تعاون بين الإمارات وإسبانيا في مكافحة الإرهاب

ت + ت - الحجم الطبيعي

أصدرت دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة الإسبانية بياناً مشتركاً، مساء أمس، حول زيارة بيدرو سانشيز رئيس حكومة إسبانيا للدولة، فيما يلي نصه:

التقى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بيدرو سانشيز رئيس حكومة إسبانيا، في أبوظبي، بتاريخ 2 فبراير 2022، واتفق الجانبان على إنشاء إطار جديد وطموح للعلاقات الإماراتية الإسبانية، يستند إلى عزم البلدين المشترك على العمل معاً من أجل تحقيق انتعاش حقيقي ومستدام بعد جائحة «كوفيد19»، ومواصلة توسيع نطاق علاقات البلدين الثنائية بما يخدم مصلحة الشعبين المشتركة، والإسهام في تحقيق السلام والازدهار على الصعيدين الإقليمي والعالمي.

وتتمتع دولة الإمارات وإسبانيا بعلاقات متميزة على جميع المستويات، أساسها الروابط التاريخية والثقافية العميقة التي تربط بينهما ويتشاطر كلا البلدين أيضاً التزاماً راسخاً باتباع نهج متعدد الأطراف من أجل إقامة علاقات دولية أكثر تعاوناً وتكاملاً.

وتطلعاً إلى مستقبل العلاقات الثنائية، اتفق الجانبان على تعزيز المشاورات السياسية وإنشاء إطار عمل قوي للاستثمار والتعاون الاقتصادي وزيادة التعاون في قطاعات مثل الصحة والبيئة والطاقة المتجددة والتعاون العلمي والتعليمي والرياضة والثقافة وفتح آفاق جديدة للتعاون في مجالات مثل الأمن السيبراني وانتهاء بالعمل المتعلق بالمناخ والصناعة.

إنجاز

كما قدم رئيس حكومة إسبانيا تهانيه لدولة الإمارات على النجاح المتواصل لمعرض «إكسبو 2020 دبي» في توفير منبر يشجع الحوار العالمي والابتكار في العمل من أجل مستقبل أكثر استدامة.

ويركز الجناح الإسباني في «إكسبو 2020 دبي»، من خلال موضوع «الذكاء من أجل الحياة»، على شواهد التاريخ الإسباني والثقافة والروابط المشتركة مع الحضارة العربية، فضلاً عن الممارسات المستدامة التي اعتمدتها إسبانيا وحفزتها من خلال مشاركتها في المعرض، ويسعى البرنامج الإسباني المتميز إلى تقديم مجموعة من الأحداث الثقافية في معرض «إكسبو 2020 دبي».

وهنأ رئيس وزراء إسبانيا دولة الإمارات بمناسبة الذكرى الخمسين لقيام الاتحاد، واحتفالها مؤخراً بوبيلها الذهبي، وتأتي هذه المناسبة التاريخية لتعكس ما حققته دولة الإمارات خلال السنوات الخمسين الماضية من إنجازات استثنائية في المجالين الاجتماعي والاقتصادي، وبما اكتسبته دولة الإمارات من مكانة بارزة على المستويين الإقليمي والعالمي، بما في ذلك استضافة دولة الإمارات لمعرض «إكسبو 2020 دبي».

أولويات

واتفق الجانبان على مواصلة التعاون للنهوض بالأولويات المشتركة خلال فترة عضوية دولة الإمارات غير الدائمة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعام 2022-2023، وعضوية دولة الإمارات الممتدة لمدة ثلاث سنوات، في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وكذلك نحو الترتيبات القائمة لاستضافة دولة الإمارات لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ الثامن والعشرين في عام 2023.

وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، دور إسبانيا في الاتحاد الأوروبي، ومجموعة العشرين، والأمم المتحدة، وأشاد بالجهود التي تبذلها إسبانيا لتعزيز التعددية الفعالة والتضامن الحقيقي، وإحراز تقدم في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة، فضلاً عن الإسهام في تمكين المرأة والشباب على نطاق عالمي، والدور المهم الذي ستضطلع به إسبانيا في عام 2022 بوصفها البلد المضيف لمؤتمر قمة منظمة حلف شمال الأطلسي في شهر يونيو، فضلاً عن الرئاسة الإسبانية لمجلس الاتحاد الأوروبي في النصف الثاني من عام 2023، وهو ما يعكس القيادة الإسبانية الدولية.

