من تحت منشآت تُطوع المناخ، وأبنية تذلل الصعاب بالأتمتة، استثمرت شركة إماراتية بالبنية التحتية الزراعية للمساهمة في تحقيق الأمن الغذائي، فعلى الرغم من درجات الحرارة العالية، وندرة المياه، إلا أن التحديات باتت مقومات للبدء في نظام جديد ينعش الأسواق بالمنتجات العضوية، وهو ما أكده الدكتور عبدالمنعم المرزوقي، العضو المنتدب وعضو مجلس إدارة «إيليت أجرو» الشركة الإماراتية المتخصصة بالإنشاءات الزراعية. 

 

وقال المرزوقي إن الشركة تعزز الأسواق المحلية بأكثر من 32 منتجاً عضوياً على مدار العام، وبحسب آخر الإحصائيات في 2022، تحتل المساحات المزروعة في الإمارات ما يصل إلى 350 هكتاراً، و12095 هكتاراً للزراعة في صربيا، 1757 للزراعة في المغرب، و150 هكتاراً للزراعة في أثيوبيا، 66 هكتاراً للزراعة في موريتانيا، 20 هكتاراً لزراعة الفراولة في مصر.

مناخ حسب الرغبة

ومن الفكرة إلى التصميم، فالتطبيق والتشغيل، يؤكد المرزوقي أن من خلال وتيرة العمل هذه وتفاصيلها الدقيقة، استطاعت الشركة أن تصبح الشريك المفضل من قبل المستثمرين والمزارعين، في تطوير الإنتاج الزراعي لمشاريعهم الزراعية، في الإمارات والبحرين، وإثيوبيا، والمغرب، وموريتانيا، وسيراليون، وصربيا، حيث يتم تطوير أنظمة البيوت الزراعية المخصصة والحديثة المتوافقة تماماً مع احتياجات ومتطلبات العملاء، بدءاً من البيوت البسيطة إلى البيوت الزراعية الأكثر تطوراً والمزودة بأعلى التقنيات، من مواد البلاستيك أو «البولي كربونات» أو الزجاج، وهذا ما أشار إليه المرزوقي في معرض حديثه عن أهمية البيوت الزجاجية في توفير مناخ خاص للمنتجات الزراعية، فهناك نوعان من تبريد البيوت الزراعية، ففي المناخات الدافئة، تعد حلول التبريد المثالية للتغلب على الحرارة ذات أهمية قصوى لنمو النباتات وإطالة موسم إنتاج المحاصيل، من خلال استخدام المروحة والوسادة، وهي الأكثر فعالية في الظروف الجافة، بالإضافة إلى أسعارها المعقولة، ويستخدم هذا النظام مجموعة من الوسائد الرطبة وأجهزة التهوية لخفض الحرارة بدرجة كبيرة، وأضاف أن هناك طريقة أخرى للتبريد وهي استخدام المبردات، وتوفر أنظمة التبريد بالمياه المبردة مزيداً من التحكم والدقة في درجات التبريد، حيث يتم تدوير المياه المبردة من خلال نظام الأنابيب الدائرية ويتم ضبطها عن طريق لوحات التحكم الرقمية.

فاكهة سوبر لوقت أطول

ومن بؤرة 4 أضلاع رئيسية، أوضح المرزوقي: أن البيوت الزراعية المدعمة بالتكنولوجيا تساعد على تمديد موسم زراعة النباتات ومضاعفة الإنتاج وتقليل استهلاك المياه والأسمدة، وتجعل من الزراعة مصدراً للربح حتى في الصحراء، حيث إن موعد وطريقة القطف تؤثر على جودة الخضار والفاكهة، وتتميز الشركة بآلية التبريد السريع بعد الحصاد، حيث يتم إيداع الخضار والفاكهة في ثلاجات سريعة التبريد، فيتم خلال ساعة واحدة خفض درجة الحرارة من 32 درجة مئوية إلى 15 درجة مئوية، الأمر الذي يسهم في التمديد في عمر المنتجات حيث تصل صلاحية عمر الطماطم مثلاً إلى حوالي 18 يوماً، الأمر الذي لعب دوراً في التقليل من الهدر. حيث تمتلك «إليت إجرو» 10 منشآت لما بعد الحصاد حول العالم، وغرف تبريد بطاقة استيعاب تصل إلى 6000 طن.

شريان المناخ.. أتمتة التسميد

ولأنها أحد أهم التحديات لاسيما في الدولة، تعتبر المياه عنصراً ثميناً بالنسبة للمزارعين، كما أن وصول الكمية الصحيحة للنباتات يساعدهم على تحسين نموها مع تقليل التكلفة.

مفهوم انتهجته «إليت إجرو»، حيث أوضح المرزوقي أن الشركة طورت أنظمة الري الآلي، كالري بالتنقيط والرشاشات وأنظمة الضباب والرذاذات وغير ذلك، ويمكننا إعداد أي منها لخدمة نوع المحصول، كما أن تقنية التخصيب، لا تتم بالعملية التقليدية، إنما يتم استخدام الماء والأسمدة في وقت واحد من خلال أنظمة الري، وتساعد معدات التسميد الآلية ذات التقنية العالية على وضع الماء والمغذيات في منطقة الامتصاص حول الجذور مما يحسن من نمو وجودة المحاصيل، من خلال تحديد الكمية المناسبة لكل محصول من خلال التحكم بالقدر والوقت المناسبين باستخدام الكمبيوترات الخاصة من خلال 8 خزانات رئيسية، مما يتيح استخداماً أكثر فعالية لكل منهما ويقلل من التأثير على البيئة.

ودعماً لاستدامة الموارد، أوضح المرزوقي أن شركة «إليت إجرو» تقوم بتوفير وتثبيت أنظمة ماكس جرو الإلكترونية لمعالجة المياه على مستوى العالم، حيث أثبت هذا النظام قدرته على معالجة المياه المالحة لمعالجة المشكلات التي تسببها، هذا بالإضافة إلى المياه ذات التركيز العالي من الجير، حيث تشكل الملوحة العالية بالمياه أرقاً مستمراً للمزارعين في كثير من أنحاء العالم، حيث تؤدي إلى توقف النمو وانخفاض الإنتاجية في النباتات، وعلاوة على ذلك، فإنها غالباً ما تلحق الضرر بنظم الري لما تسببه من تآكل وانسداد لها، مما يجعلها غير صالحة للاستعمال أو يقلل من فعاليتها.

وفي سياق متصل، أكد المرزوقي، أن هناك أربع طرق تعمل بها «إليت إجرو» للحفاظ على الربحية، من خلال تحسين كفاءة عملياتها، واستهداف الأسواق المناسبة، وتحقيق وفورات الحجم، والاستثمار في البحث والتطوير، فيما يتعلق باستهداف السوق المناسب، يعمل فريق المبيعات لدينا بجد لفتح أسواق جديدة وتأمين أفضل بائعي التجزئة ومعالجي الأغذية وتجار الجملة، كما أشار إلى أن الشركة، وفي إطار دعم وتيرة الأمن الغذائي، ساهمت في إدارة 19 مزرعة من مزارع المواطنين في إمارة أبوظبي، هذا بالإضافة إلى تسويق منتجاتها والمبيعات الخاصة.