خلال كلمته في القمة العالمية للصناعة والتصنيع 2021

الطاير: القيادة الرشيدة استشرفت مبكراً التوجهات العالمية في التحول الرقمي

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد معالي مطر محمد الطاير، المدير العام ورئيس مجلس المديرين في هيئة الطرق والمواصلات، أن الرؤية الثاقبة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي (رعاه الله)، استشرفت مبكراً التوجهات  التي يشهدها العالم في التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي، حيث بدأت رحلتها في عام 1999، بإطلاق الحكومة الإلكترونية، وفي عام 2013، أطلق سموه مبادرة دبي الذكية، وهذه الرحلة مستمرة مع خطة دبي الحضرية (دبي 2040)، التي أطُلقت مؤخراً، بهدف الارتقاء بجودة الحياة في إمارة دبي، وتعزيز تنافسيتها العالمية، وتوفير خيارات متعددة للسكان، لتكون دبي المدينة الأفضل للحياة في العالم.
جاء ذلك خلال مشاركة معاليه في الجلسة الرئيسة في القمة العالمية للصناعة والتصنيع في إكسبو 2020 دبي، بحضور عدد من المسؤولين من الهيئات والمؤسسات من داخل الدولة وخارجيها.

مدينة العشرين دقيقة 
وقدم الطاير عرضاً عن إعادة صياغة المدن (إعادة تشكيل التنقل من أجل المجتمع)، أشار فيه أن دورة التطورات التكنولوجية، أصبحت أقصر مع مرور الوقت، وهذا الاتجاه سيتسمر في التسارع كلما تقدمنا نحو المستقبل، وسيكون استخدام وسائل التنقل ذاتي القيادة أمراً شائعاً مثل امتلاك الهواتف الذكية في حاضرنا، وقال خطة (دبي 2040)، ترتكز على التنمية التي تتمحور حول الإنسان، وتعزيز جودة الحياة، واعتماد مفهوم (مدينة العشرين دقيقة)، حيث سيقيم 55٪ من السكان على بعد 800 متر من محطات المترو، وسيتم توفير 80% من احتياجات السكان في مدة لا تتجاوز 20 دقيقة، سيراَ على الأقدام أو باستخدام الدراجة الهوائية، وسترتفع المساحة الإجمالية المخصصة للأنشطة الصناعية والاقتصادية عالية التقنية إلى 168 كيلومتر مربع، أي ما يعادل 25% من إجمالي المساحة الحضرية في دبي بحلول عام 2040، بهدف تعزيز الابتكار وجذب الشركات العالمية والشركات الناشئة، مشيراً إلى أنه انطلاقاً من أهمية البنية التحتية للطرق والمواصلات في التخطيط العمراني، تعكف هيئة الطرق والمواصلات، حالياً على تحديث خطتها الاستراتيجية الرئيسة للنقل، للسنوات العشرين القادمة، بما يتماشى مع خطة دبي الحضرية 2040، وذلك بعد تحديث رؤيتها لتكون (الريادة العالمية في التنقل السهل والمستدام).

مستقبل النقل
وأوضح معالي المدير العام ورئيس مجلس المديرين أن تحقيق مستقبل النقل يعتمد على ثلاث ممكنات رئيسة، هي: أولاً ترقية البنية التحتية للنقل بتقنيات تدعم التوجهات المستقبلية في وسائل المواصلات، مثل مهابط المركبات الجوية ذاتية القيادة، وإضافة أجهزة الاستشعار الذكية، وتحديث مراكز التحكم، وثانياً توفير وسائل تنقل جديدة، ثالثاً تحديث التشريعات لدعم وسائل التنقل المستقبلية مثل المركبات ذاتية القيادة والسكوتر الكهربائي وغيرها، مشيراً إلى أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، افتتح في عام 2017، مركز التحكم الموحد  لأنظمة النقل والطرق، أحد أكبر وأحدث مراكز التحكم في العالم من حيث توظيف التقنيات الذكية، ويربط جميع أنظمة النقل الجماعي التابعة للهيئة، وإدارة الحوادث والأزمات والفعاليات المتعلقة بالنقل والطرق والمرور، وفي عام 2020، افتتح سموه مركز دبي للأنظمة المرورية الذكية، الذي يعد منصة تقنية ورقمية متكاملة، تُوظف فيه تقنيات الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة، وإنترنت الأشياء، ويسهم في رفع نسبة تغطية شبكة الطرق بالأنظمة المرورية الذكية، من 11% إلى 60% حالياً، وترتفع إلى 100% عام 2023، مؤكداً أن مراكز التحكم في الهيئة تقوم بجمع وتحليل 50 مليار سجل بيانات سنوياً، باستخدام منصات البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي، وساعد هذه المعلومات الهيئة، في تخطيط عمليات التنقل الذكي، وتحسين كفاءة النقل، ووضع السيناريوهات المستقبلية لحركة التنقل في دبي.

