قمة «إنفستوبيا» تشكل ملامح اقتصاد المستقبل

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

انطلقت، أمس، الدورة الأولى لقمة «إنفستوبيا للاستثمار»، بمشاركة أكثر من 90 متحدثاً، و1000 شخصية من صناع القرار من الإمارات والمنطقة والعالم، ورؤساء المؤسسات والشركات الاستثمارية والخبراء، وذلك ضمن فعاليات القمة العالمية للحكومات 2022، بهدف مشاركة الأفكار وتشكيل ملامح الفرص، وتعزيز الاستثمارات المستقبلية في جميع أنحاء العالم.

وقال معالي عبد الله بن طوق المري، وزير الاقتصاد، في كلمته الافتتاحية بالقمة: تهدف «إنفستوبيا» إلى ترسيخ سبل الحوار العالمي، وصياغة نماذج وخطط شراكة مبتكرة، من شأنها أن توفر فرص الاستثمار المستقبلي، والتي ستتيح إنشاء منظومة عالمية جديدة، وتضع أسس اقتصادات مسؤولة ومستدامة للمستقبل، فمن خلال «إنفستوبيا»، نتمكن من تقديم نهج مختلف ونسهم في تغيير توجهات الاستثمار العالمية، وهي جهود لا تهدف إلى التركيز على الاقتصاد فحسب، بل تمتد لتشمل الجوانب البشرية والاجتماعية والبيئية.

وأكد أن هذه القمة تجسد الرؤية المستقبلية لدولة الإمارات في ظل التحديات العالمية، وتشكل حجر أساس في مسيرة بناء اقتصادها المستقبلي القائم على توظيف أحدث التقنيات في كافة المجالات الحيوية، وتلبية مختلف الاحتياجات والتحديات في كافة الاقتصادية الرئيسية.

حضور

وعُقدت القمة بمشاركة نحو 1000 شخصية من صناع القرار والمستثمرين والمبتكرين من الإمارات والعالم، وضمت قائمة أبرز الشخصيات القيادية المشاركة كلاً من: معالي الدكتور ثاني الزيودي وزير دولة للتجارة الخارجية، ومعالي نورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة والشباب، ومعالي الدكتور أحمد بالهول الفلاسي وزير دولة لريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة، ومعالي محمد الشرفاء رئيس دائرة التنمية الاقتصادية في أبوظبي، وخلدون المبارك العضو المنتدب والرئيس التنفيذي للمجموعة في شركة «مبادلة للاستثمار»، والشيخ فاهم بن سلطان بن خالد القاسمي رئيس دائرة العلاقات الحكومية في الشارقة، ولاري فينك رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة «بلاك روك»، ومختار ديوب المدير العام لمؤسسة التمويل الدولية (آي إف سي).

وتهدف قمة «إنفستوبيا» إلى تعزيز الشراكات العالمية للنهوض بالقطاعات الاقتصادية والاستثمارية، حيث تجمع القمة مستثمرين ومفكرين ورجال أعمال، وتشكل منصة محفزة لتحقيق النمو في الاقتصادات الجديدة، وتطوير الحلول للتحديات التي تواجهها اقتصادات الحاضر، بما يعود بالخير على المجتمعات حول العالم.

ومن خلال تركيزها على اقتصادات المستقبل، واستكشاف الفرص، التي توفرها أوجه التقدم في التكنولوجيا على امتداد كافة الصناعات، استشرفت القمة سبل التحول في مراكز النمو العالمية، والتغيرات العالمية، وانعكاساتها على الاستثمارات العابرة للحدود.

استراتيجيات

واستضافت الجلسة الأولى بعنوان «من الحاضر نحو المستقبل: آفاق الاستثمار العالمي» كلاً من: سبيريدون أدونيس جورجيادس، وزير التنمية والاستثمار في اليونان، وربيكا غرينسبان المدير العام لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية «أونكتاد»، وأنتوني سكاراموتشي، المؤسس والشريك الإداري لـ«سكاي بريدج كابتيال».

وأكدت ريبيكا جرينسبان أهمية تبني الحكومات استراتيجيات اقتصادية شاملة، تواكب التحديات ومتطلبات الاستثمار على المديين القصير والطويل، وقالت: إن تجربة الإمارات في هذا الإطار تعد نموذجاً في تطبيق هذا التوجه، مدفوعة برؤية واضحة من حيث الهدف الذي تسعى لتحقيقه في المستقبل.

