مبادرة محمد بن راشد استشعارٌ إنساني راقٍ

«المليار وجبة» شبكة أمان غذائي عالمية

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد الدكتور أحمد بن عبدالعزيز الحداد، كبير مفتين، مدير إدارة الإفتاء في دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي، أن إطعام الطعام للمحتاجين والفقراء والأسر المتعففة ضمن مبادرة «المليار وجبة» هو من خير الصدقات.

وأشاد فضيلته بدور المساهمين في مبادرات إطعام الطعام وتوفير المعونات الغذائية للجوعى، لأنهم يكونون بتبرعاتهم سبباً في توفير شبكة أمان غذائي للكثيرين ممن لا يجدون قوت يومهم.

وقال فضيلة الدكتور أحمد بن عبدالعزيز الحداد: «من محاسن شريعتنا الإسلامية، وشِرعتها الإنسانية؛ دعوتها لإطعام المساكين ابتغاء وجه الله تعالى، ووفاءً لحق الإنسان الذي يعيش مع أخيه الإنسان في الوطن، أو في أي بلد كان، فقد أثنى الله تعالى ثناءً بالغاً على المُطعمين إخوانَهم من بني الإنسان، فقال جل شأنه: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا}».

في كل كبد رطبة أجر

وعن جزاء العطاء، أوضح فضيلته أن «المؤمن شأنُه أنْ يصدق بوعد الله الذي وعده المنفقين في سبيله وابتغاء مرضاته؛ من الإخلاف في الدنيا، والجزاء الأوفى بالأخرى، ومن البركة في المال والصحة والولد وغير ذلك كما وردت بذلك أدلة كثيرة من كتاب ربنا سبحانه وتعالى، وسنة نبينا عليه الصلاة والسلام، ومن ذلك قوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: ((يا أيها الناس، أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلّوا والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام)) فهو خطاب لعموم الناس أن يفعلوا هذه الأفعال الجميلة التي هي من مكارم الأخلاق، وإطعام الطعام لكل من يحتاجه؛ ففي كل كبد رطبة أجرٌ كما ورد في الصحيحين».

وأضاف فضيلته: «مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لإطعام مليار إنسان، هي من نفع الخلق الذي يكون سبباً لمحبة الله تعالى، ومحبة خلقه له، لأن الله تعالى إذا أحب عبداً جعل محبته في قلوب عباده كما صح في الحديث، وهي من الدلالة على الخير التي يكون للدال مثل أجر المتصدق، وهي فوق ذلك استشعارٌ إنساني راقٍ لحاجة ذوي الحاجة، والسعي لسد حاجتهم».

وقال فضيلة الدكتور أحمد الحداد: «هذا الاستشعار الإنساني من محاسن الإسلام، فإنه يدعو لأن تكون الإنسانية فوق كل اعتبار، وسموه حفظه الله يعيش بهمّ الإنسانية، فنراه يوماً بعد يوم يسعى جاهداً لرقيها وإسعادها، فضلاً عن تخفيف أعباء الحياة عن الإنسان، فهو لا يفتأ من المبادرات الإنسانية؛ تثقيفاً، وتعليماً، وتنميةً بشريةً، وإطعاماً، وتطبيباً، وسُقياً.. بحيث لا يكاد يجِفُّ حبر خبر المبادرة الأولى حتى تتبعها مبادرة أكبر، وانظر إلى الفارق بين مبادرة إطعام 100 مليون إنسان العام الماضي، إلى مبادرة مليار إنسان هذا العام، لترى عظم الفرق بين المبادرتين».

وعن الدور التوعوي لمبادرة المليار وجبة قال فضيلته: «إذا كانت الإحصاءات تفيد بأن 800 مليون إنسان يحتاجون الإطعام، فها هو المليار يطعمهم ويفيض، وهو وإن كان إطعاماً لوقت محدد، فإن هذه الزيادة تلفت أنظار الناس أجمعين للإسهام في إطعامهم حتى يسدوا جوعتهم في سائر الأوقات».

وأضاف فضيلته: «الإسلام أوجب في مال الأغنياء حقاً للفقراء، من الزكاة، والكفارات، والنذور، والفدية مختلفة الأنواع، فضلاً عن حضّه المتكرر على إقراض الله قرضاً حسناً، فيأخذ الفقير ذلك كله بيده، أمَّا الغني فإنه يضعه بيد الله تعالى، فينمِّيه له كما ينمي أحدنا فصِيله، كما ورد، وهذا ما ينبغي للإنسان أن يستشعره؛ غنياً كان أو فقيراً، فإن الله تعالى يدعو جميع عباده للإحسان لخلقه من القليل أو الكثير، بل لربما كان القليل أقرب للقبول من الكثير، وكما ورد ((سبق درهمٌ مئة ألف درهم))».

دعوة للجميع

ودعا فضيلته الجميع للإسهام في العطاء وفعل الخير قائلاً: ينبغي للناس أجمعين من مسلمين وغيرهم ومن يقدر على الكثير أو القليل؛ ينبغي للجميع أن يسارع في المسابقة للخيرات والمسارعة لما يرضي رب البريات، فإن كل إنسان في ظل صدقته يوم القيامة، كما ورد في الحديث الصحيح، وورد عنه صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم قوله: «اتقوا النار ولو بشق تمرة» وقال «يا معشر النساء لا تحقرن جارة جارتها ولو أن تهدي لها فرسن شاة» يعني لأن القليل هو عند الله كثير، والعدم أسوأ من القليل، وصدق الله تعالى إذ يقول: {فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره}.

 

Email