عينت الشبكة الوطنية الشاملة للسرطان في الولايات المتحدة الأمريكية البروفيسور حميد بن حرمل الشامسي، وهو رئيس جمعية الإمارات للأورام ومدير خدمات الأورام في مستشفيات برجيل في الإمارات رئيساً للجنة سرطان القولون والمستقيم في الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا، ليكون بذلك أول إماراتي في هذا المنصب.

 وتجدر الإشارة إلى أن الشبكة تعد أحد أهم مراجع علاج السرطان في العالم، والتي تتبع توصياتها مؤسسات عدة حول العالم عن طريق تطبيق بروتوكولاتها في علاج مرضى السرطان للحصول على أفضل النتائج. 

وسيقوم البروفيسور حميد الشامسي بتقييم هذه التوصيات وصوغها مع فريق العمل لتناسب مرضى السرطان في المنطقة العربية. 
ولا سيما أن البروفيسور الشامسي يعد أول إماراتي يحصل على درجة الأستاذية في مجال السرطان والأورام والتي حصل عليها من كلية الطب بجامعة الشارقة في مايو 2021.

وفي هذا الإطار قال البروفيسور حميد بن حرمل الشامسي في حديثه لـ«البيان»: تم تعييني رئيساً للجنة سرطان القولون والمستقيم في الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا، وتحديداً من الشبكة الوطنية الشاملة للسرطان في الولايات المتحدة الأمريكية وذلك بناء على الخبرة العلمية والأكاديمية. كما أنه وبفضل من الله تعالى أنا الطبيب الوحيد من الدولة الحاصل على شهادة تخصصية في مجال سرطان الجهاز الهضمي وسرطان القولون. 

وأضاف: التخصص في سرطان الجهاز الهضمي وسرطان القولون يعد تخصصاً دقيقاً بل معقداً إلى حد ما، ويبقى الهدف من هذا التخصص تقديم أسمى الخدمات الصحية والطبية في الدولة. كما تم نشر العديد من البحوث حول سرطان القولون والمستقيم. واكتشفنا في عام 2016 نوعاً جديداً من أنواع سرطان القولون. وذلك بعد تحليل بيانات الطفرات الجينية لأكثر من 9600 مريض بسرطان القولون في الولايات المتحدة. وأظهرت نتائج البحث نوعاً نادراً من الطفرات الجينية في 2.2% من مجموع المرضى هذه الطفرات الجينية النادره تم تسميتها Non V600 BRAF mutations ويتم التعرف إليها أول مرة وتؤدي لنمو مرض سرطان القولون بشكل بطيء واستجابة مذهلة للعلاج الكيميائي وخاصة في المراحل المتقدمة في المرض إذ معدل حياة المريض بسرطان القولون في المراحل المتقدمة يقدر بـ2 إلى 3 سنوات في حين يصل معدل حياة المريض الذي يحتوي الورم لديه على هذه الطفرات الجينية من 5 إلى 6 وفي بعض الحالات يصل لـ8 سنوات.

وأكد أن الشبكة تعد أحد أهم مراجع علاج السرطان في العالم، والتي يتبع توصياتها مؤسسات عديدة حول العالم عن طريق تطبيق بروتوكولاتها في علاج مرضى السرطان للحصول على أفضل النتائج، وسيقوم البروفيسور حميد الشامسي بتقييم هذه التوصيات وصوغها مع فريق العمل لتناسب مرضى السرطان في المنطقة العربية. مشيراً إلى أن هذه التوصيات ستنصب حول أهمية الفحص المبكر في سرطان القولون والمستقيم، إضافة إلى طرائق تقييم وتشخيص سرطان القولون في مراحله المختلفة، ووضع الخطط العلاجية الكاملة لعلاج سرطان القولون والمستقيم وذلك من خلال علاج جراحي، وإشعاعي، وكيماوي، وعلاجات موجهة بما يخدم المرضى في المنطقة العربية وخاصة أن هناك اختلافات جينية بين مرضى السرطان في المنطقتين العربية والغربية، وتم توضيح ذلك من خلال دراسات تخصصية تم نشرها سابقاً حول هذا الموضوع.

وشدد البروفيسور حميد الشامسي على ضرورة حرص القطاعات المعنية في الدولة ولا سيما الصحية والطبية على نشر البحوث الطبية المتخصصة في المجلات التخصصية العالمية، الأمر الذي من شأنه أن يبرز دور الأطباء الإماراتيين، ويقود حتماً إلى تعاون دولي، والتعرف إلى الخبرات في الدولة ومن ثم منحهم المناصب التي يستحقونها بناءً على خبراتهم واطلاعهم في مجالاتهم الطبية المتخصصة. مشجعاً في الوقت ذاته الأطباء الإماراتيين والعاملين في الدولة على اتخاذ البحث العلمي والدراسات العلمية طريقة لإبراز أعمالهم التي تؤكد تقدم الدولة في مجال علاج السرطان، والقطاع الصحي في الدولة بشكل عام.

ووجه الشامسي شكره للقيادة الرشيدة على دعمها اللامحدود والمستمر لأبناء الوطن في مجالاتهم التخصصية. وأضاف: سنحرص دائماً وأبداً على رد الجميل لوطننا الغالي. وأؤكد أن أبناء دولة الإمارات لديهم مؤهلات استثنائية وقدرة على المنافسة وذلك على المستويات العالمية، ومن خلال تخصصاتهم العلمية النادرة. 

وتابع البروفيسور حميد الشامسي: أوجه التقدير والشكر أيضاً لوالدي، رحمه الله، ووالدتي، حفظها الله، على دعمهما الدائم لي في مسيرتي العلمية والطبية وذلك على مدى سنوات طويلة وماضية. إضافة إلى تفهم زوجتي وأبنائي طبيعة عملي وحرصي على إعداد البحوث الطبية وانشغالي الشديد عنهم.