نهيان بن مبارك: الإمارات نجحت ببناء الإنسان وتزويده بقدرة فهم الحضارات

ت + ت - الحجم الطبيعي

نظمت دار زايد للثقافة الإسلامية أمس منتدى التسامح الخامس وذلك افتراضياً تحت شعار «50 عاماً من التسامح والإنسانية»، والذي انطلق برعاية كريمة من معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش.

وأشار معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان من خلال الكلمة المسجلة لمعاليه خلال افتتاح أعمال المنتدى إلى تجربة الإمارات الناجحة في بناء الإنسان، وتزويده بالقدرة على فهم واحترام الثقافات والحضارات المختلفة، وذلك في إطار من التسامح والأخوة الإنسانية، والابتعاد عن التعصب والتشدد، وأن يكون لديه فهم واضح لهويته الوطنية في هذا العالم المتغير، وإدراك كامل لدوره الحيوي في تشكيل مسيرة الوطن.

وأضاف: «إن تجربتنا الناجحة في الإمارات تؤكد على تنمية قدرة الإنسان، في الحفاظ على تقاليد وتراث المجتمع، وعلى أن يكون أداة مهمة لتعميق دور ومكانة الدولة في تنمية مبادئ السلام والحوار والرخاء في العالم كله».

حضور

الافتتاح حضره الدكتور محمد عتيق الفلاحي رئيس مجلس إدارة دار زايد للثقافة الإسلامية، وضرار بالهول الفلاسي عضو المجلس الوطني الاتحادي، مدير عام مؤسسة وطني الإمارات، والدكتور محمد مطر الكعبي رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، ومحمد جلال الريسي مدير عام وكالة أنباء الإمارات، وأعضاء مجلس إدارة دار زايد للثقافة الإسلامية، ومدراء العموم في القطاع الاجتماعي في أبوظبي. وبمشاركة نخبة من الباحثين والأكاديميين المختصين في مجالات التسامح والعمل الإنساني.

وقال معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان «إن الرؤية الحكيمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة للمبادئ التي تحكم مسيرة الوطن تقدم بشكل جيد وصفاً مهماً لمنهج الإمارات في التعامل مع كل التحديات، هذا المنهج الذي يتألف من ثلاثة عناصر أساسية تتمثل في الرؤية الواضحة لحاضر ومستقبل الدولة .

والتي تحدد أهدافها العليا، وتشكل موجهات العمل الوطني، وهي رؤية تدعمها قيادة حكيمة وشعب معطاء، أما العنصر الثاني فهو قدرات الإنسان والقيم والخصائص التي يتزود بها أبناء وبنات الإمارات وتجعلهم قادرين على الأداء المتميز والإنجاز المتواصل، أما العنصر الثالث فهو المناخ العام في المجتمع الذي يحتفي بالقيم الإنسانية، ويشجع على الريادة والمبادرة، ويدفع إلى التعلم المستمر، والتأقلم مع كافة تحديات الحاضر وتطورات المستقبل.

وختم الشيخ نهيان بن مبارك إن تجربتنا الناجحة في الإمارات تؤكد أهمية أن يتكاتف الجميع من أجل أن يكون الوطن دائماً نموذجاً وقدوة في تنشئة أجيال المستقبل، وتمكينهم من الإسهام الكامل في مسيرة المجتمع».

مثال

ويهدف المنتدى إلى تقديم النموذج الإماراتي كمثال عالمي للتسامح والتعايش في الذكرى الخمسين للاتحاد، وتعزيز العمل الإنساني لما له من دور أساسي في ترسيخ قيم التسامح والتأكيد من خلال هذا المنتدى على أهمية استشراف الفرص المستقبلية لضمان استدامة التسامح وتقبل التعدد الثقافي.

وتحدث معالي زكي أنور نسيبة المستشار الثقافي لصاحب السمو رئيس الدولة، الرئيس الأعلى للجامعة في محور المنتدى الخاص حول التسامح والإنسانية إرث مشترك وقال: «لقد غرس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أسس العمل الإنساني في دولة الإمارات لإيمانه اليقين بقيم الخير والعطاء.

