«ضوء 1» حمله الصاروخ «فالكون 9» وصممه طلبة من جامعتي خليفة ونيويورك أبوظبي

وصول القمر الاصطناعي الإماراتي البحريني لمحطة الفضاء الدولية

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

وصل القمر الاصطناعي الإماراتي البحريني المشترك «ضوء 1» بنجاح إلى محطة الفضاء الدولية، محمولاً على متن الصاروخ «فالكون 9» الذي انطلق في رحلته الفضائية SpaceX CRS-24 من مركز كينيدي للفضاء في ولاية فلوريدا الأمريكية أمس عند الساعة الثانية وست دقائق ظهراً بتوقيت دولة الإمارات.

ويتوج هذا الوصول الناجح للقمر الاصطناعي «ضوء 1» إلى محطة الفضاء الدولية جهود الشراكة في القطاع الفضائي بين دولة الإمارات ومملكة البحرين، إذ يعد القمر الاصطناعي المشترك ثمرة للتعاون البناء بين وكالة الإمارات للفضاء والهيئة الوطنية لعلوم الفضاء في البحرين ويتكون الفريق الذي عمل على إنجاز تصميم وبناء «ضوء 1» من 23 طالباً جامعياً، من بينهم 9 طلاب بحرينيين يدرسون في جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا في أبوظبي، و10 طلاب إماراتيين من جامعتي خليفة وجامعة نيويورك أبوظبي.

وبعد وصوله بنجاح إلى محطة الفضاء الدولية ضمن الحملة اليابانية، سوف يتم إعادة إطلاق «ضوء 1» إلى مداره الفضائي خلال الربع الأول من العام 2022 بالتعاون مع وكالة الفضاء اليابانية، ليبدأ مهمته العلمية في رصد ودراسة انبعاثات أشعة غاما الأرضية الناتجة عن العواصف الرعدية والسحب الركامية، وستكون البيانات العلمية التي سيجمعها متاحة لأغراض البحوث والدراسات العلمية، ويمكن لهذه البيانات العلمية القيّمة أن تكون مرجعاً لأبحاث مختلفة في المجال نفسه، إضافة إلى إمكانية مشاركة هذه البيانات والتعاون في دراستها مع مراكز أبحاث مختلفة حول العالم.

ثمرة

وأكدت معالي سارة بنت يوسف الأميري وزيرة دولة للتكنولوجيا المتقدمة رئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء أن وصول «ضوء 1» بنجاح إلى محطة الفضاء الدولية يتوج جهود الشراكة في القطاع الفضائي بين دولة الإمارات ومملكة البحرين، إذ إنه ثمرة للتعاون البنّاء بين وكالة الإمارات للفضاء والهيئة الوطنية لعلوم الفضاء في البحرين، ويترجم هذا المشروع الفضائي المشترك عمق العلاقات الثنائية، ومستوى الشراكة الاستراتيجية بينهما في كل المجالات وعلى رأسها قطاع الفضاء.

وقال المهندس كمال بن أحمد محمد، وزير المواصلات والاتصالات رئيس مجلس إدارة الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء بدولة البحرين: «بداية يطيب لي أن أرفع أسمى آيات التهاني وخالص التبريكات لمقام الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين، وإلى الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، وإلى قيادة دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، حفظها الله، بمناسبة اكتمال تنفيذ مشروع القمر الصناعي البحريني الإماراتي المشترك (ضوء 1)، وإطلاقه بنجاح ظهر هذا اليوم إلى محطة الفضاء الدولية، وذلك قبل إعادة إطلاقه إلى مداره الفضائي خلال الربع الأول من العام 2022».

وقالت مارييت ويسترمان، نائب رئيس جامعة نيويورك أبوظبي: «إنه لفخر عظيم أن تشارك جامعة نيويورك أبوظبي في هذا الإنجاز المهم لدولة الإمارات العربية المتحدة، وهو إطلاق القمر الصناعي الإماراتي البحريني «ضوء-1».

لقد عمل فريق العمل من جامعة نيويورك أبوظبي بجد على هذا المشروع على مدى السنين الماضية، فساهم في جهود تصميم المكونات العلمية وتركيبها، كما سيقود عملية تحليل البيانات».

مهارات

من جهته، قال الدكتور عارف سلطان الحمادي، نائب الرئيس التنفيذي في جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا: «يمثل إطلاق «ضوء-1» إنجازاً آخر لدولة الإمارات وجامعة خليفة والشركاء.

تسعى جامعة خليفة لدعم قطاع الفضاء في الدولة وإعداد أجيال من المهندسين من الرواد ممن يتمتعون بالمهارات والخبرات لتطوير التكنولوجيات اللازمة لتحقيق أهداف الدولة في مجال استكشاف الفضاء، حيث يعكس تطوير وإطلاق «ضوء- 1» حرص جامعة خليفة على تعزيز صناعة استكشاف الفضاء في الدولة من خلال برامج الجامعة الأكاديمية المتخصصة».

