إطلاق أكبر منظومة من نوعها للنقل البري على مستوى الإمارات بـ50 ملياراً

محمد بن راشد ومحمد بن زايد: «البرنامج الوطني للسكك الحديدية» شريان يرسخ تفوق اقتصادنا

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

بحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة إطلاق «البرنامج الوطني للسكك الحديدية» أكبر منظومة من نوعها للنقل البري على مستوى إمارات الدولة كافة، والهادفة إلى رسم مسار قطاع السكك الحديدية على مستوى الدولة للسنوات والعقود المقبلة، وما يتضمنه ذلك من إطلاق مشاريع سكك حديدية لنقل الركاب مباشرة بين إمارات ومدن الدولة، ومن بينها قطار الاتحاد، الأول من نوعه، الذي يربط بين مختلف مدن ومناطق الإمارات، والذي انطلقت المرحلة الأولى من عملياته التشغيلية في العام 2016، مع فرص التوسع إلى خارج حدود الإمارات.

ويندرج «البرنامج الوطني للسكك الحديدية» تحت مظلة مشاريع الخمسين، أضخم حزمة من المشاريع الاستراتيجية الوطنية الساعية إلى التأسيس لمرحلة جديدة من النمو الداخلي والخارجي للدولة للخمسين عاماً المقبلة، بما يعزز مكانتها إقليمياً ودولياً كمركز عالمي للريادة والتميز، والارتقاء بتنافسيتها في مختلف المجالات، وصولاً إلى تبوؤ أفضل المراتب عالمياً.

وجاء ذلك خلال فعالية خاصة في «إكسبو دبي» لمشاريع الخمسين، بحضور سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، وسمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير المالية، والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، حيث شهدت الفعالية استعراض أهداف البرنامج الوطني للسكك الحديدية، بالإضافة إلى تسليط الضوء على «قطار الاتحاد»، الذي يمتد من الغويفات على الحدود مع المملكة العربية السعودية حتى ميناء الفجيرة على الساحل الشرقي، واستعراض مراحل الإنجاز والتشغيل ضمن الجدول الزمني المحدد.

وفي هذا الخصوص قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: «قطار الاتحاد أكبر مشروع لترسيخ قوة الاتحاد للخمسين عاماً القادمة، وسيربط 11 مدينة ومنطقة من أقصى الإمارات لأقصاها».

وأضاف سموه: «البنية التحتية لدولة الإمارات من بين الأفضل عالمياً، وقطار الاتحاد سيرسخ تفوق الإمارات العالمي في المجال اللوجستي»، لافتاً سموه إلى أن «قطار الاتحاد يتوافق مع السياسة البيئية لدولة الإمارات وسيقلل انبعاثات الكربون بنسبة تتراوح من 70 إلى 80%، وسيدعم جهود الدولة في تحقيق الحياد المناخي».

وفي «تغريدة» نشرها سموه في حسابه عبر «تويتر» أمس جاء فيها: «شهدت اليوم رفقة أخي محمد بن زايد الإعلان عن برنامج الإمارات للسكك الحديدية «قطار الاتحاد» والذي قطع شوطاً كبيراً في التنفيذ، استثمارات المشروع 50 مليار درهم، وعوائده على اقتصادنا الكلي تبلغ 200 مليار درهم. مشروع أجيال بقيادة ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان.

مشروع قطار الاتحاد يمثل روح الاتحاد لأنه يربط مدن الإمارات وموانىء الإمارات بشريان اقتصادي واحد، ويرسخ مبادىء الخمسين بأن الأولوية الوطنية هي الاقتصاد والتنمية وبأن دولة الامارات وجهة اقتصادية واحدة. مشروع نفخر بأن ندخل به الخمسين الجديدة في دولة الامارات، والقادم أجمل وأعظم».

رؤية

ومن جانبه، أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان: «إن البرنامج الوطني للسكك الحديدية يجسد مفهوم التكامل في منظومتنا الاقتصادية من خلال أكبر شراكة بين مؤسسات الدولة على المستويين الاتحادي والمحلي ضمن رؤية تهدف إلى ربط مراكز الصناعة والإنتاج وفتح ممرات تجارية جديدة، وتسهيل حركة السكان، وخلق بيئة عمل وحياة الأكثر تطوراً في المنطقة».

