأمل للطفل فينيت ما هي إلا مثال إيجابي يثبت أنه يمكننا جميعاً القيام بدورنا لدعم المجتمع.

يشار إلى أن دولة الإمارات تشهد سنوياً تسجيل نحو 4500 حالة إصابة جديدة بالسرطان، ووفقًا للدراسات، فإن أمراض السرطان تعد ثالث سبب رئيسي للوفيات.

Email