تصرفات خاطئة تعكر جمال رحلات البر

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

رحلات البر والتخييم والسهرات الليلية في أحضان الطبيعة تشكل متنفساً للكثير من العائلات والشباب، لقضاء أجمل الأوقات، خاصة في ظل الأجواء الشتوية المعتدلة في الإمارات، في المقابل لا تخلو هذه الأوقات السعيدة من سلوكيات سلبية، يقوم بها بعض قائدي المركبات والدراجات النارية، ما يحول هذه اللحظات السعيدة إلى لحظات مؤلمة، ينتج عنها فقدان أرواح، وتخريب ممتلكات عامة وقطع أشجار للتدفئة والطهي، وترك مخلفات في الأماكن المرتادة تشوه جمال الطبيعة، وخاصة خلال التخييم. «البيان» تابعت الموضوع، وكانت هذه اللقاءات.

إجراءات رادعة

بداية، شدد العميد أحمد الصم النقبي مدير إدارة المرور والدوريات في شرطة رأس الخيمة على حرص القيادة العامة لشرطة رأس الخيمة على تطبيق الإجراءات الرادعة في جميع مناطق الإمارة، ومنها المناطق البرية الطبيعية، التي تستقبل العائلات خلال فصل الشتاء، للاستمتاع بالأجواء المميزة، وحيث تنتشر الدوريات الشرطية في تلك المناطق، للحد من السلوكيات السلبية، بالإضافة لدورها في نشر التوعية وحماية مرتادي تلك المواقع.

وأكد العميد النقبي أهمية تحمل قائد المركبة أو الدراجات النارية المسؤولية عن تلك التصرفات، وضرورة الالتزام بقوانين المرور والسلامة العامة، وتحمل تبعات وقوع الحوادث، في ظل تنصل شركات التأمين عن تغطية نتائج الحوادث، التي تقع خارج الإطار العام للقوانين، التي أقرتها وزارة الداخلية.

شكاوى

وأضاف: إن القيادة العامة لشرطة رأس الخيمة تعاملت بشكل مباشر مع شكاوى مرتادي المواقع البرية، بفضل انتشار الدوريات الشرطية، وفي مقدمتها الإزعاج بقيادة المركبات والدراجات النارية بالقرب من تواجد العائلات، وتم ضبط وحجز العديد من المركبات غير الملتزمة بقوانين السير والمرور، منوهاً بدور أولياء الأمور في توعية أبنائهم بأهمية احترام المواقع الطبيعية والعائلات، وعدم القيادة بتهور والتي يمكن أن تؤدي إلى وقوع إصابات بين الأشخاص المتواجدين في تلك المواقع، بالإضافة لعدم السماح بتزويد المركبات أو الدراجات، والتي تطلق العنان لقائديها وخاصة فئة المراهقين والشباب.

التباهي

بدوره، أكد الدكتور عادل أحمد كراني استشاري طب نفسي- مركز إسحاق بن عمران الطبي الشارقة: إن فئة الشباب هم أكثر الفئات، الذين يعشقون التباهي وخوض المخاطر بالمركبات، التي لا تصلح لتلك السباقات أو الممارسات، وفي مقدمتها التسابق على الكثبان والتلال الرملية، وعلى الجهات المختصة تنظيم القوانين للحد من تلك الممارسات الخطأ، بالإضافة إلى أن الاستفادة من المناطق البرية الطبيعية تتمتع بها جميع الفئات وليست مخصصة لفئة محددة، تقوم بارتكاب الممارسات التي تزعج العائلات والمتواجدين في تلك المواقع.

وأضاف: على جمعيات النفع العام التعاون مع الجهات المختصة لتنظيم الرياضات، التي تتيح للشباب التنفيس عن طاقتهم مثل ممارسة سباقات المشي أو تسلق الجبال تحت إشراف فرق متخصصة، بالإضافة لدور الإعلام والوسائط الاجتماعية إلقاء الضوء على تلك الرياضات الإيجابية بعيداً عن الممارسات السلبية.

