محمد بن غنام أمين عام الهيئة لـ«البيان»:

69 بلداً حول العالم استفادت من أعمال «آل مكتوم الخيرية»

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أوضح محمد عبيد بن غنام الأمين العام لهيئة آل مكتوم الخيرية لـ«البيان»، أن العمل الخيري حقق تطوراً ملموساً على جميع الأصعدة، وأن أعمال الهيئة امتدت لتشمل أكثر من 69 بلداً في جميع قارات العالم. مبيناً أن الهيئة تتبنى رؤية تعليمية متميزة لتلبية حاجة المجتمعات الأفريقية وإنشاء مؤسسات تعليمية حديثة وذات كفاءة عالية، وقال إن مدارس الهيئة الخيرية جاءت نموذجاً متكاملاً للمدرسة الحديثة من حيث البناء والتأثيث والمعامل والإدارة المدرسية، مشيراً إلى أن كيانات العمل الخيري تفتقر لإحصائيات ودراسات دقيقة حول حجم عملها وأعداد المنتمين لها وتصنيفاتهم.

بناء الثقة

وأضاف أنه وفي هذا الإطار تفرض العديد من الدول الكثير من القيود على حركة مؤسسات العمل الخيري ومسألة التحويلات المالية مما يؤدي إلى تأخير العمل في البرامج وتنفيذ المشروعات، ولتجاوز تلك المعوقات لابد من توافر الثقة المتبادلة بين القائمين على العمل الخيري والحكومات المحلية بحيث يتم التعامل بكل شفافية ووضوح.

رؤية تعليمية

وقال إنه في هيئة آل مكتوم الخيرية يتبنون رؤية تعليمية متميزة لتلبية حاجة المجتمعات في الدول الأفريقية، وإنشاء مؤسسات تعليمية حديثة وذات كفاءة عالية للمساعدة في توفير الفرص الإضافية لآلاف الطلاب الأفارقة، الذين لا يجدون مقاعد للدراسة إما بسبب قلة هذه المقاعد أو بسبب عدم قدرتهم على دفع المصاريف الدراسية، مشيراً إلى أن مدارس الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، رحمه الله، التابعة للهيئة، جاءت نموذجاً متكاملاً للمدرسة الحديثة من حيث البناء والتأثيث والمعامل والإدارة المدرسية، وبإشراف كامل من الهيئة لتحقيق رؤيتنا ورسالتنا التعليمية الخيرية.

خبرة ضخمة

وتابع بخصوص أهم نقاط الضعف والقوة في مؤسسات العمل الخيري، أنه مر على العمل الخيري سنوات طويلة، سمحت له أن يحصل على رصيد ضخم من الخبرة التي تبدَّت في اتجاهات عدة، فعلى مستوى الانتشار وجدنا أن نشاط الكيانات الخيرية قد عمَّ أرجاء الوطن، وعلى مستوى التخصص وجدنا تنوعاً كبيراً في مجالات عمل الكيانات الخيرية بين العطاء المباشر ككفالة الأيتام وعون المحتاجين، ودعم ذوي الاحتياجات الخاصة، وعلاج المرضى، وبين العمل التنموي والثقافي والاجتماعي عبر البرامج التوعوية، وبين الدعم العلمي عبر مراكز البحث المتخصصة في العمل الخيري، مبيناً أنه أصبح لدينا رواد ومتخصصون على علم ودراية دقيقة بالعمل الخيري، ولم يعد الأمر اجتهادات وتخمينات ومقاربات، وهؤلاء لهم رؤاهم وتنظيراتهم وعطاؤهم ودراساتهم التي يمكن الرجوع إليها وإليهم كذلك في كل شأن من شؤون العمل الخيري.

 

تقنيات عالية

وذكر أننا أصبحنا نمتلك تقنيات عالية تمكننا من تطوير أفكارنا ووسائلنا بالطريقة التي تجعل وصولنا للجمهور المتلقي أسهل وأيسر وأكثر تأثيراً، ولم تعد التقنية عائقاً في شيء كما كان الحال حين بدأ العمل الخيري منذ عشرات السنين، مشيراً إلى نقاط الضعف وأنه تأخرت الكيانات الخيرية في الانتباه لقيمة الإعلام وتقدير دوره حق قدره، وما زالت بعضها حتى الآن لم تقدره، كما أن ذلك التأخير استغرق وقتاً أطول من الإعلام الخيري واستلزم جهداً أكبر للتأثير، إضافة إلى قلة وعي بعض العاملين في العمل الخيري بقيمة ما يقومون به، والدور الذي يؤدونه، والرسالة التي يقدمونها للمجتمع والوطن، الأمر الذي أصاب العمل الخيري ببعض الوهن.

إحصاءات دقيقة

وتطرق بن غنام إلى افتقار كيانات العمل الخيري لإحصائيات ودراسات دقيقة حول حجم العمل الخيري، وأعداد المنتمين إليها ومتابعيها ومناصريها ومتطوعيها وتصنيفاتهم، إضافة إلى غلبة ثقافة الستر والإخفاء، ولكل ما سبق تطلَّب من الإعلام الخيري تلمُّس طريقه والسعي للحصول على معلومات وإحصائيات تساعده في اختيار الوسيلة المناسبة، وإعداد الرسالة الأسرع وصولاً والأكثر تأثيراً في الجمهور المستهدف.

