الدولة تشارك العالم الاحتفاء بالتسامح

نهيان بن مبارك: التعايش سلوك مجتمعي في الإمارات

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

شاركت دولة الإمارات العالم، أمس، احتفاءه باليوم العالمي للتسامح، الذي يصادف 16 نوفمبر من كل عام.

وأكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش أن دولة الإمارات، متمثلة بقيادتها الرشيدة وأبنائها، حريصة على نقل رسالتها الإنسانية القائمة على التسامح والسلام إلى العالم، وهي تجسد هذه الرسالة عبر احتضانها للتنوع الإنساني الثقافي والديني على أرضها، مشيراً إلى أن الإمارات نجحت في تحويل مجموعة القيم الأخلاقية التي امتاز بها المجتمع الإماراتي إلى منظور تشريعي وسلوك مجتمعي مستدام.

وأضاف - بالمناسبة: «إن من نعم الله، على هذا الوطن العزيز، أن هيأ له قادة كراماً، يتسمون بالحكمة والشجاعة، والثقة بالنفس، والقدرة على الإنجاز، بل والنظرة الثاقبة للمستقبل - لقد كانت القيادة الرشيدة للوطن، التي بدأت مع المغفور له الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، هي العامل الرئيسي، فيما نراه في الدولة، من تسامح، وتعايش، ورخاء، واستقرار، في ربوع الوطن كله، وفيما نراه كذلك، من المكانة المرموقة للدولة في مجالات التسامح والأخوة الإنسانية، وكذلك مجالات التقدم الاقتصادي والاجتماعي، بين دول العالم أجمع».

وأشار إلى التجربة الناجحة للدولة والممتدة لنحو 50 عاماً من تأسيسها قائمة على أن يكون الوطن دائماً نموذجاً وقدوة في تنمية القيم والمبادئ الإنسانية القائمة على التعايش والتآخي ونبذ كل أشكال التعصب والكراهية.

وقال معاليه: إن الاحتفال باليوم العالمي للتسامح يتزامن هذا العام مع استضافة الإمارات لإكسبو 2020 دبي، وهو ما يشكل فرصة لإظهار ونقل رسالتنا إلى العالم انطلاقاً مع الحدث العالمي وتحقيق التواصل الإيجابي بين شعوب العالم، وتوفير فرص التعاون والعمل المشترك لما فيه الخير للجميع.

وأضاف إن المهرجان السنوي للتسامح والتعايش، الذي تنظمه وزارة التسامح والتعايش احتفاءً بهذا اليوم هو إعلان مهم، بأننا في الإمارات، حريصون كل الحرص، على التعاون التام، مع كل الدول والمنظمات، من أجل نشر التسامح، وبث الأمل والتفاؤل، في العلاقات، بين الأشخاص والطوائف والجماعات، سواء داخل الوطن أم خارجه.

وشاركت الإمارات العالم احتفاله باليوم الدولي للتسامح، حيث حرصت هذا العام على مواكبة هذه المناسبة من خلال فعاليات «المهرجان الوطني للتسامح والتعايش» الذي انطلق بالتزامن مع «أسبوع التسامح والشمولية» في إكسبو 2020 دبي.

وتستضيف الأنشطة الدولية للمهرجان 125 شخصية عالمية بارزة ليقدموا رؤية شاملة ومتنوعة عن مستقبل التسامح العالمي، كما تتضمن الأنشطة إطلاق التحالف العالمي للتسامح اليوم الساعة 11:16 صباحاً.

وتعد الإمارات من الدول السباقة عالمياً في الحث على مبادئ التسامح والتعايش والسلام، حيث كان القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، من أوائل القادة العالميين الذين عملوا على دعم وترسيخ قيم التسامح والتعايش في مجتمعاتهم، وستبقى أفعاله وأقواله في هذا المجال خالدة في تاريخ البشرية.

وعلى نهج الشيخ زايد، رحمه الله، تسير القيادة الرشيدة في الدولة، والتي نجحت في بناء منظومة التشريعات والمبادرات المحلية الداعمة لمبدأ التسامح، فيما واصلت العمل مع المؤسسات والمرجعيات الدينية حول العالم لتعزيز الاتفاقيات والمواثيق الدولية، والتي تضمن نبذ الكراهية.

مؤشرات

وحجزت الإمارات موقعها ضمن قائمة الدول الـ 20 الكبار على مستوى العالم في 8 من مؤشرات للتنافسية الخاصة بالتسامح والتعايش خلال العام 2020، حيث تحتل المرتبة الرابعة في مؤشر التسامح مع الأجانب وفقاً لتقرير مؤشر تنافسية المواهب العالمية الصادر عن كلية إنسياد، والمرتبة الخامسة عالمياً في مؤشر التوجهات نحو العولمة بموجب الكتاب السنوي للتنافسية العالمية، والمرتبة السابعة في مؤشر التماسك الاجتماعي وفقاً للكتاب السنوي للتنافسية العالمية، والحادية عشرة في مؤشر التسامح مع الأقليات بحسب تقرير مؤشر تنافسية المواهب العالمية.

وتمتلك الإمارات مسيرة حافلة من الإنجازات في تدعيم التسامح ونشر قيم التعايش محلياً وعالمياً، حيث أنشأت في عام 2013 «مركز هداية الدولي للتميز في مكافحة التطرف العنيف»، وهو أول مؤسسة بحثية تطبيقية مستقلة داعمة للحوار والبحث والتدريب لمكافحة التطرف، كما أسست في يوليو 2014 «مجلس حكماء المسلمين».

وأصدرت الإمارات في يوليو 2015 مرسوماً بقانون بشأن مكافحة التمييز والكراهية يهدف إلى إثراء التسامح العالمي ومواجهة مظاهر التمييز والعنصرية أياً كانت طبيعتها، واستحدثت في فبراير 2016 وزارة للتسامح لأول مرة في العالم.

وفي 21 يونيو 2017 أصدرت الإمارات قانون تأسيس المعهد الدولي للتسامح، كما تم تأسيس المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة عام 2018، والذي يعمل على تعزيز قيم الاعتدال والحوار والتسامح والانتماء للوطن ونشرها مع نبذ التعصب الديني والكراهية للآخر.

وخصصت الإمارات عام 2019 عاماً للتسامح، وقد شهد ذلك العام اللقاء التاريخي بين فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر رئيس مجلس حكماء المسلمين، وقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، بأبوظبي، والذي صدر عنه «وثيقة الأخوة الإنسانية».

نهج

ترجمت الإمارات نهجها الداعم لنشر قيم التسامح والسلام بإطلاق مجموعة من الجوائز العالمية التي تحتفي بجهود الأفراد والكيانات التي تصب في مصلحة تعزيز التعايش السلمي، وفي هذا الإطار تبرز «جائزة زايد للأخوة الإنسانية» و«جائزة محمد بن راشد للتسامح» و«جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للسلام العالمي» و«جائزة الإمارات العالمية لشعراء السلام».

Email