مطر الطاير خلال الكلمة الرئيسة للمؤتمر العالمي للاتحاد الدولي للطرق:

210 مليارات درهم وفرتها مشاريع البنية التحتية للطرق والنقل في دبي خلال 15 عاماً

ت + ت - الحجم الطبيعي

كشف معالي مطر محمد الطاير المدير العام ورئيس مجلس المديرين في هيئة الطرق والمواصلات في دبي، أن الاستثمارات الضخمة لحكومة دبي في تطوير البنية التحتية لقطاعي الطرق والنقل، أسهمت في توفير قرابة 210 مليارات درهم من قيمة الوقت والوقود المهدرين، بسبب الازدحامات المرورية، خلال الفترة من 2006 إلى 2020، وفي المقابل بلغ إجمالي حجم الاستثمار لتطوير الطرق والنقل، خلال الفترة نفسها أكثر من 140 مليار درهم جاء ذلك في الكلمة الرئيسة للمؤتمر العالمي للاتحاد الدولي للطرق، التي كانت بعنوان: (طرق المستقبل: مسار دبي إلى التنقل المستدام)، بحضور عدد المسؤولين وممثلي الهيئات والمؤسسات.

أرقام وإنجازات

وقدم الطاير عرضاً عن عناصر التميز في إدارة مشاريع البنية التحتية التي تعد أحد أهم محاور التنمية الشاملة والمحرك الرئيس للاقتصاد، وقال: أنجزت الهيئة بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، ومتابعة سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، وسمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير المالية، حزمة واسعة من المشاريع الضخمة في فترة قياسية، أهمها مشروع مترو دبي الذي أنجز في أربع سنوات فقط، ومشروع قناة دبي المائية في أقل من ثلاث سنوات، ومضاعفة طول شبكة الطرق من 8,715 مسرباً ـ كيلومتر عام 2006 إلى 18,255 مسرباً ـ كيلومتر عام 2020، ومضاعفة عدد جسور وأنفاق المركبات إلى خمسة أضعاف، من 129 جسراً ونفقاً عام 2006 إلى 844 جسراً ونفقاً 2020، وكذلك مضاعفة عدد جسور وأنفاق المشاة إلى أربعة أضعاف، حيث ارتفع العدد من 26 جسراً ونفقاً للمشاة إلى 125 جسراً ونفقاً خلال الفترة نفسها، وزاد طول شبكة المسارات الخاصة بالدراجات الهوائية من 9 كيلومترات عام 2006 إلى 463 كيلومتراً عام 2020، ويتوقع أن يصل إلى 668 كيلومتراً بحلول عام 2025، مؤكداً أن المشاريع التي نفذتها الهيئة، عززت من التنافسية العالمية لدولة الإمارات العربية المتحدة، وحصولها على المركز الأول عالمياً في جودة الطرق، لمدة 5 سنوات متتالية، كما أسهمت جهود الهيئة بالتعاون مع القيادة العامة لشرطة دبي، في خفض وفيات حوادث الطرق من حوالي 22 حالة وفاة، لكل 100 ألف عام 2006، إلى 1.8 حالة عام 2020، وخفض وفيات حوادث المشاة من 9.5 وفيات لكل 100 ألف من السكان عام 2007، إلى 0.5 وفاة عام 2020.

استدامة بيئية

وأضاف: تعد الاستدامة البيئية محوراً رئيساً في أجندة حكومة دولة الإمارات، وهي أول حكومة في المنطقة، تؤكد التزامها بتنفيذ استراتيجية الحياد المناخي 2050، ويتسبب قطاع النقل بنسبة 22% من الانبعاثات الكربونية على مستوى العالم، ودعماً لجهود الدولة في الحفاظ على البيئة، حدثت هيئة الطرق والمواصلات رؤيتها، لتنسجم مع التوجهات المستقبلية لإمارة دبي، لتصبح: (الريادة العالمية في التنقل السهل والمستدام)، وتعد الاستدامة جزءاً مهماً من استراتيجيات ومبادرات الهيئة، التي أطلقت عدداً من الاستراتيجيات والمبادرات للحفاظ على البيئة، وتقليل البصمة الكربونية لقطاع النقل، ووضعت الهيئة خريطة طريق، لتحقيق صفر انبعاثات كربونية في وسائل المواصلات العامة، بحلول عام 2050، وأسهمت مبادرات الهيئة في خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بمقدار 400 ألف طن عام 2020.

وتطرق معاليه في كلمته، لجهود حكومة دبي في التنمية الحضرية المستدامة، حيث أطلقت دبي خطتها الحضرية (دبي 2040)، التي ترتكز على التنمية التي تتمحور حول الإنسان، وتعزيز جودة الحياة، وجعل دبي المدينة الأفضل للحياة في العالم، ووفقاً للخطة، حيث سيقيم 55% من السكان على بعد 800 متر من محطات المترو، وسيكون بمقدور 80% من السكان الوصول للخدمات العامة الأساسية، في مدة لا تتجاوز 20 دقيقة، سيراً على الأقدام أو باستخدام الدراجة الهوائية، وستكون 60% من إجمالي مساحة الإمارة محميات طبيعية ومناطق ريفية.

