يبصر بالقانون

غريب يحفظ الأرقام ويميّز المسؤولين بأصواتهم

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

كثير من أصحاب الهمم لم تمنعهم الإعاقة من النبوغ والتفوق وتحدي واقعهم وكسبوا الرهان وكتبوا قصة نجاح وتربعوا على قمم المجد، محمد غريب الحوسني،موظف الاستقبال ببلدية دبي، الذي تحدى إعاقة البصر، فأبصر بالقانون دراسة وتفوقاً في جامعة الشارقة، وهدفه أن ينال الدكتوراه في مجال تخصصه.

تحد

ويروي الحوسني أنه تحدى الصعاب التي واجهته في الدراسة بالصبر والجلد، فأكمل الثانوية في إحدى مدارس التعليم المسائي التابعة لمؤسسة زايد العليا، وحقق نسبة نجاح 80 %، ما أهله للقبول بكلية القانون بجامعة الشارقة، كما أنه على وشك التخرج، كما يرى بأن أسرته كان لها الفضل الكبير في تميزه الدراسي والاستمرار فيها من خلال تسجيل المحاضرات الدراسية صوتياً، خصوصاً خلال جائحة (كوفيد19)، كما أن مركز الموارد المختص بأصحاب الهمم بالجامعة وفر كل المعينات لتلك الفئة من الطلبة، منها غرف خاصة مزودة بحواسيب ناطقة، إضافة إلى توفير الكتب المخطوطة بطريقه برايل، ما يسر لهم الأمر.

هوايات

ولم يستسلم لإعاقة البصر التي لازمته منذ وقت مبكر من حياته، فيمارس أعماله وهواياته بشكل طبيعي، خصوصاً هواية (كرة الهدف) للمكفوفين والتي يجيدها بحكم أنه لاعب في المنتخب الوطني في ألعاب القوة والجري والوثب الطويل، مدللاً على أن أصحاب الهمم لديهم من العزيمة والإصرار ما يحققون به أحلامهم، بعيداً عن بكاء الحال، فهم لا يقفون عند هذا الحد، وإنما يسعون ويعملون، والأهم من هذا كله يبدعون وبشكل رائع، وينتجون بطريقة تجعلك تبتسم وتفرح وفي الوقت نفسه تبكي على نفسك لعدم إبداعك أو صنع شيء مهم تفيد به نفسك وغيرك.

موظف

الحوسني يعمل موظف استقبال ببلدية دبي، وهو والد لـ 6 من الأبناء ويتميز بسرعة البديهة والحفظ، الأمر الذي مكنه من أداء وظيفته على أكمل وجه من خلال حفظ الأرقام وأسماء المسؤولين عند سماع أصواتهم، فيميز بينهم، كما لفت إلى أن الدولة تعمل على تعزيز وتأمين حقوقهم، وإمكانية حصولهم على الفرص التعليمية نفسها المتوفرة للطلبة الآخرين من غير أصحاب الهمم، بالإضافة إلى توفير معلمين متخصصين في غاية المهارات السلوكية التي تمنحهم الكفاءة لتدريسهم والعناية بهم، وتقدم كل الخدمات والتقنيات المساعدة.

Email