وأضاف سموه: «المشروع الوطني للسكك الحديدية سيسهم في تحقيق نقلة نوعية في منظومة النقل البري، بحيث تكون أكثر كفاءة وفاعلية، بجانب تعزيز منظومتنا الاقتصادية إقليمياً ودولياً بما يجسد المبدأ الثاني من «وثيقة الخمسين» لجهة بناء الاقتصاد الأفضل والأنشط في العالم»، مضيفاً سموه: «البرنامج الوطني للسكك الحديدية سيسهم في تأهيل أجيال جديدة من الكوادر الوطنية القادرة على قيادة قطاع السكك الحديدية في المستقبل من خلال تزويدهم بالمعارف والمهارات العلمية، التي تشكل إضافة نوعية في قاعدة الكفاءات والخبرات لدينا».

وجاء في تدوينة لسموه عبر حسابه في تويتر: «اطلعت وأخي محمد بن راشد على البرنامج الوطني للسكك الحديدية، برنامج بإذن الله سيعزز منظومتنا الاقتصادية ضمن رؤية تهدف إلى ربط مدن الدولة بشبكة نقل أكثر كفاءة وفاعلية وجاهزية لمرحلة الخمسين المقبلة».

تنمية

وإلى ذلك، قال سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي، رئيس مجلس إدارة شركة الاتحاد للقطارات: «إن البرنامج الوطني للسكك الحديدية يعزز النمو الاقتصادي، ويسهم في تحقيق نقلة نوعية في منظومة النقل تكون أكثر كفاءة واستدامة تلبي متطلبات الخمسين القادمة وتواكب التطور المتسارع الذي تشهده الدولة في مختلف المجالات»، لافتاً سموه إلى أن «حرص القيادة الرشيدة على الاستثمار في تأهيل الكفاءات الوطنية من أهم محفزات تطوير البرنامج الوطني للسكك الحديدية. ونسعى من خلال هذه الكفاءات إلى بناء منظومة سكك حديدية ستكون من بين الأكثر تطوراً وتقدماً في العالم».

تأهيل الكوادر الوطنية

وفي هذا السياق، قال المهندس شادي ملك الرئيس التنفيذي لشركة الاتحاد للقطارات: يشرف على مشروع قطار الاتحاد كفاءات وطنية تحمل خبرات استثنائية في قطاع حديث نسبياً للدولة، جمعتها خلال تطوير المرحلتين الأولى والثانية.

وأكد المهندس شادي ملك: سيستمر مشروع قطار الاتحاد في تأهيل الكفاءات الوطنية القادرة على قيادة قطاع السكك الحديدية في المستقبل، وتمكينهم بالمعارف والخبرات والمهارات العلمية الضرورية، والتي يمكنها أيضاً خدمة القطاعات الأخرى.

وأضاف: سيسهم البرنامج الوطني للسكك الحديدية في توفير أكثر من 9000 وظيفة في السكك الحديدية والقطاعات الداعمة بحلول عام 2030. وحول إطلاق خدمات السكك الحديدية للركاب أكد ملك: إن قطار الاتحاد للركاب سيعزز روح التواصل والتكافل بين سكان الدولة من أقصاها إلى أقصاها، حيث سيكون بإمكانهم التنقل بين العاصمة ودبي خلال 50 دقيقة فقط، وبين العاصمة والفجيرة، خلال 100 دقيقة فقط.

ومن ناحيتها، قالت المهندسة خلود المزروعي نائب مدير المشروع في الاتحاد للقطارات: قطار الاتحاد يتكامل مع وسائل النقل الحضرية في الدولة، ويدعم توفير منظومة شاملة للنقل العام، لينقل دولة الإمارات للصدارة في مجال البنية التحتية، ولفتت المزروعي إلى تحقيق العديد من النتائج المبهرة، ومن بينها: العمل على بناء منظومة نقل تشغيلية بالسكك الحديدية من الصفر بالكامل، بالإضافة إلى نقل 30 ألف طن من الكبريت يومياً بدلاً من 5 آلاف عن طريق الشاحنات، الأمر الذي أسهم في احتلال الإمارات مركز الصدارة عالمياً في تصدير الكبريت، كما تم الاستغناء عن 2.5 مليون رحلة بالشاحنات، ما يعني رفع مستوى السلامة على الطرقات وتخفيض تكلفة الصيانة وتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.