ويعتبر «ضوء- 1» من الأقمار الاصطناعية متناهية الصغر «النانو مترية»، ولكنه لا يختلف من ناحية التكنولوجيا المستخدمة في تصميمه عن غيره من الأقمار الأكبر، كما أنه من الأقمار المكعبة «كيوبسات» ويتكون من 3 وحدات أو ما يسمى U CubeSat3.

ويحمل «ضوء- 1» على متنه كاشفين مصممين خصيصاً للكشف عن أشعة غاما الأرضية باستخدام نوعين مختلفتين من التكنولوجيا، حيث ستتم المقارنة بين نتائج الكاشفين عند تحليل البيانات ودراستها، وهذا بحد ذاته إنجاز مهم من الناحية العلمية.

كما يستخدم «ضوء 1» تقنية «S-band» كنظام اتصال ثانوي لتحميل البيانات التي يتم تجميعها من أجهزته العلمية، حيث إن هذه البيانات ذات حجم كبير وتحتاج إلى سعة تحميل كبيرة، وبالتالي تتطلب سرعة في النقل.

رصد

وسيقوم «ضوء 1» برصد ودراسة انبعاثات أشعة غاما الأرضية الناتجة عن العواصف الرعدية والسحب الركامية. وتعتبر دراسة وميض أشعة غاما الأرضية من الدراسات الحديثة، والتي يتطلع المشروع مشاركتها على المستوى الدولي.

وتعتبر هذه الدراسة الأولى المتخصصة في دراسة أشعة «غاما» الأرضية بشكل خاص والأحدث في هذا المجال على مستوى العالم، إذ لم يتم سابقاً إجراء أي دراسات من هذا النوع في منطقة الشرق الأوسط، وسيشارك فريق عمل «ضوء 1» الجهود الدولية في هذا الجانب، وستساهم في تعزيز البحث العلمي وأمن الطيران على مستوى العالم.

كما ستتم دراسة تأثير انبعاثات أشعة غاما الأرضية ذات الطاقة العالية على الغلاف الجوي، وعلى حركة الطيران وصحة الإنسان وبالأخص العاملين في طواقم الطيران، لما يميز هذه الأشعة من قدرتها على اختراق هياكل الطائرات، ولذلك ستسهم بيانات «ضوء 1» في التعمق بمجال الأمن العالمي فيما يتعلق بالتسربات الإشعاعية.

ويشار إلى أنه تم استلهام اسم القمر الاصطناعي «ضوء 1» من عنوان كتاب «الضوء الأول» وهو من تأليف الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين، ويحكي الكتاب جوانب مهمة من تاريخ المملكة.

التعاون الفضائي بين الإمارات والبحرين يشهد تطورات متسارعة

أعلنت وكالة الإمارات للفضاء والهيئة الوطنية لعلوم الفضاء - البحرين خلال الإحاطة الإعلامية الافتراضية التي أقيمت أمس قبيل إطلاق القمر الاصطناعي الإماراتي البحريني المشترك «ضوء 1» الانتهاء من كل الاستعدادات للإطلاق.

شارك في الإحاطة عبد الله المرر، رئيس قسم إدارة المشاريع الفضائية في وكالة الإمارات للفضاء وهيام البلوشي رئيس قسم جودة المعايير الفضائية بالإنابة في وكالة الإمارات للفضاء، والمهندس يعقوب القصاب مهندس فضاء بالهيئة الوطنية لعلوم الفضاء، قائد فريق التحكم وتحديد الاتجاه بالقمر الصناعي «ضوء1».

كما شارك في الإحاطة البروفيسور فرانشيسكو أرنيودو أستاذ الفيزياء جامعة نيويورك أبوظبي - مركز الفيزياء الفلكية، الجسيمية، والكوكبية والدكتور فراس جرار، أستاذ مساعد في قسم الهندسة الميكانيكية بجامعة خليفة ومدير مختبر الياه ساتز والمهندسة عائشة الحرم مهندسة فضاء بالهيئة الوطنية لعلوم الفضاء.

وأكد المرر رداً على سؤال «البيان» إن التعاون الفضائي بين دولة الإمارات ومملكة البحرين يشهد تطورات متسارعة بهدف تحقيق طموحات وخطط الدولتين في القطاع الفضائي، وبالإضافة إلى القمر الاصطناعي المشترك «ضوء 1»، تقوم جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا في أبوظبي بتدريب نخبة من منتسبي الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء على تقنيات الفضاء وإشراكهم في تنفيذ مشاريع عدة بما أسهم في تأهيلهم وإكسابهم خبرات في قطاع الفضاء في مملكة البحرين، كما أن مملكة البحرين عضو مؤسس في «المجموعة العربية للتعاون الفضائي»، وهي مبادرة تتبناها دولة الإمارات لتعزيز التعاون الفضائي بين الدول العربية، وتضم في عضويتها 14 دولة وتتخذ من أبوظبي مقراً لها.

Email