وأوضح الدكتور إبراهيم محمد خير اليوسف رئيس قسم جراحة المخ والأعصاب بمستشفى صقر في رأس الخيمة، إن الممارسات السلبية التي يقوم بها بعض الفئات وخاصة المستهترين تكون عواقبها وخيمة وخاصة على الشخص نفسه، بعد إصابته في حال وقوع حوادث التدهور أو التصادم، ويأتي المصاب برضوض متعددة، تشمل أكثر من مكان في الجسم، وتشمل رضوض الصدر والبطن وكسور الأطراف والعمود الفقري وكسور الجمجمة والنزف الدماغي.

وأوصى اليوسف بعدم السماح للأطفال بقيادة المركبات غير المخصصة للمناطق البرية دون رقابة، وتوعيتهم باتباع تعليمات السلامة متضمنة خوذة الرأس وحزام الأمان وواقيات المفاصل والعظام وخاصة الركبتين والمرفقين، وأخذ كامل الحيطة والابتعاد عن السرعة الزائدة أو المنافسة والسباقات غير المحسوبة، حيث تكون الرمال غير ثابتة، مما يؤدي إلى وقوع انزلاقات بشكل أكثر من الطبيعية وخاصة خلال القيادة بسرعة كبيرة، ما يؤدي إلى التدهور أو الاصطدام بالمركبات الأخرى، وعلى الجهات المختصة حصر تلك المواقع، بحيث تكون معزولة ولا تعرض حياة الآخرين للخطر.

من جهته، أكد خلف سالم بن عنبر مدير عام جمعية الإمارات للتنمية الاجتماعية أن الجمعية حرصت منذ إنشائها على تخصيص برامجها والورش التدريبية لزيادة الوعي بالممارسات الإيجابية، التي تسهم في تنمية مهارات أفراد المجتمع وخاصة الشباب، والحد من السلوكيات الخطأ التي تقوم بها بعض الفئات وخاصة في المناطق البرية الطبيعية وخاصة خلال فصل الشتاء، وإقبال العائلات على تلك المناطق، حيث يكون لتلك السلوكيات تأثيرات سلبية على الحياة البيئية، بالإضافة لمخاطرها على العائلات خلال قضاء أوقاتهم والاستمتاع بالطبيعة بعيداً عن صخب الحياة.

متنفس سياحي

وقالت عائشة سالم الزعابي قيادة تربوية: يجب على أفراد المجتمع أن يكونوا على قدر المسؤولية في حماية المواقع الطبيعية، التي تمثل متنفساً سياحياً للعديد من العائلات، حيث يمثل كل شخص الوجهة المشرفة للإمارات في ظل تعدد الجنسيات المتواجدة بتلك المواقع السياحية، بالإضافة لاحترام ثقافة السياحة الطبيعية، وعدم إزعاج العائلات.

وأشارت إلى أهمية تعاون الجهات المختصة وجمعيات النفع العام والوزارات لتنظيم حملات توعوية، تستهدف جميع فئات المجتمع.

التوعية

وأكد محمد أبو العزم أن متعة رحلات البر والتخييم توفر مساحة للهدوء والراحة بعيداً عن الضوضاء وضجيج السيارات وازدحام الطرق، وتساعد على صفاء الذهن وتأمل الطبيعة خاصة عندما يميل الجو إلى البرودة، حيث يرتفع عدد رحلات البر والتخييم بالأخص في عطلات نهاية الأسبوع، مما يدعو إلى أهمية رفع مستوى التوعية لمرتادي المناطق البرية بالمحافظة على البيئة الصحراوية، فيجب عدم تشويه تلك المناطق الطبيعية بحركة المركبات بطريقة عشوائية أو إلقاء النفايات بالأماكن المخصصة لها أو ترك الأحطاب مشتعلة أو ردمها في الرمال.

وعلى الرغم من قيام الجهات المعنية بتنفيذ برامج توعية بالفعل، ووضع لوحات تعريفية بأماكن رمي النفايات والفحم المشتعل، إلا أن هذه السلبيات لا تزال مستمرة، كما يجب الإشارة إلى عدم إساءة استخدام المركبات في المناطق البرية وإتلاف النباتات البرية أو أثارة الضجيج والضوضاء ونثر الرمال.

 

Email