علماء وأكاديميون لـ«البيان»:

«نوابغ العرب» تخدم الحضارة الإنسانية وتعزّز نهضتها

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

ثمّن علماء عرب وغربيون مبادرة «نوابغ العرب» التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لدعم وتشجيع المبدعين العرب. واعتبر العلماء في تصريحات لـ «البيان»، أنه سيكون لها ثمار كبيرة تستفيد منها المنطقة العربية والأجيال القادمة، الأمر الذي يخدم الحضارة الإنسانية، وأنها ستشكّل محفزاً للعلماء العرب من أجل العطاء والبناء في المستقبل، ما سيسهم مستقبلاً في قيادة النهضة في الدول العربية.

وأعرب العالم العربي الأمريكي، د. نبيل جريس، عن تقديره الكبير لمبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، واهتمامه بالعلماء العرب حول العالم، ويسعده المشاركة فيها، مشيراً إلى أنّ المبادرة سيكون لها ثمار كبيرة تستفيد منها المنطقة العربية والأجيال القادمة، في ظل وجود أعداد كبيرة من العلماء العرب من مختلف التخصصات في دول مختلفة، واستعدادهم لتقديم علمهم وأبحاثهم لخدمة الوطن العربي.

وأكد د. نبيل جريس، أنّ إنجازات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وما حققه من قفزات عملية في مختلف المجالات كان لها كبير الأثر في كامل المنطقة. وأضاف جريس، العالم الدولي في مجال الهندسة المدنية والمتخصص في صناعة الجسور العملاقة من الألياف الكربونية، أنّ ما شهدته دولة الإمارات من زخم ونشاط وخطوات متلاحقة في المجالات التقنية والبحثية والتعليمية، يفوق أحياناً ما يحدث في الولايات المتحدة، فيما يرجع الفضل في ذلك إلى الجهد الكبير الذي يدعمه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد.

ولفت جريس إلى أنّه لمس هذه الإنجازات بنفسه عندما زار إمارة دبي ضمن وفد علماء وخبراء من الولايات المتحدة الأمريكية قبل عدة سنوات، مشيراً إلى أنّه شاهد حجم التطوّر الهائل في مختلف الصعد.

نهضة العرب

من ناحيته قال العالم الأردني أ. د. شاهر المومني، إنّ مبادرة «نوابغ العرب» مبادرة ريادية عالمياً وتركّز على أهم العلوم التي تعد أساساً لتطوير العلوم الأخرى، ومن شأنه توفير حاضنة أفكارهم وأبحاث العلماء العرب وتقديم الدعم لهم، ما سيسهم مستقبلاً في قيادة النهضة في الدول العربية.

وأضاف المومني الذي يعد من أكثر العلماء تأثيراً واستشهاداً بأبحاثهم بحسب تصنيف تومسون رويترز: إن «العلماء العرب الراغبين في تطوير أبحاثهم ودراساتهم، يبحثون عن الدول التي تحتضنهم، ويفضلون دون شك دولة الإمارات على الدول الغربية لعدة أسباب من بينها أنّ الإمارات مهتمة بالعلماء والمبدعين، وتحترم الأفكار الخلاقة وترعاها وتستقطب الكفاءات وتقدم لهم أدوات النجاح حتى يستمروا في العطاء».

من جهته أشاد الباحث في معهد دراسات الفضاء، التابع لأكاديمية العلوم الروسية، والبروفيسور في العلوم التقنية، ناتان إيستمونت، بمبادرة «نوابغ العرب»، واصفاً إياها بالخبر السار لآلاف الباحثين والمبدعين في العالم العربي، كونها تلبي حاجة أصحاب المواهب المميزة، في رعاية وتشجيع أفكارهم العلمية وإنتاجهم الإبداعي.

ورأى أن المبادرة تسهم بشكل كبير في تسهيل وصول مسيرتهم العلمية إلى نتائج خيرة تفيد مستقبل بلدانهم، وتؤمن للعلماء الشباب بشكل خاص فرصة ذهبية لبدء حياة علمية وإبداعية ناجحة، مضيفاً أن «دعم المواهب والأفكار العلمية الخلاقة يعتبر أفضل أشكال الاستثمار في الإنسان، فهو يسرع من وتيرة النمو الشامل والمستدام في جميع مجالات الحياة الاجتماعية، ويرسي أسساً جديدة لمساهمة المبدعين في تطوير مجالات العلوم والصناعة والثقافة».

واعتبر ناتان إيستمونت، أن المبادرة تعكس في أحد أبعادها إرادة الإمارات في إشراك الدول العربية الشقيقة بالمخزون العلمي الذي تراكم لديها وتمثل في تحقيق عدد كبير من الإنجازات العلمية، كالطاقة والفضاء والذكاء الاصطناعي.

بعد أخلاقي

في الأثناء أكد ألكسندر سلوفيانوف، الباحث في المعهد الروسي لأبحاث البيئة وقضايا الاستدامة، على البعد الأخلاقي والعنصر الحضاري في مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، كونها تعطي دفعة قوية لجذب وتحفيز العلماء الشباب الواعدين، وتوظف بشكل خلاق كافة الطاقات الكامنة في رأس المال البشري.

