مؤتمر النقل للشرق الأوسط وشمال أفريقيا يستعرض «التنقل ما بعد الجائحة»

100 مليار دولار مشاريع في مجال النقل تشهدها المنطقة

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

ناقش قادة النقل في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عدداً من القضايا، والمسائل المهمة والحيوية في قطاع النقل، خلال فعاليات مؤتمر النقل لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في دورته الرابعة 2022، التي تعقد في مركز دبي التجاري العالمي، حيث سلط المؤتمر على الحراك القوي والنشاط الكبير، الذي تشهده منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لتنفيذ مشاريع عملاقة في مجال النقل، بـنحو 100 مليار دولار، وسط إشادة بالإنجازات اللافتة، التي حققتها إمارة دبي، ومنها مشاريع النقل والبنية التحتية.

وفي الجلسة الرئيسية لليوم الأول نظم مؤتمر ومعرض النقل للشرق الأوسط وشمال أفريقيا جلسة تحت عنوان «قطاع النقل بعد جائحة كوفيد 19»، ترأسها وأدارها محمد المزغني الأمين العام للاتحاد العالمي للمواصلات العامة، وشارك فيها أحمد بهروزيان المدير التنفيذي لمؤسسة المواصلات العامة، في هيئة الطرق والمواصلات بدبي، وبرنارد تاباري الرئيس التنفيذي الدولي لمجموعة Keolis، وهبة فارس الرئيسة التنفيذية والمدير العام لمجلس المديرين التنفيذيين لمجموعة آر أي تي بي ديف، وأريجو جيانا المدير التنفيذي لشركة إى تي إم ميلان، ودان بترسون النائب الأول للرئيس في وحدة أعمال هياكل المركبات بشركة فولفو للحافلات، وبدأ المزغني الجلسة بسؤال عن التحديات، التي أوجدتها تداعيات جائحة كوفيد 19 على قطاع النقل العام وكيفية مواجهتها.

وقال برنارد تاباري الرئيس التنفيذي الدولي لمجموعة Keolis، إن النقل العام يجب أن يستمر رغم الجائحة، ويجب أن نقدر دور الحكومات في دعم قطاع النقل، حيث إن الجائحة أثرت على الجميع، وأضاف: إنه وبالرغم من جميع التحديات يجب علينا العمل، من أجل إظهار حلول للتطلع إلى مستقبل أفضل لقطاع التنقل، كما يجدر بنا شكر الاتحاد العالمي للنقل والمواصلات على جمعنا من جديد، لمناقشة هذا الموضوع المهم، حيث إننا لاحظنا وجود تغيراً في نمط النقل العام، ونحن نعمل معاً لإيجاد حلول ريثما نعود إلى ما هو طبيعي.

كما أوضح أحمد بهروزيان المدير التنفيذي لمؤسسة المواصلات العامة، في هيئة الطرق والمواصلات في دبي، إننا في دولة الإمارات لدينا رغبة كبيرة بالاستمرار رغم الجائحة، التي لم تؤثر على مشاريعنا، كما أن لدينا التزاماً بتقديم أفضل تجربة مواصلات عامة خلال إكسبو، بالإضافة إلى مشاريع البنى التحتية، وأننا استعطنا التغلب على كل التحديات لأننا لم نتوقف وسوف نتقدم دائماً، وفي حديثه عن الشراكة قال: الشراكة بيننا وبين القطاع الخاص تتطلب المرونة وتفهم المحركات والمؤثرات في القطاع الخاص، ويجب أن نعرف الشريك المناسب واختيار أفضل نموذج شراكة، وهذا الأمر يحتاج إلى وقت ودراسة، كما يجب أن تكون المخاطرة محمية، وأن نكون منفتحين على ابتكارات الطرف الآخر، وأن نستفيد من التجارب، وعن مشروع المركبات الذاتية القيادة أوضح بهروزيان أن الأولوية هي الأمن والسلامة وحماية حياة الأفراد، خصوصاً أننا نطمح خلال السنوات العشر المقبلة في توفير 4 آلاف تاكسي ذاتي القيادة.

وأوضحت هبة فارس الرئيسة التنفيذية والمدير العام لمجلس المديرين التنفيذيين لمجموعة آر أي تي بي ديف، إن النقل العام كان أساسي خلال الجائحة ونحن استطعنا التأقلم مع ظروف الجائحة، وإننا لن نعود بالسرعة الكافية إلى وضع التنقل ما قبل الجائحة، لأن هذا التحدي عالمي، بالإضافة إلى تحدي الموازنات المنكمشة ولحل هذه الصعوبات يجب أن نعرف أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بها عدد كبير من السيارات، ونحتاج إلى إقناعهم باستخدام المواصلات العامة، لتقليل من مشاكل التلوث والازدحام، لذلك نحتاج إلى وضع حلول ابتكارية، وأضافت: إننا تعلمنا من الفترة السابقة كيفية مواجهة القضايا اليومية مع بعضنا البعض، حيث استطعنا العمل على معضلات حقيقية، وإيجاد حلول كاملة إلى الصعوبات التي تواجهنا.

