العالم يمر بمتغيرات كبيرة وموازين جديدة وتحالفات صعبة

محمد بن راشد مطالباً العرب بالتوحد: التاريخ يُصنع الآن

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، أن الغلبة في النهاية للأمم القوية الغنية المتقدمة، وطالب سموه العرب أن يتفقوا ويتقاربوا ويتعاونوا ليكون لهم رأي ووزن ومكانة في التاريخ الجديد الذي يُصنع الآن.

وقال سموه عبر حسابه على «تويتر» عبر وسم «#علمتني_الحياة»: «العالم يمر بمتغيرات كبيرة.. وموازين جديدة.. وتحالفات صعبة … لن تكون الغلبة في النهاية إلا للأمم القوية الغنية المتقدمة.. ألم يحن للعرب أن يتقاربوا.. ويتعاونوا.. ويتفقوا..حتى يكون لهم وزن.. ورأي.. ومكانة في التاريخ الجديد الذي يُصنع الآن..».

فمطالبة سموه بتوحد كلمة العرب تستدعي للذاكرة قول الشاعر المهلب بن أبي الصفرة:

تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسرا

وإذا افترقن تكسرت أفرادا

وكعادة سموه في وضع النقاط على الحروف وتحديد مسارات التاريخ ومقادير الأمم دون مواربة أو مجاملة، يطلّ علينا صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، ليقرأ الواقع بأناة، ويضع يده على كلمة السرّ في نهضة أمتنا العربية، لا سيما وسموه يرى أن سطوراً جديدة في التاريخ بدأت تكتب الآن، ولن تجد أمتنا مكاناً أو مكانة، ولا وزناً ولا رأياً إلا إذا تبنّت «إكسير» التفوق والحضور العالمي.

ففي كلمات معدودات وضع سموه تفصيلاً دقيقاً للقضية النهضوية التي ينبغي أن تسعى لها أمتنا العربية بشكل عاجل؛ فقرأ بدايةً مسار الحاضر وما يمرّ به العالم من متغيرات كبيرة وموازين جديدة وتحالفات صعبة، ثم وضع قانوناً حضارياً يدركه من قرأ نشأة الحضارات وتطورها وانهيارها في أن «الغلبة في النهاية لن تكون إلا للأمم القوية الغنية المتقدمة»، ثم جاءت دعوته للعرب أن يسارعوا إلى حجز مكانهم في التاريخ المعاصر الذي يصنع الآن عبر «التقارب والتعاون والاتفاق» ليكون لنا وزن ومكانة ورأي.

وقال سموه: «العالم يمر بمتغيرات كبيرة.. وموازين جديدة.. وتحالفات صعبة» وهذه دعوة من رجل عروبي آمن بفطرته القيادية وعصارة معركته مع الحياة التي تلقى في تقلباتها صنوف الدروس، واستمع إلى حديثها بقلب المتبصر بشؤونها المدرك لسننها الثابتة عبر الأزمنة وتنتظر من يتلقفها ليكون لأمتنا شأن في هذا المعترك.

هاجس الأمة

ولا يخفى على أحد حجم الهم العربي المسكون في ضمير صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، ويدرك ذلك من يلاحظ الربط الدائم والمستمر لأي إبداع إماراتي يوجّه به سموه بالغاية العظمى وهي إعادة إحياء الأمل العربي، والحضور العربي وإنعاش الحضارة العربية وإعادتها إلى مسارها الصحيح في سجل التاريخ والحاضر والمستقبل.

فمسبار الأمل رسالة أمل لملايين الشباب العربي، ومبادرة «نوابغ العرب»، أكبر حراك عربي يقوده متحف المستقبل، قال عنها سموه: «شخصياً أراهن على العلم والعلماء وأصحاب الأفكار لتغيير واقعنا العربي نحو الأفضل»، ومن خلال «مبادرة مليون مبرمج عربي» ينادي شباب الأمة قائلاً: «شبابنا العربي هم ثروة أمتنا وهم عماد نهضتها وهم الذين سيضعون دولهم على الطريق إلى المستقبل.. والبرمجة والتكنولوجيا والعلوم المتقدمة لَبِنات هذا المستقبل وأدواته الأساسية»، وكذلك الحال في جميع المبادرات العالمية التي تبناها وأطلقها سموه، وها هو يقول في درس آخر من دروس الحياة: «رسالتي للشباب العربي: نحن أمة عربية واحدة.. نحن أمة عربية خالدة.. نحن أمة لسانها وقرآنها باق ما بقيت الدنيا.. نحن أمة أملها يتجدد.. شبابها يتجدد.. روحها تتجدد.. قدرها أن تبقى ما بقيت الأرض. نحن لا نيأس لأن اليأس كفر.. اليأس عكس الحياة.. ونحن أمة كتبت لها الحياة».

فسموه يسعى إلى صنع مستقبل لشباب الأمة، مقروناً بالأمل، والعلم، وقراءة التاريخ والحاضر بدقة، ولا يعدو هذا الدرس من دروس سموه في مدرسة الحياة أن يكون نداءً عاجلاً لتتدارك أمتنا العربية شأنها، وتبادر إلى حجز مقعدها الذي يليق بها بين الأمم، فالمستقبل كما يقول سموه: «لا ينتظر المترددين ولا المتباطئين».

 

Email