"التغير المناخي والبيئة" تطلق القائمة الحمراء الوطنية للأنواع المهدد بالانقراض في الإمارات

ت + ت - الحجم الطبيعي

أطلقت وزارة التغير المناخي والبيئة القائمة الحمراء الوطنية للأنواع المهددة بالانقراض، والتي تضم تقييما شاملا لحالة الأنواع في البيئة المحلية للدولة في إطار استراتيجيتها للحفاظ على التنوع البيولوجي المحلي وحماية الأنواع المهددة بالانقراض.

يهدف مشروع القائمة الحمراء الوطنية إلى تعزيز تحقيق المؤشرات التنافسية الدولية وتعزيزاً لالتزامات الدولة نحو الاتفاقيات والمعاهدات الدولية والإقليمية، وتنفيذا للاستراتيجيات والخطط الوطنية مثل الخطة الوطنية للتغير المناخي 2017 - 2050 والبرنامج الوطني للتكيف المناخي والاستراتيجية الوطنية للتنوع البيولوجي التي تم إصدارها عام 2014.

واستهدفت القائمة تقييم حالة الأنواع البرية الموجودة في الدولة وقياس فاعلية السياسات المطبقة للحفاظ عليها والاحتياجات والمتطلبات اللازمة للحفاظ عليها، والمساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030 رقم 14، و15 بشأن الحفاظ على الأنواع البرية.

وشمل المشروع تحديد الأنواع المهددة بالانقراض وتقييم خطر انقراض الأنواع البرية على مستوى الدولة، حيث تم تقييم حالة 1167 نوعاً من الأنواع الحية في البيئة المحلية، حيث تحتضن الدولة 58 نوعاً محليا من الثدييات، و39 نوعاً منها ثدييات برية و19 نوعاً منها ثدييات بحرية، كما توجد أنواع أخرى من الثدييات في الدولة إلا أنها دخيلة، وتوجد كذلك زواحف وبرمائيات بعدد إجمالي 72 نوعاً منها 57 زواحف برية، و13 زواحف بحرية، و2 برمائيات، بالإضافة إلى النباتات المحلية وعددها 598.

كما عمل المشروع على تقييم حالة أنواع مختارة من الأنواع البحرية ومنها 126 من الأسماك العظمية و80 نوعاً من الأسماك الغضروفية و66 نوعاً من الشعاب المرجانية إضافة إلى 167 نوعاً من الطيور المحلية في الدولة.

وقالت معالي مريم بنت محمد سعيد حارب المهيري وزيرة التغير المناخي والبيئة: "إن الحفاظ على التنوع البيولوجي المحلي وضمان استدامته يمثل أحد الأولويات والأهداف الاستراتيجية لدولة الإمارات، لذا حرصت على إيجاد منظومة شاملة تدعم تحقيق هذا الهدف تشمل اعتماد بنية تشريعية متكاملة، تشمل قوانين لحماية الأنواع البرية وطبيعة التعامل معها، وتواكب الاتفاقات والمعاهدات الدولية مثل اتفاقية التنوع البيولوجي ومعاهدة المحافظة على الأنواع المهاجرة من الحيوانات الفطرية" .

وأضافت: " الجهود التي بذلتها دولة الإمارات بفضل رؤى وتوجيهات القيادة الرشيدة ساهمت في استعادة وإعادة تأهيل وإعادة توطين العديد من الأنواع المهددة بالانقراض عبر إطلاق برامج إكثار وطنية لها، وزيادة أعداد المناطق المحمية البرية والبحرية."

وأشارت إلى أن مشروع القائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض يأتي مواكبة لتوجهات الدولة وتوجيهات القيادة الرشيدة، ويمثل قاعدة رئيسة يمكن عبر ما يوفره من بيانات واحصاءات ودراسة وتقييم حالة الأنواع البرية وتطوير واعتماد خطط وبرامج مستقبلية من دورها تعزيز حماية التنوع البيولوجي المحلي وضمان استدامته، والحفاظ على العديد من الأنواع البرية المهددة بالانقراض عبر إعادة تأهيليها وإعادة توطينها."

واستند مشروع إعداد القائمة على تعزيز جهود حماية الحياة الفطرية بشكل عام إلى نهج الحفاظ على مكونات البيئة ومواردها الطبيعية الذي أرسى دعائمه في الدولة الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه"، حيث يرتبط حفظ الطبيعة والكائنات البرية المهددة بالانقراض بالحفاظ على رفاهية الإنسان .