وأثنى سموه على رؤية إسبانيا وقيادتها لتطوير العلاقات الأوروبية مع منطقة المتوسط، ولا سيما باستضافة المنتدى الإقليمي السادس للاتحاد من أجل البحر الأبيض المتوسط والاجتماع الوزاري الثالث للاتحاد الأوروبي ودول جواره الجنوبي بنجاح لافت في مدينة برشلونة.

أشار الجانبان إلى أهمية الجولة المقبلة من المشاورات السياسية، المزمع عقدها في إسبانيا، برئاسة وزيري خارجية البلدين، حيث سيواصل الجانبان الحوار بشأن المسائل العالمية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك بروح من الثقة المتبادلة والتعاون الكامل.

علاقة استثمارية

ويجمع بين دولة الإمارات وإسبانيا علاقة تجارية واستثمارية مهمة، حيث بلغ إجمالي التجارة 2.3 مليار يورو في السنوات الأخيرة، وإجمالي رصيد استثماري ثنائي قدره 7.7 مليارات يورو، مما يعزز الابتكار وفرص العمل والتنمية الاقتصادية في دولة الإمارات وإسبانيا.

وأكد الجانبان مجدداً التزامهما المشترك بمكافحة التطرف والإرهاب بكافة أشكاله وصوره على الصعيدين الإقليمي والدولي، واتفقا على تعميق تعاونهما الثنائي في مكافحة الإرهاب والتطرف والتصدي لتجفيف منابع تمويلهما. وأكد الجانبان مجدداً أن التعاون في مجال الدفاع والأمن يزداد زخماً، كما هو الحال بالنسبة لبرنامج شهادة صلاحية الطائرات للطيران في المستقبل الذي عُهد به إلى الشركة العامة لهندسة أنظمة الدفاع عن إسبانيا (ISDEFE)، وشجعا إجراء المزيد من الاتصالات من أجل التعاون الصناعي المحلي مع أصحاب المصلحة الآخرين المعنيين في كلا البلدين، بما في ذلك مؤشرات التوازن الاقتصادي ومجموعة إيدج للتكنولوجيا المتقدمة EDGE.

دعم الجهود الدولية للحفاظ على السلام

اتفقت الإمارات وإسبانيا على دعم الجهود الدولية للحفاظ على السلام والأمن في المنطقة وحل النزاعات الإقليمية من خلال الحوار، بما في ذلك الجهود لدعم إعادة تنشيط عملية السلام في الشرق الأوسط بما يتماشى مع حل الدولتين، ووفقاً لقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة والاتفاقيات السابقة بين الأطراف المعنية، كما أعرب الجانبان عن أملهما في أن تُسهم الاتفاقات الإبراهيمية في تحقيق السلام الإقليمي وإحداث تغيير إيجابي في منطقة الشرق الأوسط.

وفي هذا السياق، تم التأكيد على أهمية تعزيز قيم السلام والاعتدال والتعايش والتسامح بين الشعوب، والتشديد على ضرورة نبذ كافة أشكال الإرهاب والتطرف والعنف والكراهية والتمييز والتحريض.

بحث الجانبان أيضاً القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك في أفريقيا وحوض البحر الأبيض المتوسط، وجرى تبادل وجهات النظر حول ضرورة الحفاظ على السلام والاستقرار مع الاحترام الكامل لمبادئ الحوار واحترام سيادة واستقلال جميع دول المنطقة، والامتثال للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، وتبادل الجانبان وجهات النظر حول الجهود المشتركة الحالية والمستقبلية للمساهمة في الاستقرار والازدهار في المنطقة، دعماً للأمم المتحدة و المنظمات الإقليمية الأخرى.وفيما يتعلق بمنطقة القرن الأفريقي، أعرب الجانبان عن قلقهما إزاء النزاع الدائر في إثيوبيا ودعمهما لجهود الوساطة التي يقوم بها المبعوث الخاص للاتحاد الأفريقي، أوباسانجو لإيجاد حل سياسي للصراع، أما بالنسبة للسودان فقد أعرب الجانبان عن أملهما في نجاح الفترة الانتقالية من خلال عملية سلام شاملة.

فيما يتعلق باليمن، شجّع الجانبان على إيجاد حل سياسي للأزمة وفقاً لقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة، والالتزام بمواصلة الجهود الإنسانية لتخفيف معاناة الشعب اليمني، وجددا إدانتهما الشديدة للتصعيد الأخير للهجمات الإرهابية التي يشنها الحوثيون ضد المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.

وبشأن برنامج إيران النووي، بحث الجانبان المحادثات الجارية في فيينا وشددا على أهمية إيجاد حل تفاوضي لبرنامج إيران النووي.

Email