متحف المستقبل يستلهم تجربة دبي لتطوير مدن الغد الذكية والمستدامة بعد كوفيد19

ت + ت - الحجم الطبيعي

استضاف متحف المستقبل البروفيسور كريغ كلارك، محرر التقارير والرئيس العالمي لمدن المستقبل والصناعات الجديدة لدى مجموعة HSBC، خلال جلسة جديدة ضمن سلسلة "حوارات المستقبل"، تحت عنوان "مستقبل المدن ودور مدينة دبي" تطرقت إلى واقع المدن في فترة ما بعد الجائحة والتوجهات المستقبلية للتجمعات الحضرية للبشر في ضوء القفزات التكنولوجية الحديثة ودور مدينة دبي في إلهام المدن المستقبلية.

وطرح كلارك، الذي قدم استشارات استراتيجية لأكثر من 50 حكومة و200 مدينة حول العالم ما يشغل بال العلماء وصناع القرار في العالم بالنسبة لمستقبل المدن، مثل إزالة الكربون من الجو، وتأثيره على طبيعة وصحة المدن التي تواكب التغيرات السريعة في الاتصال الرقمية والخدمات.

وقال كلارك خلال الجلسة إن جائحة كوفيد-19 أدت إلى إحداث تبدل في الأولويات الإنسانية وطريقة تعامل البشر مع المدن وما تقدمه لهم، وهذا سيدفع مدننا نحو إجراء تحولات كبرى، مثل الابتعاد عن مفاهيم الاستهلاك وإعطاء أهمية قصوى للربح المادي والتركيز بالمقابل على مفاهيم أخرى بديلة مثل العناية بالبيئة والاهتمام بالمحيط الذي نحيا فيه.

وتابع كلارك قائلا: نحن في بداية عقد جديد من الزمن، عقد تكون فيه الأولوية للصحة والهواء النظيف والابتكار التكنولوجي، وستكون الريادة للمدن القادرة على جذب الناس من خلفيات ثقافية متعددة لخلق مجتمع متجانس وموحد. العقد المقبل سيكون عنوانه استخدام التكنولوجيا الرقمية الجديدة، لكن ليس لبناء مدن روبوتية، بل لبناء مدن تلبي طموحات القادة والمواطنين.

وتحدث كلارك، الذي عمل لصالح العديد من المؤسسات الدولية مثل البنك الدولي ومؤسسة "بروكنجز" و"منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية" عن التجربة الرائدة لمدينة دبي في مجال مدن المستقبل والاستدامة قائلا: لدى دبي الفرصة لتقود النقاش العالمي حول مفهوم المدن الحديثة في فترة ما بعد جائحة كوفيد-19، فهي اليوم واحدة من أهم المدن العالمية التي تشهد تطورات متسارعة وعميقة تجعل منها مدينة فريدة من نوعها في وسط منطقة تشهد بدورها انفتاحا واسعا.

وتطرق كلارك إلى أهمية بناء المدن المستدامة وخاصة على الصعيد البيئي موضحا ان المدن التي تتمتع بحياد مناخي ستكون قادرة على توفير مصادر دخل جديدة للمواطنين من الطبقات الدنيا، كما ستقدم لمواطنيها خيارات أكبر للتنقل وستساهم في إنتاج هواء نظيف يحد من تعرض سكانها لمشاكل صحية، وبالتالي فالمدن المحايدة مناخيا ليست مجرد فكرة تهدف لبناء مجتمعات صديقة للبيئة، بل هدفها الحقيقي هو أن تكون مكانا أفضل للسكان الذين يعيشون فيها.

- متحف المستقبل ركيزة أساسية لابتكار مدن المستقبل.
من جانبه، قال سعيد القرقاوي، مدير أكاديمية دبي للمستقبل إن المهمة الرئيسية لمتحف المستقبل تتمثل في جمع مستشرفي المستقبل وأصحاب الأفكار الملهمة والمبتكرة لوضع التصورات حول مستقبل الإنسانية، وتمثل المدن محوراً أساسيا في هذا الإطار، ومن هنا يعمل المتحف على تجسيد المستقبل قبل حدوثه، وخلق تجارب معيشية ومعرفية مستقبلية تمنحه موقعاً متقدماً في تصميم مدن المستقبل ومجتمعات المستقبل وحياة الأفراد فيها وتوليد مفاهيم جديدة لمدينة دبي تجعلها متقدمة على غيرها من المدن العالمية المتطورة 10 سنوات على الأقل.

وأضاف سعيد القرقاوي ان مدى اهتمام متحف المستقبل بمستقبل المدن يظهر ابتداء من تصميمه الخارجي الذي يعد نموذجاً للاستدامة في الإنشاءات الإبداعية المستقبلية، وصولا إلى ما يحتويه من مختبرات مستقبلية لابتكارات الصحة والتعليم والمدن الذكية والطاقة والنقل، ومعارض تحتوي على نماذج أولية ومنتجات مستقبلية في مجالات إدارة النفايات، والبيئة، والأمن الغذائي، والزراعة والري، وتخطيط المدن واستخدام أحدث تقنيات الواقع الافتراضي والمعزز وتحليل البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي والتفاعل الآلي البشري، وهي مفاهيم أساسية ترتبط بمستقبل الإنسان والمدن والمجتمعات البشرية والحياة على كوكب الأرض.

- حوارات المستقبل.
وتأتي جلسة البروفيسور كريغ كلارك في إطار سلسلة جلسات "حوارات المستقبل" التي أطلقها متحف المستقبل في 24 فبراير الماضي، مباشرة في قاعة المتحف، وهي متاحة مجاناً للجميع شرط التسجيل المسبق عبر الموقع الإلكتروني https://talks.museumofthefuture.ae/ وتتمحور هذه الجلسات، التي يتحدث خلالها خبراء عالميين مختصين بالمستقبل ورؤساء تنفيذيين ونخبة من روّاد الأعمال، حول مواضيع عدة تناقش علاقة الإنسان بالروبوتات والدور الذي تلعبه مدينة دبي في الاستثمار في المستقبل، ومستقبل الواقع المختلط، وواقع العالم العربي والعلوم، ومستقبل التنقل، والدور الذي تلعبه تقنية الميتافيرس في تغيير العالم، ومستقبل التمويل، إضافة الى مستقبل قطاع التكنولوجيا وحالة العالم عام 2022.

وتهدف الجلسات إلى البحث في صناعة المستقبل وتعزيز قدرة المؤسسات البحثية على استشراف المستقبل، إلى جانب الاحتفاء بالنوابغ والعلماء ومأسسة المستقبل وتصميمه وصناعته بما يعكس دور المتحف الذي يمثل مركزاً فكرياً عالمياً يجمع الشركاء الدوليين والمؤسسات البحثية المتخصصة لدراسة التحديات الحالية والمستقبلية بعمق وجرأة لتقديم حلول جديدة ومبتكرة.

 

Email