حتا تحتضن الفخر والفرح

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

كل الأنظار اتجهت أمس إلى حتا، تلك المدينة الجميلة، على بعد 90 كيلومتراً من دبي، والتي احتضنت احتفالات الدولة بعيد الاتحاد الخمسين فاتحة ذراعيها للفرح والفخر.

ولعل اختيار مدينة حتا لتكون مقراً للاحتفالات لم يكن من قبيل الصدفة؛ فالمدينة مؤهلة لتكون نقطة جذب سياحية كبيرة، تستقطب ملايين السياح سنوياً، وينتظر أن تشهد قفزة نوعية في استقبال السياح مستقبلاً وخاصة بعد اكتمال مشاريعها السياحية التي تم الإعلان عنها مؤخراً، ما سينعكس إيجاباً على حياة المدينة وسكانها.

هوية المكان

وشكلت احتفالات الدولة بعيد الاتحاد الخمسين في حتا تجسيداً لثقافة وهوية المكان وأهله، ليس في حتا وحدها إنما في الإمارات عموماً، وهو ما أشار إليه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، حين ذكر على حسابه الرسمي في «تويتر» فقال: إن «احتفالات اليوم الوطني.. تمثيل لثقافتنا وهويتنا من كافة أنحاء وطننا».

دلالات

ولعل اختيار حتا لتكون مهد الاحتفالات يحمل من بين دلالته أن كل بقعة من أرض الإمارات غالية وعزيزة وتحظى باهتمام القيادة، وهو المعنى الذي أشار إليه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة حين قال على حسابه الرسمي على «تويتر»: «من ربوع حتا ينطلق هذا العام احتفالنا الرسمي باليوم الوطني الخمسين.. في كل زاوية غالية من زوايا الوطن تشع أفراحنا، وتتجسد آمالنا وطموحاتنا للمضي بثقة وثبات نحو مستقبل أكثر ازدهاراً». فالإمارات من شرقها لغربها لها حضورها وقدسيتها ومكانتها.

رسائل

ولعل من بين الرسائل الكثيرة لاختيار حتا أيضاً هو تاريخ المدينة العريق، وإرثها الذي يمتد إلى أكثر من 3000 عام، ناهيك عما تتمتع به المدينة من موقع استراتيجي كمنطقة حدودية مع سلطنة عمان، وتضاريس جبلية تؤهلها لتلعب دوراً حيوياً جاذباً في استقطاب المزيد من السياح والباحثين عن الطبيعة البكر لقضاء أجمل الأوقات، والتمتع بالجمال الأخاذ، والمياه الوافرة، في مدينة تنبض بالحياة، لما حباها الله به من مناظر خلابة، وبيئة ساحرة، وسدود وبحيرات ووديان، وخدمات ترفيهية تلبي احتياجات الزوار والسائحين. ناهيك عن كون المدينة تقف على مسافة متماثلة بين الإمارات السبع.

خصوصية المدينة ومكانتها لم تكن وليدة اللحظة، فقد كانت في سبعينيات القرن الماضي تحظى برعاية المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، حيث كان رحمه الله تربطه بالمدينة وأهلها وشائج قوية، يزورهم ويتفقد أحوالهم، ويتعرف إلى احتياجاتهم، وقد أفرد للمدينة من وقته وجهده الكثير، وخصها بالعديد من المشاريع للنهوض بها وتلبية لاحتياجات سكانها.

تطوير

ومن أجل هذه الغاية، لم تتوقف عجلة التنمية في حتا، وشهدت المدينة عدداً من المشروعات التنموية والسياحية الكبيرة، فمنذ بداية العام وحده، تم الشروع في تنفيذ 6 مشروعات جديدة. وكشف صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، عن خطة شاملة تشمل إنشاء شاطئ وبحيرة جديدة، وأنظمة نقل للمنحدرات الجبلية مثل القطار الجبلي، وأطول ممشى جبلي في دولة الإمارات، وتعد هذه المشروعات جزءاً من خطة التطوير الرئيسة خلال الـ20 عاماً المقبلة بالمدينة.

وتم اعتماد تصاميم لمشروعات سياحية جديدة في إطار خطة تنموية شاملة لتطوير منطقة برمتها، بحيث تضم تلك المشروعات «قمة دبي الجبلية» و«شلالات حتا المستدامة»، وتم أيضاً السماح لأهل حتا ببناء 200 نزل ستوفر دخلاً سنوياً لمواني المدينة يزيد على 100 مليون درهم.

تعزيز السياحة

وستلعب هذه المشاريع دوراً مهماً في تعزيز السياحة الداخلية، والاستدامة البيئية عبر تسليط الضوء على أهمية المحافظة على البيئة والاستفادة من مصادر الطاقة المتجددة فيها، وتعزيز جودة الحياة بالمدينة.

وإذا كنا قد تحدثنا عن المعالم السياحية والجغرافية والطبيعية الجاذبة للمدينة، فلا يمكن إغفال الحديث عن جبلين يعدان الأشهر في جبال الإمارات، ويحيطان بالمدينة في الحدين الشمالي والجنوبي، ويساهمان في تكوين معالم جغرافية تشمل أحد أبرز السدود في الإمارات، ألا وهو سد حتا، بأجوائه الجاذبة للاسترخاء والذي يتيح للزوار ممارسة الأنشطة المائية والاستمتاع بالأجواء الطبيعية والهواء العليل، كما أن حتا تتصدر قائمة أفضل مناطق التخييم في الإمارات.

القرية التراثية

وللراغبين بالاطلاع بشكل أقرب على تاريخ المدينة، فلا بد لهم من زيارة قرية حتا التراثية، فالقرية تحكي قصة المدينة منذ مئات السنين وخاصة في فترة القلاع والحصون، وكان لافتتاح القرية في عام 2001 أثر بالغ على حركة السياحة بالمدينة، بعد أن عملت الجهات الرسمية على ترميم المنطقة وإعادة بنائها لتصبح متحفاً ومعلماً سياحياً يهدف إلى تعريف الزوار بإرث المنطقة وتاريخها.

وأخيراً، فإن حركة التنمية والتطوير في حتا لا تنتهي، والمشاريع لا تتوقف، فقد تم اعتماد تصميم مشروع قمة دبي الجبلية، والذي يتضمن إنشاء تلفريك بطول 5.4 كيلومترات لنقل السياح من منطقة سد حتا إلى قمة أم النسور في إمارة دبي، بارتفاع يصل إلى 1300 متر عن مستوى سطح البحر. كذلك فإن محمية حتا تعتبر إحدى أجمل المحميات الطبيعية في الإمارات.

 
Email