مبادرات محمد بن راشد تلقى صدى عالمياً واسعاً

جهود الإمارات تدعم توجهات المنظمات الأممية للقضاء على الفقر والجوع

ت + ت - الحجم الطبيعي
تلقى مبادرات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، الإنسانية صدى واسعاً لدى المنظمات الدولية المعنية بالقضاء على الفقر والجوع حول العالم، حيث تدعم مبادرات سموه الأهداف الإنمائية للأمم المتحدة والتي تتراوح طموحاتها من إنهاء الفقر المدقع والجوع إلى وقف انتشار الأمراض وتوفير التعليم الابتدائي لجميع الأطفال بحلول عام 2030.
 
وجاءت مبادرة سموه الأخيرة لتقديم مليار وجبة للفقراء والمحتاجين حول العالم وذلك مع بداية شهر رمضان الفضيل، لتؤكد على أهمية تعزيز ثقافة التضامن الإنساني وروح المشاركة الجماعية على مستوى العالم لمكافحة الفقر والجوع وتوفير الحياة الكريمة للجميع بغض النظر عن العرق أو اللون أو الدين، وكذلك العمل على تعزيز قيم السلام والتسامح والتعايش، ودعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية خاصة في الدول الفقيرة والنامية.
 
ظلال
 
وألقت جائحة «كوفيد ـ 19» التي انتشرت على مستوى العالم وأدت إلى إصابة 452 مليون إنسان، ووفاة 6 ملايين ضحية حتى الآن، بظلالها السلبية على كافة القطاعات في الدول الغنية والفقيرة على حد سواء، وبطّأت من عمليات التنمية والأهداف الإنمائية التي رصدت لتنمية الشعوب الفقيرة حول العالم.
 
وفقاً للاتجاهات الحالية، تشير تقديرات حالة الأمن الغذائي والتغذية في العالم إلى أن الهدف الثاني من أهداف التنمية المستدامة (القضاء التام على الجوع بحلول عام 2030) لن يتحقق لنحو 660 مليون شخص، ومن بين هذا العدد قد يعاني ما يقرب من 30 مليوناً من التداعيات الدائمة لجائحة كوفيد ـ 19.
 
وتؤكد الأمم المتحدة أن الدول النامية كانت الأكثر عرضة للخطر أثناء الجائحة وفي أعقابها، ليس فقط كأزمة صحية ولكن كأزمة اجتماعية واقتصادية مدمرة على مدى العامين الماضيين والسنوات القادمة، وبحسب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي فمن المتوقع أن تتجاوز خسائر الدخل 220 مليار دولار في الدول النامية.
 
وأن تصل نسبة سكان العالم الذين لا يحصلون على الحماية الاجتماعية إلى ما يقدر بنحو 55% وستتردد انعكاسات هذه الخسائر عبر الجماعات لتؤثر على التعليم وحقوق الإنسان، وعلى الأمن الغذائي الأساسي والتغذية في بعض الحالات الشديدة.
 
وتشير البيانات الأممية إلى أنه لم يزل هناك حوالي 700 مليون إنسان (عُشر سكان العالم)، يعيشون في فقر مدقع على أقل من دولارين يومياً وتنتمي الغالبية العظمى ممن يعيشون على أقل من دولارين يومياً إلى أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، فيما لا تعني الوظيفة أن يستطيع الفرد العيش الكريم، ففي الواقع هناك 8% من الموظفين وأسرهم في كل أنحاء العالم يعانون من الفقر المدقع، وعلى الصعيد العالمي.
 
كما تشير الاحصائيات إلى أن معدلات الفقر العالية توجد غالباً في البلدان الصغيرة والهشة والبلدان المتضررة من النزاعات، كما يؤثر الفقر في الأطفال تأثيراً غير متناسب، فواحد من كل خمسة أطفال يعيش في فقر مدقع.
 
بيان
 
وكشف بيان صادر عن الأمم المتحدة أن عام 2020 قد شهد تفاقماً كبيراً في معدلات الجوع في العالم وعلى الأرجح، يُعزى ذلك بنسبة كبيرة إلى تداعيات جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19).
 
وبينما لم يتم تحديد تأثير الجائحة بالكامل بعد، يقدر التقرير، الذي شاركت في إعداده عدة وكالات، أن حوالي عُشر عدد سكان العالم - ما يصل إلى 811 مليون شخص - كانوا يعانون من نقص التغذية خلال العام الماضي. ويشير الرقم إلى أن العالم سيحتاج إلى جهد هائل للوفاء بتعهده بالقضاء التام على الجوع بحلول عام 2030.
 
في منتصف عام 2010 بالفعل، بدأ الجوع في الارتفاع، محطماً الآمال نتيجة لحدوث تراجع يصعب إصلاحه، ومما يثير القلق، أن الجوع قد ارتفع في عام 2020 من حيث القيمة المطلقة والنسبية، متجاوزًا النمو السكاني: وتشير التقديرات إلى أن حوالي 10% من جميع سكان العالم قد عانوا من نقص التغذية العام الماضي، بعد أن كان عددهم 8.4% في عام 2019.
 
ويعيش أكثر من نصف عدد الأشخاص الذين يعانون من نقص التغذية (418 مليون) في آسيا، وأكثر من الثلث (282 مليوناً) في أفريقيا، ونسبة أقل (60 مليوناً) في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي. لكن أكبر ارتفاع في معدلات الجوع كان في إفريقيا، حيث يقدر معدل انتشار نقص التغذية - بنسبة 21 % من السكان - وهي نسبة تتجاوز ضعف النسبة المسجلة في أي منطقة أخرى.
 
موجات
 
وفي أجزاء كثيرة من العالم، تسببت الجائحة في موجات ركود قاسية مما هدد إمكانية الوصول إلى الغذاء. ومع ذلك، وحتى قبل انتشار الجائحة، كان الجوع ينتشر، وتباطأ التقدم المحرز لمواجهة سوء التغذية.
وأكد تقرير لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) أن الجوع في العالم العربي مستمر في الارتفاع، ودعا التقرير إلى تغييرات جذرية في أنظمة الأغذية الزراعية في المنطقة العربية لتوفير الأمن الغذائي والتغذية للجميع.
 
ويستمر الجوع في العالم العربي بالارتفاع، مع زيادة بنسبة 91.1 % منذ عام 2000، وأرجع التقرير السبب في ذلك إلى الأزمات الممتدة والاضطرابات الاجتماعية والتعرّض لصدمات وضغوط متعددة مثل النزاعات والفقر وعدم المساواة وتغيّر المناخ وندرة الموارد الطبيعية والتداعيات الاقتصادية المرتبطة بجائحة كوفيد ـ 19.
 
وفقاً للتقرير، عانى ما يقرب من ثلث سكان المنطقة، أي 141 مليون شخص، من انعدام الأمن الغذائي المعتدل أو الشديد في عام 2020، بزيادة قدرها 10 ملايين عن العام الذي سبقه.
 
وحذر التقرير من أنه حتى قبل تفشي كوفيد-19، لم تكن المنطقة العربية على المسار الصحيح لتحقيق أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بالجوع والتغذية، وحتى الآن، لم ينعكس التأثير الكامل لجائحة كوفيد-19 على مؤشرات التغذية، فيما ويشير تدهور حالة الأمن الغذائي إلى أن المزيد من الناس يواجهون صعوبة في الحصول على نظام غذائي صحي، مما سيؤثر سلباً على حالتهم التغذوية.
 
Email