رسالة

وأفاد أريجو جيانا المدير التنفيذي لشركة اى تي ام ميلان، إن استخدام النقل العام هو قرار صحيح وعلينا التركيز على هذه الرسالة، كما يجب أن ندعو لاستخدامه واعتباره خياراً جيداً من الناحية التشغيلية، وأن نطور التكنولوجيا التي سوف تساعدنا، وهناك عدة حلول لإقناع الناس لاستخدام المواصلات العامة، وهنا يأتي دور الحكومات المحلية، التي يجب أن تكون أكثر طموحاً في هذا الجانب، وذلك عن طريق التواصل ومكافحة التلوث،

بينما تحدث دان بترسون النائب الأول للرئيس في وحدة أعمال هياكل المركبات بشركة فولفو للحافلات، عن الفرص التي خلقتها الجائحة، وقال: إن كل الأزمات فيها فرصة، ويجب أن نبحث عنها، وإن أساسيات هذا العمل هو معرفة أن المدن تكبر وتزيد من جاذبيتها، وإن كثيراً من الدول واعية لأهمية الاستثمار في البنى التحتية والمواصلات العامة.

رئيسية

ونظمت جلسة نقاشية رئيسية حملت عنوان (قادة النقل في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، أدارها المهندس خالد الحقيل، رئيس الاتحاد العالمي للمواصلات العامة الرئيس التنفيذي للشركة السعودية للنقل (سابتكو)، وشارك في الجلسة كل من الدكتور رميح الرميح رئيس الهيئة العامة للنقل السعودية (TCA)، والدكتور يوسف شواربة أمين عام مدينة عمّان الأردنية.

واستهلّ الحقيل الجلسة بالتطرق إلى أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تشهد حراكاً قويا ونشاطاً كبيرا وسباقاً مع الزمن، لتنفيذ مشاريع عملاقة في مجال النقل، تبلغ قيمتها أكثر من (100) مليار دولار.

وأشاد رميح الرميح في الوقت نفسه بالإنجازات اللافتة، التي حققتها إمارة دبي، ومنها مشاريع النقل والبنية التحتية، التي نفذتها هيئة الطرق والمواصلات.

وقال الرميح: لقد وضعنا في الهيئة العامة للنقل بالسعودية رؤية واضحة، مستندين إلى رؤية المملكة 2030، التي أصبحت بوصلة ترشدنا إلى الوجهات العالمية، التي سبقتنا في هذا المجال. كما وضعنا برامج عديدة منها جودة الحياة والخدمات اللوجستية وخدمات ضيوف الرحمن، بالإضافة إلى مستهدفات واضحة، منها زيادة حصة النقل الجماعي من 1%، لتصل إلى 15% في العام 2030، ناهية عن وضع مؤشرات مهمة، منها تقليل عدد الوفيات لكل 100 ألف كم، ومؤشر تقليل البصمة الكربونية بنسبة 20%، ونحن نعمل الآن على الاستعانة بالتقنيات المتطورة، آخذين بعين الاعتبار المساحة الجغرافية الهائلة للملكة وذلك في ما يتعلق بالمتابعة بشكل آنيّ ولحظي، وذكر الرميح أن شبكة مترو الرياض وعدد من مشاريع النقل سوف تفتتح في العام الجاري 2022.

ومن جانبه، قال الدكتور يوسف الشواربة: تواجه المدن تحديات كثيرة في مجال تأسيس شبكة النقل العام، لأن النقل لم يعد مجرد نقل شخص أو مجموعة أشخاص من مكان إلى آخر، أي أننا يجب أن نهتم بتطبيق الأنظمة الذكية ومواكبة آخر التطورات في مجال التقنيات الحديثة في هذا المجال، كما يجب أن ننظر إلى النقل العام كثقافة عامة وتعزيز للانتماء الوطني، والعالم الآن يتحدث بلغة (مدينة إلى مدينة) في مجال النقل العام.

وأضاف الشواربة: «إننا دائماً نتأكد عندما نبني استراتيجية من أي نوع أنها تنطبق مع الأهداف الوطنية والاستدامة العالمية، ونحن دائماً نولي الدراسات الأولية لأي مشروع أهمية بالغة».

خدمة

بدوره، قال عادل شاكري، مدير إدارة التخطيط وتطوير الأعمال بمؤسسة المواصلات العامة في هيئة الطرق والمواصلات بدبي: إن عدد الركاب المتنقلين في خدمة حافلة تحت الطلب التي تم إطلاقها وصل الى 700000 راكب منذ إطلاق الخدمة في شهر فبراير عام 2020 ولغاية الآن، لافتاً إلى أن الخدمة تعمل فقط داخل المنطقة، ويتم طلبها عن طريق التطبيق مقابل رسوم رمزية، مؤكداً أن الخدمة حازت نسبة عالية من الرضا وصلت إلى 86%، مبيناً أن الحافلات، تتسع لــ 10 ركاب، عبر مسارات وجداول مرنة التوقيت، كما يتمتع سائقو الحافلات بإمكانية التواصل مع طالبي الخدمة، من خلال التطبيق للوصول إلى أقرب نقطة من أماكن وجودهم.