التنقل ذاتي القيادة
وتطرق معالي مطر محمد الطاير في كلمته، لجهود هيئة الطرق والمواصلات في تنفيذ توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بتحويل 25% من إجمالي الرحلات في دبي إلى رحلات ذاتية القيادة بحلول عام 2030، وقال: رحلة الهيئة في التنقل ذاتي القيادة، بدأت مبكراً وتحديداً في عام 2009، من خلال مترو دبي الذي يعمل ذاتياً دون الحاجة لسائق، وينقل يومياً قرابة 650 ألف راكب، ومؤخراً انتهت الهيئة من تحديد واختيار المواقع المقترحة في دبي، لإنشاء بنية تحتية ذكية تعمل بكامل طاقتها لمراقبة المركبات ذاتية القيادة والتواصل معها بطريقة آمنة، واقتراح الخيارات التقنية التي يمكن استخدامها للاتصال بين المركبات والبنية التحتية التقنية، كما بدأت في إجراء اختبار الروبوتات ذاتية القيادة الخاصة بالخدمات اللوجستية، خلال تحدي دبي العالمي للتنقل ذاتي القيادة، والتشغيل التجريبي للحافلات ذاتية القيادة، كما تعمل الهيئة بالتعاون مع شركات عالمية، على تجربة تشغيل أنماط مختلفة من المركبات ووسائل النقل ذاتية القيادة، تشمل أول تاكسي جوي ذاتي القيادة، ووحدات دبي المعلقة، والسكوتر الكهربائي، موضحاً أن تقنيات التنقل الجديدة والمستقبلية، توجه تحديات متعددة، أهمها الحوادث المحتملة، والأعطال التقنية، وعدم جهوزية البنية التحتية، وصعوبة تقبل الرأي العام لهذه الوسائل.

الشراكة مع القطاع الخاص
وأضاف: عززت الهيئة نطاق الشراكة مع القطاع الخاص، لتقديم خدمات مبتكرة وفرص جديدة، في قطاعي التنقل والتمويل، حيث وقعت اتفاقية مع شركة (جنرال موتورز - كروز) العالمية، لتشغيل مركبات الشركة ذاتية القيادة في تقديم خدمة مركبات الأجرة، والتنقل المشترك عام 2023، لتكون دبي المدينة الأولى عالمياً خارج الولايات المتحدة الأمريكية، التي تشغل مركبات الشركة، كما أسست بالتعاون مع (كريم)، شركة (هلا) للحجز الإلكتروني لمركبات الأجرة، هي الأول من نوعها عالمياً، وساهمت هذه المبادرة في خفض وقت انتظار المتعاملين لمركبات الأجرة بنسبة 70%.

وختم الطاير حديثة بالتأكيد على دور البحث العلمي والتطوير في تعزيز الابتكار في هيئة الطرق والمواصلات، وقال: وفرت الهيئة، مركبات مجهزة بكاميرات رقمية مدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، وتعلم الآلة، قادرة على مسح أكثر من 10000 موقف للمركبات في الساعة، بدقة 99%، واستخدام البيانات الضخمة لتحسين جدولة 45 خطاً لحافلات المواصلات العامة، في الفترة من 2018 إلى 2019، و24 خطاً في 2020، وتوقيع 11 اتفاقية شراكة مع مؤسسات اكاديمية، لدعم ثقافة البحث والتطوير المؤسسي، وتأسيس صندوق مخصص لأبحاث الابتكار، وجائزة للبحث العلمي لموظفي هيئة الطرق والمواصلات.

 

Email