- الثدييات

وخلصت عمليات التقييم التي شملتها القائمة إلى وصول نسبة أنواع الثدييات المهددة بالانقراض في البيئة المحلية إلى 46.7%،وأظهرت عمليات التقييم والرصد التي شملها مشروع القائمة الحمراء تنوعا كبيرا للثدييات البرية في الدولة باختلاف البيئات المتواجدة فيها، حيث تشكل الحيوانات آكلة اللحوم نسبة 28.2% والقوارض 20.5%، بينما تشكل الخفافيش 30.7% من الأنواع المحلية المؤكد تواجدها، ويعد الطهر العربي هو النوع الوحيد المتوطن في المنطقة من الثدييات، بينما يتواجد في الدولة خمسة أنواع من الثدييات المتوطنة في شبه الجزيرة العربية وهي المها العربي والغزال العربي والغزال الرملي والجربوع والجرذ العربي.

وأظهرت النتائج انقراض ثلاثة أنواع من الثدييات البرية وهي الذئب العربي والنمر العربي والضبع المخطط، كما أظهرت أن متوسط نسبة أنواع الثدييات المهددة بالانقراض في الدولة يبلغ 46.7%.

- الثدييات البحرية

وبحسب القائمة تعد بحار الدولة موطنًا لمجموعة متنوعة من الثدييات البحرية والتي تمثل جزءاً هاماً من الثروات البحرية ليس على المستوى المحلي فحسب وإنما الدولي أيضا، وفي مياه الدولة تم تسجيل 18 نوعاً من الحوتيات ونوعاً واحداً من الخيلانيات (أبقار البحر)، ويضم الخليج العربي والبحر الأحمر ثاني أكبر تجمع لأبقار البحر في العالم بعد أستراليا. إضافة إلى مجموعات هامة لأربعة أنواع من الثدييات البحرية على الأقل ومنها الدولفين الأحدب (وتشير الدراسات بأنه أكبر تجمع لهذا النوع في العالم).

وضمن مشروع القائمة الحمراء تم تطوير خرائط ثراء أنواع الثدييات البحرية المهددة بالانقراض في الدولة ، ما يساعد في رسم خطط وبرامج للمحافظة على هذه الأنواع وعلى موائلها الطبيعية.

- الزواحف والبرمائيات

وبناء على مشروع القائمة تضم الدولة ما يقارب 60 نوعاً من الزواحف البرية حيث بلغت نسبة الزواحف الموجودة في الدولة المهددة بالانقراض 19%، منها نوع واحد متوطن وهو الوزغ ذو الأصابع الورقية، إضافة إلى نوعين من البرمائيات ، كما تضم ثمانية أنواع من الثعابين البحرية وخمسة أنواع من السلاحف البحرية.

وأظهرت نتائج تقييم حالة الزواحف والبرمائيات في الدولة أن نسبة 19% من أنواع الزواحف المتواجدة في الدولة هي مهددة بالانقراض بينما 69% منها تعتبر أقل تهديداً بالانقراض.

ومن ضمن المشروع القائمة الحمراء تم تطوير خرائط توزيع هذه الأنواع للمساهمة في تطوير خطط وبرامج للمحافظة على هذه الأنواع وعلى موائلها الطبيعية.

- الطيور

وتضم البيئة المحلية للدولة 459 نوعاً من الطيور وتم تقييم 167 نوعاً حيث تتوزع الطيور في الدولة على مجموعتين هما الطيور المتواجدة بشكل منتظم والطيور المستوطنة، وأوضحت نتائج التقييم أن 53% من أنواع الطيور المتواجدة في الدولة هي مهددة بالانقراض بينما 14% منها تحت التهديد بالانقراض و33% أقل تهديداً.

- النباتات

تم تسجيل بالدولة ما يقارب 945 نوعاً من النباتات وتم تحديد وتقييم 598 نوعاً من النباتات المحلية، 8% من أنواع النباتات في الدولة مهددة بالانقراض، و3% أقل تهديداً وبينما 62% منها تحت التهديد بالانقراض أهمية القائمة.

جدير بالذكر أن القائمة الحمراء التي انتهت الوزارة من إعدادها بالتعاون مع السلطات المحلية المختصة في إمارات الدولة كافة، وخبراء من الجامعات الحكومية والخاصة، ومن القطاع الخاص بالإضافة إلى جمعيات النفع العام، تساهم بشكل مباشر في إبراز قيمة الجهود الحثيثة التي تبذلها الدولة في المحافظة على الحياة الفطرية، والمبادرات والبرامج التي يتم إطلاقها في هذا المجال وأهمها برامج الإكثار الوطنية لاستعادة الأنواع التي انقرضت من البرية.

كما ستساهم في تعزيز عمليات وضع الخطط والبرامج والاستراتيجيات المستقبلية المناسبة للمحافظة على الأنواع الأكثر تهديداً بالانقراض، وستوفر مادة ذات قيمة علمية مهمة للباحثين والأكاديميين.

Email