خريطة طريق

ويهدف البرنامج الوطني للسكك الحديدية إلى رسم خريطة طريق جديدة في الدولة لنقل البضائع والركاب على متن القطارات، بما يسهم في تطوير منظومة نقل بري مستدامة، وذلك في إطار دعم التنمية الاقتصادية المستدامة في القطاعات البيئة والصناعية والسياحية في الدولة، وبما يعمل على توطيد الروابط بين مختلف إمارات الدولة، وتعزيز منظومة الرفاه المجتمعي.

وسيوفر البرنامج الوطني للسكك الحديدية استثمارات بقيمة 50 مليار درهم، تستهدف 70% منها السوق المحلي، وسيسهم البرنامج الوطني للسكك الحديدية في تقليل ما نسبته 70 إلى 80% من انبعاثات الكربون مقارنة بوسائل النقل الأخرى، بما يدعم جهود الدولة في الحفاظ على البيئة وتحقيق هدفها في الحياد المناخي.

وتتمثل أبرز ملامح البرنامج الوطني للسكك الحديدية في 3 مشاريع استراتيجية؛ الأول: هو خدمات السكك الحديدية للبضائع، والذي يشمل تطوير شبكة «قطار الاتحاد»، ومن أهم ملامح المشروع أنه سيربط 4 موانئ رئيسية، كما سيتضمن بناء 7 مراكز لوجستية في الدولة تخدم مختلف القطارات والأعمال، وسيبلغ حجم النقل 85 مليون طن من البضائع بحلول العام 2040، كما سيقلل تكاليف النقل بما يصل إلى 30%.

ويشمل المشروع الثاني: إطلاق خدمات السكك الحديدية للركاب، حيث سيعمل قطار الركاب على تعزيز روح التواصل بين سكان الدولة من خلال الربط بين 11 مدينة في الدولة من السلع للفجيرة، منطلقاً بسرعة 200 كيلو متر في الساعة، وبحلول العام 2030، سيتيح القطار لأكثر من 36.5 مليون راكب سنوياً فرصة التنقل بين أطراف الدولة، من أقصاها إلى أقصاها.

أما المشروع الثالث فهو خدمة النقل المتكامل والذي سيتضمن إنشاء مركز الابتكار في قطاع النقل، والذي سيعمل على ربط القطارات بشبكات من القطارات الخفيفة وحلول النقل الذكية داخل المدن لتكون بديلاً متكاملاً، يخدم جميع سكان الدولة وزوارها، وإنشاء تطبيقات وحلول ذكية لتخطيط وحجز الرحلات، وتحقيق التكامل بين العمليات اللوجستية وخدمات الموانئ والجمارك، وتقديم حلول لوجستية متكاملة للميل الأول والأخير.

آفاق

ومن خلال البرنامج الوطني للسكك الحديدية سوف يتم تطوير منظومة نقل شاملة ومتكاملة، تفتح آفاقاً تنموية وفرصاً اقتصادية ثمينة، تصل قيمتها إلى 200 مليار درهم؛ حيث سيبلغ مجموع الفوائد المقدرة لتخفيض الانبعاثات الكربونية 21 مليار درهم، كما سيتم توفير 8 مليارات درهم من كلفة صيانة الطرق، بالإضافة إلى تحقيق فوائد سياحية تقدر قيمتها بنحو 23 مليار درهم خلال الـ50 عاماً المقبلة، كما ستبلغ قيمة الفوائد العامة على اقتصاد الدولة 23 مليار درهم.

ويترجم البرنامج الوطني للسكك الحديدية رؤية القيادة الرشيدة، التي وضعت قطاع النقل البري في الدولة في صدارة تطوير البنية التحتية للدولة منذ سنوات التأسيس، ضمن خطط واستراتيجيات عملت على الارتقاء بكفاءة هذا القطاع الحيوي، وتعزيز تنافسيته. ويعزز البرنامج الوطني للسكك الحديدية من البنية التحتية لقطاع النقل عبر تطوير شبكة السكك الحديدية الوطنية، لتكون محوراً أساسياً في الخطط الوطنية للتطوير والتحديث والتخطيط الحضري.

Email