وحددت معالم المشهد الحالي والمستقبلي للاستثمارات، مشيرة إلى أن المستقبل يقوم على تعزيز الاستثمار في البنية التحتية والتحول الرقمي والتغير المناخي، وترسيخ الشراكات بين القطاعين الحكومي والخاص لتحقيق هذه الغاية.

صناعات إبداعية

وشاركت معالي نورة بنت محمد الكعبي، وزيرة الثقافة والشباب في جلسة رئيسية بعنوان «الاستثمار في الصناعات الإبداعية»، إلى جانب آلان بجاني، الرئيس التنفيذي لـ«ماجد الفطيم القابضة»، وإيلي حبيب، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي للتكنولوجيا في «أنغامي»، وباتريك شلهوب، الرئيس التنفيذي لـ«مجموعة شلهوب»، وصوفي واتس، المؤسس والرئيس التنفيذي في «ميتاكوريو»، وأدارها راشيل بيثر، كبير مستشاري «SkyBridge».

وأشار المتحدثون في هذه الجلسة إلى أهمية تركيز الحكومات على إعادة بناء اقتصاداتها ليكون الاقتصاد الإبداعي محركاً رئيسياً للنمو الاقتصادي في حقبة ما بعد الجائحة، مؤكداً أن وتيرة تقدم الصناعات الإبداعية تمضي بوتيرة تفوق سرعة الاقتصاد العام على مستوى العالم.

وتعتبر القطاعات الإبداعية بمثابة سلاسل قيمة تستجيب للتغيرات في الطلب من الفكرة إلى الإنتاج ثم التوزيع والاستهلاك، ويشكّل الاقتصاد الإبداعي منظومة تكاملية، حيث يؤدي التقدم في أحد المجالات إلى تحفيز النمو في مجالات أخرى.

دور المرأة

واستعرضت جلسة «قائدات الاستثمار والتغيير» أهمية دور المرأة في الاقتصاد المستقبلي وضرورة تمكين المستثمرات ليصبحن ممولات لرواد الأعمال والشركات الصغيرة، وقادة لصناديق رأس المال الاستثماري، وتشجيع المزيد من النساء للانخراط في القطاعات الاستثمارية والاقتصادية.

شارك في الجلسة فراني ليوتر، الرئيس التنفيذي لـ«ساوثبريدج إنفسمينت»، ورولا أبو منة الرئيس التنفيذي لبنك «ستاندرد تشارترد الإمارات»، وأليسار فرح أنطونيوس، الرئيس التنفيذي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا «سيتي جروب»، وأماندا بولينجر الرئيس التنفيذي لمؤسسة «100 امرأة في التمويل»، وأدارها فادي غندور مؤسس «ومضة كابيتال».

فرص توظيف

كما ناقش المشاركون في جلسة «من الرعاية الصحية إلى التكنولوجيا الصحية» الدور المحوري للتطوّر التقني في مساعينا الرامية إلى تحسين صحة المجتمعات وزيادة إمكانات الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية بسهولة، والاستفادة من تقدم العلوم والتقنية لننعم بحياة أكثر صحة وأطول عمراً عبر إحداث ثورة في الطريقة، التي نتعامل بها مع الرعاية الصحية في جميع أنحاء العالم.

وشارك في الجلسة كل من آساف بارنيا، المؤسس والرئيس التنفيذي لـ«سانارا فينتشرز»، وأشيش كوشي، الرئيس التنفيذي لمجموعة «جي 42 للرعاية الصحية»، وسيلين أوفلاين، ممثل شركة «ميدي كون سين» في الشرق الأوسط.

مستقبل التمويل

وناقش المشاركون في جلسة «التمويل المستدام يقود التحول العالمي» أحدث الاتجاهات التي تشكل مستقبل التمويل المستدام والاستثمار الأخضر، وسبل تطوير قطاعات وفرص نمو جديدة، توفر مزيداً من الفرص للشركات الصغيرة والمتوسطة والناشئة وروّاد الأعمال، وبناء اقتصاد مستقبلي مسؤول ومستدام.

وشارك في هذه الجلسة ميا موتلي رئيسة وزراء بربادوس، واللورد غريغوري باركر الرئيس المشارك في تحالف قيادة تسعير الكربون، وليلى عبداللطيف، مدير عام جمعية الإمارات للطبيعة، وألكسندر ستيفنز الرئيس التنفيذي لشركة «Greenomy»، وبييروبير فولغييرو الرئيس التنفيذي للمجموعة والعضو المنتدب في «ماري تكنومونت»، وأدارها مارتين ديفيز المدير العام للأسواق الناشئة في «ديلويت».