وأضاف أن رصيد المعرفة والمهارات والخبرات العلمية في أي بلد أكثر قيمة من الثروات الطبيعية، ما يجعل من الاستثمار في القدرات الخلاقة لدى الباحثين والعلماء والخبراء العرب أفضل ضمانة لجعل مجتمعاتهم أكثر رخاء وحيوية، لا سيما في ظروف التسارع التكنولوجي وتغير طبيعة العمل.

وشدد على أن مبادرة «نوابغ العرب» تأتي في ظروف يحتاج فيها العالم العربي، أكثر من أي وقت مضى، كما كثير من بلدان العالم، إلى تشكيل «سوق أكاديمي» عابر للحدود، تكون فيه الطاقات الإبداعية الموارد التي لا تنضب، لا سيما في حال تم رعايتها والاهتمام بها وتطويرها.

عميد كلية العلوم من الجامعة الهاشمية، د. خالد أبو التين، أشار إلى أنّ تركيز المبادرة على العلماء باعتبار العلوم أساس وجوهر أي تقدّم وأساس الثورة الصناعية الرابعة، مضيفاً: «إتاحة الفرصة للعلماء والنوابغ تعني ضمنياً وجود انعكاسات إيجابية على الدول العربية هي في أمس الحاجة لهذه المبادرة، طالما كانت دولة الإمارات رائدة في جذب العقول وأصحاب الأفكار الخلاقة، المشروع سيسعى لتوطين الأدمغة العربية والاستفادة من هذه القدرات في البناء والتنمية».

وأوضح أبو التين، أنّ العالم العربي يزخر بالكثير من النوابغ والمفكرين، إلّا أنهم يحتاجون إلى رعاية واهتمام ورؤى ما يضطرهم للتوجّه نحو الغرب ليتبناهم، مشيراً إلى أنّ «نوابغ العرب» مبادرة في غاية الأهمية ومن شأنها إحداث نقلات نوعية في مختلف المجالات.

رؤية استراتيجية

بدوره، ثمّن نائب رئيس جامعة الخليج العربي للشؤون الأكاديمية والبحث العلمي، البروفيسور وهيب الناصر، مبادرة «نوابغ العرب» باعتبارها رؤية استراتيجية، مضيفاً: «معادلة واحدة لآينشتاين غيرت العالم كله، وأخرى غيرت المعادلات النووية، وأخرى تأثير الكهروضوئي والتي طورت الطاقة الشمسية، وكذلك الاتصالات، من مكسويل الذي بدأ بالترددات الكهرومغناطيسية وإلى أين وصل عالم الاتصالات، والتقنيات الكثيرة التي جاءت عن طريق علم الروبوتات، والهواتف والألواح الذكية».

وأوضح أنّ جذب العقول وفق رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، يؤكّد النهج الراسخ لدولة الإمارات في الاهتمام بالعلم والعلماء وخدمة الحضارة الإنسانية، خصوصاً مع الدور الذي تلعبه جامعة محمد بن زايد للإبداع، والذكاء الصناعي والتي تحتضن المواهب والكفاءات وذوي القدرات العالية، مشيراً إلى أنّ الجامعة قدّمت أكثر من ألف بعثة لكل دول العالم خلال فترة معرض إكسبو دبي 2020، ما يؤكد التطور الكبير والقدرات الاستثنائية في الإمارات وعلى مختلف المستويات.

من ناحيته، أوضح رئيس قسم الاقتصاد في الجامعة الأردنية، د. علاء الدين الطراونة، أنّ المبادرة، بمثابة فرصة للعلماء من مختلف الدول العربية وتتيح المجال أمام العلماء الذين يحتاجون الرعاية والتقدير، مضيفاً: «في العالم العربي يوجد العديد من الموهوبين والنوابغ والكفاءات في مجالات مختلفة، وأغلبهم مع الوقت وعدم توفر البيئة الحاضنة لأفكارهم يهاجرون إلى دول تحتضنهم وتوفر لهم الإمكانيات والظروف والأدوات».

وأبان الطراونة، أنّ هجرة الأدمغة العربية تركت آثاراً سلبية كبيرة على العالم العربي، وزادت من الفجوة بين دول العالم العربي والغربي، الأمر الذي يبرز أهمية مثل هذه المبادرات المحفزة للعلماء وأبحاثهم، مضيفاً: «هذه المبادرة الرائدة ليست مستغربة على دولة الإمارات التي تهتم دوماً بالعلماء وبصناعة المستقبل والتخطيط له».

إلى ذلك، أكّد خبير التطوير الإداري، محمد الكويتي، أنّ دولة الإمارات تخطو خطوات جبارة في طريق التطوّر وعلى كافة المستويات، مردفاً: «هنالك إرث زاخر للعبور إلى المستقبل وبناء عهد جديد من العلم والحضارة، والإمارات قادرة على قيادة هذا المسار والنهوض بالعالمين العربي والإسلامي، تمتلك الإمارات الإرادة في التغلب على الصعاب، ومنح الفرص المتجددة للشباب لقيادة التطوّر والتقدّم».

 
Email