ولفت إلى خلط بعض كيانات العمل الخيري في أعمالها وعدم تفريقها بين مجالات مواردها والتداخل بينها، ووضع مورد مجالٍ في مجال آخر، وهكذا هذا الخلط يشكك في مصداقية الكيان، ويُفقده ثقة جمهوره به، فإذا حدث هذا من كيانٍ وثانٍ، تنتشر صورة سلبية لا تقف عند هذه الكيانات، وإنما تندرج على كافة كيانات العمل الخيري، الأمر الذي يضعف من دوره وتأثيره وجدواه، إضافة إلى ضعف اهتمام كيانات العمل الخيري بأهمية منصات التواصل الاجتماعي، مما يوجد هوة في التواصل بينها وبين جمهور العمل الخيري.

وصية مهمة

وبين أن خطة الهيئة الاستراتيجية تتمثل في التعليم، بناء على توصية المغفور له بإذن الله راعي الهيئة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، والذي يسيرون على دربه في ضمان تعليم خيري متكافئ للفقراء والأيتام وخاصة في الدول الفقيرة وتحقيق كفاءة متميزة للهيئات التدريسية، وضمان جودة الأداء التعليمي والمؤسسي في بيئات تعليمية آمنة وداعمة ومحفزة، واستقطاب وتأهيل الطلاب للالتحاق بمؤسسات التعليم العالي، وترسيخ معايير الجودة والكفاءة والشفافية، موضحاً أنه ولذلك حققت مدارس الهيئة تميزاً كبيراً في الدول الأفريقية، مما حدا بالاتحاد الأفريقي لتكريم رائد هذه المدارس راعي الهيئة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، رحمه الله، في قمة رؤساء الاتحاد الأفريقي في العاصمة الأثيوبية.

مسيرة طويلة

وشرح أن هيئة آل مكتوم الخيرية بدأت مسيرتها الخيرية ورحلتها في ميادين العمل الإنساني في عام 1997 في دبلن بأيرلندا، من خلال المركز الثقافي الإسلامي، ومركز السلام الثقافي الإسلامي في روتردام بهولندا، واللذان يعتبران نموذجاً للتعايش السلمي، وإشاعة التراحم بين الأمم ونبذ العنف والتطرف بكل صوره ومظاهره، وكذلك نشر ثقافة الحوار الهادف بين أتباع الأديان والثقافات لمواجهة المشكلات وتحقيق السلام بين مكونات المجتمعات الإنسانية وتعزيز جهود المؤسسات الدينية والثقافية في ذلك، حيث كانا بمثابة النواة الطيبة لمسيرة العمل الخيري لهيئة آل مكتوم الخيرية، التي امتدت لتشمل أكثر من 69 بلداً في جميع قارات العالم، مبيناً أن هذه هي رؤيتهم التي تمثل هويتهم المؤسسية في التعليم والمساهمة في سد احتياجات المجتمعات الفقيرة بإنشاء المدارس الحديثة، والاهتمام بأصحاب الهمم من خلال مركز الشيخة ميثاء بنت راشد لأصحاب الهمم التابع للهيئة.

رؤية جديدة

وأفاد بخصوص تحديث الرؤية ونظام الأفكار والمقترحات الجديدة، فإنهم يراجعون دائماً الرؤية والاستراتيجية والعمل على تحديثها دائماً بما يتوافق مع التطورات الجديدة والحديثة، ملتزمين بأعلى المبادئ الأخلاقية، ومتعهدين بالعمل بنزاهة وشفافية بما يحقق العدالة ويعزز الثقة والمصداقية والمساءلة المؤسسية، فيما يعملون بروح الفريق لتنمية روح الابتكار والمبادرة والتميز، وتطبيق أفضل الممارسات العالمية في جميع أعمال الهيئة، وأن تكون قراراتهم وخططهم مستندة إلى أدلة وتحليل.

بيئة العمل

وتطرق إلى أنه بالنسبة للأفكار والمقترحات الجديدة فإن الهيئة تؤمن أن القادة الناجحين ينشئون بيئة عمل تحفز على التفكير، وذلك من خلال مشاركة الخبرات بين أعضاء الفريق بشكل يجعلهم أكثر انفتاحاً للتعلم من بعضهم البعض، وهذا من شأنه تشجيع الحوار المفتوح والإبداع، مبيناً أنه من بين الأفكار الجديدة التي نفذتها الهيئة، معرض الصور الإلكترونية الأول في الدولة في مقر الحرم الجامعي بجامعة زايد بدبي وأبوظبي، والذي ضم أقوى منصات العروض الإلكترونية حول إنجازات الهيئة داخل الدولة وخارجها، خاصة في القارتين الأفريقية والأوروبية، حيث تعرف الزوار على السجل الحافل لخريجي مدارس الهيئة الذين أسهموا في تنمية وتطوير بلادهم ضمن مؤسسات دولهم.

مبادرات نوعية

وتابع أنهم أطلقوا مبادرة «موهبتي» التي تهدف إلى تنمية مواهب أصحاب الهمم والارتقاء بهم ودمجهم في المجتمع، وإزالة المعوقات والعقبات التي تعترض انطلاقهم والتي تتمثل رؤيتها في تمكين ودمج أصحاب الهمم في المجتمع ورسالتها في برامج مدروسة ترمي إلى مراعاة الاحتياجات الخاصة لأصحاب الهمم وأهدافها في تسليط الضوء على مواهب أصحاب الهمم بهدف تأهيلهم ورعاية مواهبهم في مختلف المجالات الثقافية والعلمية والرياضية، ومن الأفكار الإبداعية أيضاً هناك ملتقى «نحن معكم» الذي تقيمه الهيئة سنوياً، ويجمع أصحاب الحرف اليدوية ومنتجات أصحاب الهمم والأسر المتعففة والشباب، لافتاً إلى أن الهيئة تضم عدداً من الكوادر النسائية التي تعمل جنباً إلى جنب ضمن الكادر الوظيفي المتميز.

Email