ومن خلال مبادئ الشيخ زايد نالت الإمارات مكانة رفيعة وسمعة كبيرة يتحدث عنها العالم والتي تتمثل في تخفيف معاناة الآخرين وإسعادهم على المستوى العالمي.

وهذا ما حرصت القيادة الرشيدة على إكمال هذا النهج السامي إلى يومنا هذا. الأمر الذي أهلَ الإمارات بأن تكون عاصمة عالمية للتسامح، متقبلة لشتى الثقافات والديانات والأجناس والجنسيات والأعراق، وتنبذ في الوقت ذاته التطرف.

كما تحدث الدكتور علي راشد النعيمي رئيس المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة في محور استشراف المستقبل في ظلّ استدامة التسامح وقال:»تتمثل رؤية دولة الإمارات في منظومة التسامح والتعايش بأنها فريضة شرعية وضرورة وطنية وواجب إنساني. وأريد التنويه أيضاً إلى أن هناك أيضاً استدامة في القيم ومنها ما يتعلق بالتسامح والتعايش والتي يجب المحافظة عليها من خلال ممارسات وسلوكيات نفخر ونعتز بها، ونتعامل بجدية مع مهددات هذه المنظومة«.

وأضاف:»وعملت دولة الإمارات على استشراف المستقبل، وما يجب أن تكون الإمارات عليه خلال الخمسين القادمة. كما يتحتم على كل المؤسسات بأن تبني رؤيتها ومنظومة قيمها بناء على مبادئ الخمسين القادمة«.

فرص

وقالت الدكتورة نضال محمد الطنيجي مدير عام الدار: يأتي المنتدى هذا العام تحت شعار»خمسون عاماً من التسامح والإنسانية«وذلك انسجاماً مع استعدادات دولة الإمارات للاحتفال بيوبيلها الذهبي في الذكرى الخمسين لقيام الاتّحاد، حيث شكّلت الدّولة منذ قيامها نموذجاً لفلسفة التعايش السلمي والتسامح بين البشر.

ويهدف إلى تعميق قيم التسامح والحوار الحضاري كإرث إنساني مشترك وتقديم النموذج الإماراتي كمثال عالمي للتسامح والتعايش في الذكرى الخمسين للاتحاد، وتعزيز العمل الإنساني لما له من دور أساسي في ترسيخ قيم التسامح، وإبراز دور التسامح في تحقيق التنمية في مختلف المجالات والتأكيد من خلال هذا المنتدى على أهمية استشراف الفرص المستقبلية لضمان استدامة التسامح وتقبل التعدد الثقافي.

مسيرة

كما تحدث سلطان محمد الشامسي مساعد وزير الخارجية لشؤون التنمية الدولية في محور الإنسان والتسامح محور التنمية في الإمارات وقال:

»إن المساعدات الإنسانية الخارجية لدولة الإمارات هي جزء لا يتجزأ من مسيرتها والتزامها الأخلاقي تجاه الشعوب الأقل حظاً، لاسيما وأن المساعدات تهدف إلى تعزيز السلام والازدهار العالمي وبناء علاقات قوية مع الشعوب الأخرى، حيث وصلت مساعدات الإمارات إلى 195 دولة، وليس هذا فحسب إذ أصبحت الإمارات تضم أكثر من 45 مؤسسة مشاركة في مجال المساعدات التنموية والإنسانية«.

محور

تحدث سعيد العطر الأمين العام المساعد بمؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية في محور دور العمل الإنساني في تعزيز قيم التسامح وقال:»يعتبر التسامح والعمل الإنساني في دولة الإمارات قرينين ووجهين لعملة واحدة. وقد كان من أهم الممارسات التي أرساها المؤسسون الأوائل، رحمهم الله، قيمة العطاء والكرم والتسامح خلال الخمسين عاماً الماضية.

وأضاف: «ندرك أن الإمارات قد وصلت إلى مرحلة أصبح فيها العمل الإنساني جزءاً لا يتجزأ من العمل الحكومي وثقافة العمل الإنساني التي تربط بين قيمة التسامح والعمل الإنساني».

 
Email