واستضافت جلسة «من الزراعة إلى تكنولوجيا الزراعة» كلاً من أنتونيو ساماريتاني الرئيس التنفيذي لـ «أباكو»، ودبيسي أرابا، باحث في «امبيريال كولدج لندن» للحديث عن أهمية تبني أحدث الممارسات المبتكرة في مجال الأمن الغذائي وتطوير نظم الأغذية الزراعية، وتطوير عمليات تخزين المحاصيل، وتطوير تطبيقات الهندسة الجيولوجية والتكنولوجيا الحيوية في تحويل الصحراء إلى أرض خصبة وبنية تحتية خضراء.

جلسات متنوعة

كما ناقشت قمة «إنفستوبيا» مستقبل العديد من القطاعات الاقتصادية الأخرى مثل تأثير الـ «ميتافيرس» على مستقبل الاستثمارات في العالم والفرص التي توفرها، وأهمية الريادة في مجال التغير المناخي والاستثمارات، بما يمكّن من التعامل مع التحديات المناخية، والحلول التي تقدمها تكنولوجيا الزراعة لمواجهة التحديات في سلسلة الإمداد للأغذية، وغيرها من المواضيع التي ركزت على الاستثمارات ومشاركة الأسواق الناشئة، والقدرات، التي تحظى بها هذه الأسواق من أجل توفير حلول واضحة للتحديات العالمية، وقيادة توجهات على امتداد الصناعات.

شركاء

وتعد قمة «إنفستوبيا» أحد أبرز المشاريع الاستراتيجية، التي أعلنت عنها حكومة الإمارات ضمن الحزمة الأولى من مشاريع الخمسين- سبتمبر الماضي، وستعزز تدفق الاستثمارات الواردة إلى الإمارات في القطاعات الجديدة والمستقبلية بقيمة تصل إلى 550 مليار درهم بحلول 2030، وإلى تريليون درهم بحلول 2050. وسيتم خلال الفترة المقبلة تنظيم سلسلة من الندوات والحوارات وورش العمل لتحقيق أهداف قمة إنفستوبيا وتعزيز مكانة دولة الإمارات كمركز لتصميم اقتصاد المستقبل.

وتتمتع «إنفستوبيا» بشبكة واسعة من الشركاء المحليين والعالميين، منهم منصة «كريبتو دوت كوم» العالمية الخاصة بالعملات الرقمية، و«ديلويت» الشرق الأوسط، و«أكسنتشر» الشرق الأوسط، وشركة «بلاك روك» إحدى أكبر شركات إدارة الأصول في العالم، وعدد من الشركاء من القطاع الخاص، إلى جانب دائرة التنمية الاقتصادية في أبو ظبي، ومكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر «استثمر في الشارقة».

وتركز أعمال القمة على ملفات استراتيجية أبرزها آفاق وتوجهات الاستثمارات العالمية حتى 2025، والتطورات المتلاحقة للتكنولوجيا الجديدة وتأثيراتها على اتجاهات وقرارات المستثمرين، والاستثمار في الفضاء، والتكنولوجية الزراعية والأمن الغذائي وتكنولوجيا الرعاية الصحية والوقائية، والاتجاه الراهن لإعادة صياغة العولمة.

«الميتافيرس» يلهم العالم

قال معالي عبد الله بن طوق، وزير الاقتصاد، في تصريح لوكالة أنباء الإمارات، إن الفضاء الرقمي «الميتافيرس» يلهم العالم لحياة المستقبل، مشيراً إلى أن إطلاق «إنفستوبيا» عبر الفضاء الرقمي لأول مؤتمر صحفي عالمي يبرز جاهزية العالم لاستقبال هذا النوع من التطور في المحافل الدولية.

وأوضح أن «الميتافيرس» يمنح نوعاً من الإلهام لتجربة السياحة قبل الذهاب إلى المنطقة والاطلاع على الخدمات والأنشطة ومضاهاتها بالواقع عند التجربة الحقيقية، وتكرار نفس التجربة في مجالات عديدة.

وأشار إلى جائحة «كوفيد 19» سرعت من دخول العالم إلى «الميتافيرس» الذي سيشهد طفرة كبيرة في الاستثمار في القطاعين الحكومي والخاص، لافتاً إلى أن انطلاق «إنفستوبيا» للاستثمار يشكل تدشيناً لاقتصاد الغد، حيث تبحث القمة فرص الاستثمار في العالم ودعم التوسع الاستثماري. 

Email