السياحة في دبي.. أرقام تترجم إنجازات

ت + ت - الحجم الطبيعي

وضع القرار الحكومي بدمج «اقتصادية دبي» و«دائرة السياحة والتسويق التجاري» لتصبحا «دائرة الاقتصاد والسياحة بدبي»، عدداً من الأهداف التي تسعى دبي إلى بلوغها خلال المرحلة المقبلة، ترتكز في الأساس على قطاعي السياحة والتجارة.

وعلى الرغم من الأرقام الكبيرة التي حددها القرار، إلى أن تاريخ دبي الحافل بالإنجازات يؤهلها لبلوغ تلك الأهداف وأبرزها: زيادة نسبة استقطاب السياح 40% ما يعادل 25 مليون سائح بحلول 2025.

وقد نجحت دبي في ترسيخ مكانتها على خارطة السياحة العالمية وفي اختصار الزمن لتصبح خلال سنوات قليلة وجهة سياحية تزاحم أعرق العواصم العالمية على تصدر مؤشرات السياحة العالمية، وباتت خلال فترة زمنية قصيرة نموذجاً عالمياً للعديد من المدن التي ترغب في تطوير برامجها السياحية، وفي زيادة مساهمة القطاع السياحي في اقتصادياتها الوطنية.

نمو

وتعد الأرقام خير دليل على تلك النجاحات التي حققتها دبي وتلخص حركة التطور والنمو الذي شهدها القطاع السياحي، حيث تمكنت خلال 10 سنوات من مضاعفة عدد الزوار من 7.58 ملايين زائر في عام 2009 إلى 16.76 مليون زائر بنهاية عام 2019، الأمر الذي يعتبر إنجازاً تاريخياً لأي وجهة سياحية، خاصة وأن هذا النمو رافقه تطور في البنية التحتية، لاسيما في قطاع الفنادق والمطارات وشركات الطيران والمدن الترفيهية التي تعتبر مرتكزات أساسية لنمو أي قطاع سياحي.

وحقق قطاع السياحة في دبي نمواً ملحوظاً بنسبة 5.1% في عام 2019، حيث رحّبت الإمارة بأكثر من 16.73 مليون زائر دولي، وذلك بالمقارنة مع الفترة ذاتها من عام 2018، لتتجاوز بذلك معدّل نمو السياحة العالمية الذي توقعته منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة بأكثر من 1%.

استراتيجية

ويتماشى هذا النمو مع استراتيجية دبي السياحية 2022 - 2025، حيث تعكس آخر الإحصاءات الصادرة عن دائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي «دبي للسياحة» الإنجازات الاستثنائية لقطاع السياحة في العقد الماضي.

وكانت المدينة قد حافظت على مركزها الرابع كأكثر المدن العالمية زيارة، للسنة الخامسة على التوالي، بحسب مؤشر ماستركارد للمدن العالمية المقصودة بالزيارة لعام 2019. كما أنها اكتسبت شهرة واسعة باعتبارها وجهة مفضّلة للزيارة لمختلف الشرائح من المسافرين الدوليين الجدد.

وكان عام 2019 متميزاً، ليس فقط في العدد القياسي للزوار الذين استقبلتهم المدينة، وإنما في تعزيز دور قطاع السياحة كأحد المحرّكات الرئيسة للنمو الاقتصادي، والذي يتضح من خلال مساهمته في إجمالي الناتج المحلي لاقتصاد دبي بنسبة 11.5%، وهو ما يجعل الإمارة من بين المدن العشر الأولى في العالم لجهة مساهمة السياحة في إجمالي الناتج المحلي.

تجربة فريدة

وقد فرضت تجربة دبي السياحية نفسها عالمياً، خاصة أنها نجحت في تجاوز العديد من العقبات والتحديات التي فرضتها الظروف غير المستقرة في بعض الوجهات الإقليمية التي كانت من الأسواق السياحية المهمة بالنسبة لها، وحتى في ظروف الأزمة المالية العالمية تمكنت الإمارة من تسجيل مستويات نمو إيجابية في الوقت التي كانت تعاني فيه العديد من الدول من التراجع في التدفقات السياحية.

ووضعت تلك النجاحات أساساً قوياً لمستقبل أكثر ازدهاراً، حيث توقع مجلس السياحة والسفر العالمي أن ترتفع مساهمة السياحة والسفر في ناتج دبي إلى 20.9 مليار دولار (76.9 مليار درهم) حتى عام 2026، بنسبة نمو تصل إلى 6.3% ليوفر القطاع أكثر من 223 ألف وظيفة بحلول هذه الفترة.

5 عناصر

ويمتلك القطاع السياحي في دبي 5 عناصر من شأنها تعزيز تدفق الاستثمارات السياحية إلى الإمارة، لاسيما في ظل النجاحات المتواصلة التي يحققها القطاع سنوياً. ويشكل الأمن الذي تتمتع به الدولة أهم العناصر الجاذبة للاستثمار في القطاع السياحي وفي مختلف القطاعات. ويتمثل العنصر الثاني في المبادرات والمشاريع الحكومية التي تتصدر المحفزات الاستثمارية في القطاع السياحي، خاصة بعد قيام الجهات الحكومية بإطلاق مشاريع سياحية عملاقة بمستويات عالمية.

ويعتبر الاستثمار الجاري في تطوير البنية التحتية في مطارات الدولة العنصر الثالث الذي يضاف إلى العناصر المساعدة على جذب الاستثمار السياحي، وشكل الهامش الربحي على المشاريع الفندقية والسياحية عنصراً آخر يضاف إلى العناصر المحفزة للاستثمار السياحي، خاصة أن الهامش الربحي وصل إلى 15% بحسب تقارير عالمية متخصصة في القطاع. أما العنصر الخامس فيتمثل في سهولة الإجراءات واستخراج التراخيص المطلوبة التي تلعب دوراً مهماً في جذب الاستثمارات الجديدة وتعزيز الاستثمارات الموجودة.

Email