تحتوي مضامين غير تربوية وأخرى تتيح لهم التواصل مع لاعبين غرباء

«روبلوكس» لعبة «مريبة» تستحوذ على عقول الصغار في الفضاء الرقمي

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

دعا أولياء أمور إلى إحكام الرقابة على لعبة «روبلوكس» المنتشرة بين الأطفال والشباب من سن 6 إلى 18 سنة لاحتوائها على مضامين غير تربوية وأخرى مريبة تتيح لهم التواصل والدردشة مع لاعبين غرباء، لافتين إلى انتشار مئات الألعاب غير المجدية عبر الفضاء الرقمي، مؤكدين ضرورة أن يتنبه الأهالي للمحتوى الذي يشاهده الأبناء وإحكام الرقابة بشكل مشدد حفاظاً على سلامتهم.

عالم افتراضي

وتسمح اللعبة - التي بات انتشارها سمة بين الطلبة من مختلف المراحل العمرية - لممارسيها ببناء عالم افتراضي، حيث ينشئ اللاعبون شخصياتهم الرقمية الخيالية ويقومون بتزيينها والتنافس على إضافة تأثيرات عليها، علاوة على خاصية الدردشة، وتفاعل اللاعبين ونشوء صداقات ما يجعل الأطفال في مرحلة سنية صغيرة فريسة للمحتالين والمبتزين لافتقارهم الخبرة والقدرة على تمييز ما قد يلحق بهم الضرر.

ونبه تربويون من تبعات ممارسة الألعاب الإلكترونية بشكل عام قائلين إن الأطفال يفقدون مهارات التواصل الاجتماعي ويصبحون أكثر عرضة للانطوائية والعزلة وقلة التركيز، نتيجة مكوثهم لساعات طويلة دون حراك خلف الشاشة، إلى جانب التأثير التربوي والسلوكي والصحي على الأطفال.

تحذير

من جانبها حذرت هبة محمد عبد الرحمن أمين السر العام لجمعية الاجتماعيين، من لعبة روبلوكس الأكثر انتشاراً في الوقت الحالي، قائلة إنها تستهدف النيل من معتقدات الأطفال، وصحتهم النفسية بسبب المضامين غير السليمة التي تحتويها، مشيرة إلى أن الواقع المعاش حالياً يحتاج من أولياء الأمور أن يكونوا أكثر وعياً معهم وأكثر تحاوراً لمعرفة ما يدور بعقول أبنائهم.

انحرافات

وتطرقت إلى تبعات جائحة كورونا فترة الإغلاق التي جعلت الأبناء أكثر التصاقاً بالعالم الافتراضي والألعاب الإلكترونية ومن ضمنها لعبة «الروبلوكس» التي أضحت عالمه المثير الذي يستقي منه كل شيء: سعادة وابتسامة وانتصارات وتعلم سلوكيات قد تبدو لديهم عادية، ولكنها مبطنة بالانحرافات المختلفة اللفظية والحركية والقيمية.

وعبرت عن قلقها لكون أولياء الأمور في غفلة كما تقول، حيث لا دراية لبعضهم بمحتوى الألعاب التي يمارسها أبناؤهم، مشيرة إلى انزعاج بعض الأهالي عند عرض طبيعة اللعبة لهم، وتوجههم لمشاركة أبنائهم ونصحهم بالابتعاد عما يضر وهو جوهر دور الأهل الحماية والوقاية وتعزيز منظومة القيم لدى الأبناء ليكونوا محميين فيشبوا أسوياء.

خيال مدمر

بدورها، وصفت بدرية عبيد الظنحاني أخصائية صحة نفسية للأطفال والمراهقين ومستشارة تربوية، لعبة «روبلوكس» بأنها خيال افتراضي مدمر ولعبة تستهدف المنظومة الفكرية لدى الأبناء والنيل منها تحديداً من هم في أعمار صغيرة، مطالبة الآباء التنبه وأخذ الحيطة، نظراً لما تمثله من خطورة شديدة لدى عقلية وسلوك الأطفال خصوصاً من يتجهون نحو التقليد والمحاكاة لمجرد أنها تحقق لهم دور الشجاعة وشعورهم بالفوز.

عنف

وذكرت أن موقع «يوتيوب» يحتوي على العديد من الفيديوهات لهذه اللعبة، وأن هناك مَشاهد تحفز على العنف وتعلم الرماية بالذخيرة، وألعاب أخرى للتدريب على الاعتداء من خلال إطلاق النار على طلبة المدارس، متسائلة أين الرقابة على هذا؟ مهيبة بالجهات المسؤولة منع اللعبة وحجب تحميلها نظراً لخطورتها على المدى القريب والبعيد.

عدوانية

ووجهت نهى ناهض معلمة اجتماعيات ومدرب ومستشار أسري، رسالة إلى أولياء الأمور والمربين باعتبارهم المسؤولين للاستثمار الصحيح بأبنائهم ليكونوا أفراداً منتجين لا أدوات هدم للمجتمع. وتحدثت عن مواطن الخطر في اللعبة التي قالت إنها محور حديث العديد من الأمهات والأهالي عبر مجموعات «الواتس اب» ووسائل التواصل الاجتماعي، لكونها لعبة تشتت عقول الأبناء، فيما يرى بعض العلماء والدراسات أن المراهقين والأطفال الذين يمارسون الألعاب يتعرضون لتأثيرات متفاوتة في المخ ما يسبب عدوانية لدى الأطفال، مشددة على ضرورة أن تتنبه الأسر نظراً لما تسببه هذه اللعبة.