وقال شاكري: إن خدمة حافلة تحت الطلب شهدت إقبالاً منقطع النظير في الطلب عليها خاصة أنها تغطي مناطق حيوية في إمارة دبي، بالإضافة إلى مرورها بمحطة مترو ومحطة ترام، مما يسهل على الركاب التنقل إلى وجهاتهم بسرعة وأمان.

وأضاف شاكري: إن 13 حافلة صغيرة تعمل في تقديم الخدمة إلى الجمهور حالياً، وتغطي مناطق مختلفة في إمارة دبي، وتعتبر من وسائل التنقل المريحة، وتتناسب مع احتياجات الجمهور، ومن السهل الوصول إليها وذات مسار مرن يجعلها أكثر ملاءمة لبعض الفئات، كما أن استراتيجية وأهداف المبادرة تشمل خدمة المناطق ذات الطلب المنخفض على النقل الجماعي، وتخفيض النفقات التشغيلية بفضل جداول الخدمة الثابتة.

وأضاف: من الفوائد الأخرى لخدمة حافلة تحت الطلب أن هذه الحافلات تعمل على تقليل مسافة المشي ووقت الانتظار للمتعاملين، وتحسين تجربتهم، من خلال استخدام حافلات ذات جودة عالية. وبالنسبة للتشغيل، فإنّ الحافلة أصغر وأقل استهلاكاً للوقود ونظام الجدولة الذكي الخاص بالمبادرة يعمل على تقليل الكيلو مترات المهدورة. وبالنسبة للبيئة تسهم المبادرة في الحد من الانبعاثات الكربونية، وتقليل رحلات المركبات الخاصة في مناطق تغطية الخدمة.

سكوتر

من جانب آخر، كشف حسين البنا، مدير إدارة تنفيذي المرور في مؤسسة المرور بهيئة الطرق والمواصلات بدبي، عن انتهاء المرحلة التجريبية الخاصة بتشغيل السكوتر في 5 مناطق، بمسافة 20 كيلو متراً في المدينة، وبدء المرحلة التشغيلية الثانية في 5 مناطق أخرى، بمسافة إجمالية للمرحلتين 151 كيلو متراً، للتسهيل على أفراد المجتمع في التنقل برحلات الميل الأول والأخير.

وأوضح أن المناطق الخمس الجديدة في المرحلة الثانية شملت مناطق ستي ووك والمنخول والكرامة ونخلة جميرا والقصيص، بالإضافة إلى مسارات الدرجات في الخوانيج والجميرا وبعض المناطق السكنية الآمنة لقيادة السكوتر، مؤكداً أن الهيئة لديها خطة لإضافة جميع المناطق الحضرية في إمارة دبي بحلول عام 2025.

كما كشف البناء في تصريحات للصحافيين على هامش مؤتمر ومعرض النقل لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، الذي تنظمه الهيئة في مركز دبي التجاري العالمي تحت شعار «بناء مستقبل التنقل»، عن قرب إصدار تشريع خلال الربع الأول من العام الجاري، لتنظيم قيادة السكوتر في إمارة دبي.

وأضاف: إن الهيئة تعمل مع الشركاء في شرطة دبي لتنظيم قيادة السكوتر وإن التشريع الذي سيحدد المخالفات والغرامات والضوابط لقيادة هذا النوع من وسائل التنقل المؤجرة من الشركات أو أصحابها، مشيراً إلى أن الهيئة تصرح لأربع شركات في الوقت الحالي، منها شركتان عالميتان، واثنتان محليتان.

تصاريح

وأضاف البنا: إن هناك تصاريح خاصة تصدرها الهيئة لمستخدمي السكوتر لا يستغرق الحصول عليها ساعتين، بعد زيارة مركز التراخيص، وأن الهيئة وضعت شروطاً عدة لقيادة السكوتر في المسارات والمناطق المخصصة، تضمنت ألا تزيد سرعته عن 20 كليو متراً في الساعة، والالتزام بالمسارات المخصصة والسير باتجاه حركة المرور.

كما حددت الهيئة ألا يقل عمر مستخدمي السكوتر عن 16 عاماً، ويشترط ارتداء خوذة واقية وسترة عاكسة، والنزول من السكوتر أو الدراجة الهوائية، أثناء عبور من معابر المشاة وعدم استخدام سماعة الرأس أثناء القيادة، كما اشترطت الهيئة على جميع المستخدمين عدم القيام بأي حركات خطرة، وعدم استخدام المسارات في غير الغرض المخصص لها.

Email