أحمد الصايغ: الدبلوماسية الاقتصادية الإماراتية متوازنة وفعالة

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

قال معالي أحمد بن علي محمد الصايغ وزير دولة: إن دول العالم على مر السنوات والعقود الماضية بدأت في تبني نماذجها الخاصة للدبلوماسية الاقتصادية، بهدف رسم الإطار الناظم لتفاعل السياسة الخارجية مع المصالح الاقتصادية، وقد أسهم في تحديد النموذج المناسب لكل دولة خصائصها من حيث المساحة والاقتصاد والسكان والقدرات التكنولوجية والعسكرية، كما أسهمت في ذلك طبيعة الفلسفة الاقتصادية والسياسية لهذه الدول، فمنها من تطرف في تغليب السياسة على الاقتصاد، عبر منح الأولوية للتوسع والتسلح على حساب رفاه الشعوب، ومنها من اتجه كلياً نحو الاقتصاد، مع غياب سياسة خارجية فاعلة على الأغلب.

وأضاف معاليه في مقال له تحت عنوان «مستقبل الدبلوماسية الاقتصادية.. كيف تراه؟»: إنه في دولة الإمارات، تبنت القيادة العليا، بحكمتها المعهودة، منذ تأسيس الاتحاد، نموذجاً متوازناً وفعالاً للدبلوماسية الاقتصادية، تم من خلاله بناء التأثير السياسي والاقتصادي للدولة بشكلٍ متوازٍ، يراعي تعزيز دورها الإقليمي والدولي، ويحافظ على مصالحها الاستراتيجية سياسياً واقتصادياً.

وأشار إلى أن دولة الإمارات تمكنت بفضل تجربتها الاقتصادية الناجحة- التي حولتها خلال عقود معدودة إلى مركز تجاري واستثماري عالمي- من لعب دور إقليمي ودولي، يتجاوز مساحتها وبناءها الديموغرافي، لتصبح رقماً صعباً في المنطقة والعالم، وصولاً إلى تبوؤ الصدارة في العديد من مؤشرات التنافسية والتجارة والاستثمار، ومبادرات إرساء السلام والازدهار، والشراكات الاستراتيجية.

ولفت إلى أن دولة الإمارات أدركت عبر تجربتها الاستثنائية، أهمية الدبلوماسية الاقتصادية في تحقيق أهدافها الاستراتيجية، حيث تمت ترجمة ذلك بشكل صريح في مبادئ الخمسين، والتي تنص على أن السياسة الخارجية أداة لخدمة المصالح الاقتصادية، وعلى أن هدف السياسة هو خدمة الاقتصاد، موضحاً أن هذا التوجه نحو تعزيز دور الدبلوماسية الاقتصادية، خلال الخمسين عاماً القادمة، وصولاً إلى مئوية الاتحاد، ينم عن رؤية استشرافية، تراعي في صميمها التحولات الرئيسية، التي يشهدها العالم في أعقاب جائحة «كوفيد 19»، وحالة الاستقطاب الاقتصادي بين أبرز اللاعبين الدوليين.

وذكر معالي الصايغ أن هذه التحولات وما يرافقها من فرص وتحديات ترسم مساراً واحداً، يعزز من أهمية الدبلوماسية الاقتصادية ويوسع من نطاقها، فبعد أن كانت محصورة بحماية الاستثمارات، وتشجيع التجارة، تبدو الدبلوماسية الاقتصادية اليوم منخرطة بقطاعات غير تقليدية، مثل مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، وحماية البيانات وتسهيل تدفقها، وتحفيز التجارة الإلكترونية، وتحقيق الأمن الغذائي، وأمن سلاسل التوريد العالمية، وبعد أن كانت الدبلوماسية الاقتصادية منوطة حصراً بوزارة الخارجية وبعثاتها الخارجية، بدأت اليوم تأخذ منحاً مختلفاً بإشراك مختلف الجهات، بما فيها القطاع الخاص، لصياغة وتطبيق مبادراتها.

واختتم معاليه بالقول: إنه كما هي العادة، تنتهج دولة الإمارات أسلوباً استباقياً في التعاطي مع المتغيرات، وهو ما بدأت ملامحه تتضح عبر مبادئ ومشاريع الخمسين، واستراتيجية وزارة الخارجية والتعاون الدولي لإدارة دفة الدبلوماسية الاقتصادية، والعبور بها نحو التحول المطلوب، لمواكبة التطورات العالمية، فابتداء من استراتيجيات الأمن الغذائي وتنويع الواردات والصادرات، وعبوراً بقيادة جهود تطوير منظومة مكافحة الجريمة المالية، وانتهاء بتعيين السفراء القطاعيين المسؤولين عن الذكاء الاصطناعي، والثورة الصناعية الرابعة، تضع وزارة الخارجية اللبنات الرئيسية لمرحلة مقبلة من الدبلوماسية الاقتصادية الرائدة والمستدامة.

Email