ويستعرض محمد إدريس سليمان مستشار أسري وتربوي، مكامن الخطر في هذه اللعبة التي قال إنها انتشرت بصورة كبيرة، حيث يصل اللاعبون فيها إلى عشرات الملايين، ما قد يتيح للغرباء مصادقة أطفالنا وابتزازهم وتخويفهم وإجراء محادثات خادشة للحياء، أو غرس أفكار فاسدة لديهم مثل الأفكار التي تمس العقيدة والأخلاق والمادية وغير ذلك، محذراً من مغبة تطور العلاقة وتحولها إلى خارج اللعبة مثل السناب والتلغرام وأخذ معلومات شخصية ومعلومات عائلية ومعلومات بطاقات بنكية خاصة بالعائلة وغيرها.

وذكر أن اللعبة بما تتضمنه كاللبس غير الأخلاقي والخادش للحياء، وأفكار العنف، وسماع العبارات غير الأخلاقية، علاوة على كونها لعبة طويلة تخطف وقت الأطفال فهم يقضون الساعات الطوال فيها دون فائدة تذكر، بالإضافة إلى خطورتها على العينين لطول النظر في الشاشات وقلة الحركة.

توعية

وطالب أولياء الأمور والمربين أن يعوا خطورة مثل هذه الألعاب وأن يستبدلوها بما يفيد أبناؤهم مثل القراءة والألعاب الرياضية الحركية وبرامج المسابقات وبرامج حفظ القرآن وتحديد وقت مخصص لا يتجاوز ساعة واحدة لأي لعبة إلكترونية والبقاء بالقرب منهم لمعرفة ما يحصل مع هؤلاء الأطفال فهم لا يعون الأخطار المحيطة بهم، منتهياً بالقول أطفالنا أمانة لا تضيعوها.

وشدد الاختصاصي الاجتماعي فيصل آل علي، على ضرورة منع الأهالي لأبنائهم من اللعب في أماكن مغلقة تصعب رؤيتهم فيها، مقترحاً تخصيص ركن لهم في غرفة المعيشة أو أي مكان آخر بحيث تكون هناك متابعة ورقابة على ما يشاهدونه، مشيراً إلى أن اللعبة كغيرها من الألعاب الإلكترونية مع تفاوت حدة التأثير والضرر، لكن الإقبال اللافت عليها من قبل الأطفال من سن السادسة يستوجب التفاتة قوية لها ومراقبة المحتوى الذي يشاهده هؤلاء الأطفال لكونهم غير قادرين على التمييز، خصوصاً إذا ما وقعوا ضحية مبتز أو شخص سيئ.

اضطرابات

ومن واقع عملها ترى هيام أبو مشعل استشارية أسرية ونفسية، أن جلوس الأطفال والمراهقين لساعات طويلة على الأجهزة الإلكترونية وممارسة الألعاب يجعلهم عرضة للاضطرابات السلوكية والنفسية وكان من أهم هذه الألعاب وأكثرها انتشاراً وشهرة لعبة «روبلوكس»، التي توسطت منصات الألعاب الإلكترونية لكونها تجمع أشخاص من مختلف أنحاء العالم للدردشة واللعب والمتعة ويكون مبدأ العمل فيها من خلال وجود شخصيات خيالية وإضافة تأثيرات عليها مقابل بطاقات مدفوعة أو قد يتم العمل عليها بشكل مجاني.

تأثير

وحذرت من تأثيراتها السلبية على الصحة النفسية والجسدية للأطفال والتي قد تصبح أكثر خطورة عندما يصبح الطفل أو المراهق مدمناً عليها، وخصوصاً إذا قام باستخدامها الصغار دون سن الثامنة وهو العمر الذي حدد لإمكانية اللعب بهذه اللعبة، حيث تؤثر بشكل كبير على أدمغة الأطفال وتسبب لهم مشاكل صحية وسلوكية كبيرة، كالسمنة وتزايد القلق والتوتر وعدم الراحة ونوبات الغضب وانخفاض الانتباه وصعوبة التركيز والعناد إلى جانب صعوبات نمائية وأكاديمية أيضاً على المدى البعيد.

نصيحة

ونصحت أبو مشعل الأهل بمراقبة الأبناء والمسارعة في استشارة المختصين في حال التأكد من وجود اضطرابات سلوكية لدى أبنائهم أو ملاحظة أي أعراض غير طبيعية، حيث إنه في حال عدم التدخل والرقابة والعلاج قد تزداد مشاكل الأطفال والمراهقين سوءاً، مشددةً على مشاركة الأهل لأبنائهم الألعاب الإلكترونية وتنمية روح الصداقة والمشاركة مع أبنائهم وإبعادهم عن الألعاب الفردية والتي يقومون بها لوحدهم دون رقابة وتقنين ساعات الاتصال على الإنترنت وتفعيل خاصية التحكم الأبوي والحرص على أن لا يكون الطفل وحيداً منعزلاً وعدم السماح باللعب لفترات زمنية طويلة ومتصلة والاطلاع على اللعبة وتفاصيلها قبل تحميلها والبدء باللعب بها فلا بد من توعية الأبناء على الرقابة الذاتية والخوف من الله.

حالة واقعية

استعرضت هيام أبو مشعل حالة طالب مراهق يبلغ من العمر 14 عاماً يعاني إدماناً على لعبة «الروبلوكس» وألعاب إلكترونية أخرى، مشيرة إلى لجوء أسرته لها للحصول على استشارة نتيجة لظهور بعض السلوكيات غير السوية عليه، وعليه تم وضع برنامج علاجي له وإشراكه بأنشطة رياضية واجتماعية مع توجيه الأهل وإرشادهم لكيفية التعامل مع الابن ومساعدته للعودة لحياته الطبيعية والانشغال بالأشياء المفيدة والتركيز على الجانب الأكاديمي والسلوكي.

 

Email