مشاريع عملاقة

وتطرق معالي مطر الطاير في كلمته، لدور الهيئة في تبني نهج الابتكار في التعامل مع التحديات، في تصميم وتنفيذ المشاريع العملاقة، وإنجازها وفقاً للبرنامج الزمني المعتمد، وأهمها مشروع مترو دبي، الذي نفذ في أربع سنوات، ومشروع قناة دبي المائية، الذي اكتمل رغم التحديات المعقدة، مثل مرور مسار القناة عبر ثلاثة شوارع رئيسة، بإجمالي 28 مساراً .

شريك رئيس

وقال معاليه: تعد هيئة الطرق والمواصلات شريكاً رئيساً في تنفيذ مبادرة المدينة الذكية، لتحويل دبي إلى المدينة الأذكى والأسعد عالمياً، حيث تقود الهيئة محور التنقل الذكي، ونفذت حزمة واسعة من المشاريع الداعمة للتحول الرقمي، واستراتيجية الذكاء الاصطناعي، وأحدثها مركز دبي للأنظمة المرورية الذكية في البرشاء، الذي يعد من أحدث مراكز التحكم المروري في العالم، من حيث توظيف التقنيات الذكية، وهو ركيزة أساسية في استراتيجية السلامة المرورية، وإدارة الحركة المرورية في شبكة الطرق بالإمارة، كما يعد منصة تقنية ورقمية متكاملة، يجري فيها توظيف تقنيات متقدمة، مثل الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة وإنترنت الأشياء، إضافة إلى توفر أحدث أنظمة الاتصالات، التي ربطت جميع التقاطعات المرورية المحكومة بإشارات ضوئية بالمركز، وأسهم المركز في رفع نسبة تغطية شبكة الطرق بالأنظمة المرورية الذكية، من 11% إلى 60%، وترتفع إلى 100% عام 2023، وخفض الحوادث المميتة بنسبة 42%، وتقليل زمن التأخير عند التقاطعات بنسبة 25%، مشيراً إلى أن الهيئة تدير 190 ألف موقف خاضع للتعرفة، باستخدام نظام مركز متكامل لإدارة المواقف، ووفرت مركبات مجهزة بكاميرات رقمية مدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، وتعلم الآلة، قادرة على مسح أكثر من 10000 موقف للمركبات في الساعة، بدقة 99%، وإصدار تذاكر المخالفات آلياً.

جهود

واستعرض معالي مطر محمد الطاير في كلمته، جهود الهيئة في تنفيذ توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بتحويل 25% من إجمالي الرحلات في دبي إلى رحلات ذاتية القيادة بحلول عام 2030، وقال: تختلف هذه الاستراتيجية عن الاستراتيجيات الأخرى، في أنها تغطي جميع وسائل النقل الجماعي والخاصة، مثل القطارات والحافلات ووسائل النقل البحري ومركبات الأجرة، إضافة إلى المركبات الخاصة، بينما تركز كثير من المدن على عدد محدود من الوسائل، مشيراً إلى أن الهيئة، وقعت اتفاقية مع شركة (جنرال موتورز - كروز) العالمية، لتشغيل مركبات الشركة ذاتية القيادة في تقديم خدمة مركبات الأجرة، والتنقل المشترك عام 2023، لتكون دبي المدينة الأولى عالمياً خارج الولايات المتحدة الأمريكية، التي تشغل مركبات الشركة.

آمال

من جانبه قال اللورد فيليب هاموند، وزير المالية السابق في المملكة المتحدة خلال مشاركته في الجلسة الحوارية الصباحية والتي شارك فيها مارك بوريس أندريانيتش، وزير التحوّل الرقمي في جمهورية سلوفينيا والدكتورة أماني أبوزيد، مفوّض البنية التحتية والطاقة في الاتحاد الأفريقي عن البصمة الكربونية الهائلة في العالم وتأثيرها الكبير على الحياة ككل، إلا أنه أكّد على الأنباء السارة، ألا وهي التكنولوجيا الحديثة وما تحمله من آمال للبشرية في الحد من التأثير الكربوني على الأرض وهذه التكنولوجيا تتمثل في المركبات الكهربائية والذكاء الاصطناعي والتطبيقات الذكية وإنترنت الأشياء بالإضافة إلى المشاركة الحكومية القوية في هذا المجال.

حياد كربوني

وقد عَبّرَ مارك بوريس أندريانيتش وزير التحول الرقمي في جمهورية سلوفينيا في بداية حديثه عن شغفه بمحاور مثل: الاستدامة والمركبات الكهربائية والمركبات ذاتية القيادة ومشاركة المركبات (Shared Mobility). كما تناول في مَعرِضِ حديثه كذلك أنه بحلول العام 2035 لن يتم بيع أي مركبة غير كهربائية في القارة الأوروبية وستصل القارة العجوز إلى الحياد الكربوني بحلول العام 2050.

تكامل

أما الدكتورة أماني أبوزيد، مفوّض البنية التحتية والطاقة في الاتحاد الأفريقي، فقد استهلت كلمتها بالتأكيد على سعي دول الاتحاد الأفريقي على تحقيق التكامل في أنظمة النقل والابتكار في تطوير شبكات المواصلات العامة هناك. وقالت أبوزيد: «تعمل القارة السمراء على تطوير برنامج لمدة (10) سنوات في مجال المواصلات العامة والطاقة والتحوّل الرقمي وتحقيق الاستدامة في جميع محاوره».

Email