«البيان» ترافق الرحلة الأولى لطائرات المساعدات

محمد بن راشد يأمر بجسر جوي طبي للسودان

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أمر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بتسيير جسر جوي إنساني إلى السودان، لنقل إمدادات طبية أساسية مقدمة من منظمة الصحة العالمية؛ استجابةً لحالة الطوارئ الصحية المتغيرة ودعماً للعمليات الإغاثية التي تقوم بها منظمة الصحة العالمية هناك.

كما وجه سموه المدينة العالمية للخدمات الإنسانية في دبي، باستخدام طائرة شحن خاصة تابعة لأسطول الجناح الجوي في دبي، في نقل هذه المساعدات التي يصل حجمها إلى نحو 283 طناً من الأدوية والمستلزمات الطبية والصحية، ستنقل على متن 3 رحلات جوية، وصلت الأولى منها مطار الخرطوم أول من أمس حاملة معها قرابة 92 طناً من المساعدات.

ورافقت «البيان» المدينة العالمية للخدمات الإنسانية في الرحلة الأولى لطائرة المساعدات الطبية إلى الخرطوم ضمن الجسر الجوي الذي أمر به صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.

ووفق المدينة العالمية للخدمات الإنسانية، ستصل الرحلة الثانية إلى مطار الخرطوم غداً الأربعاء، بينما ستكون الرحلة الأخيرة بعد غدٍ الخميس، وعلى متنها قرابة 99 طناً من المساعدات.

كما يعتبر هذا الجسر «الأكبر بين الإمارات والسودان»، حيث ستسلم منظمة الصحة العالمية معوناتها الضرورية من مركزها للإمدادات اللوجستية في دبي إلى الخرطوم، لتلبية الاحتياجات الصحية لحوالي مليون ونصف المليون شخص، منهم أكثر من ثلاثمائة ألف عامل صحي في الخطوط الأمامية ممن يحتاجون إلى الحماية.

كما تأتي أهمية تحريك هذا الجسر في ظل الأوضاع الصحية الصعبة التي يواجهها الشعب السوداني في ظل نقص الأدوية الأساسية، وازدحام عمليات ميناء البلاد مع تراكم الحاويات، مما يؤخر إخراج الإمدادات الطبية الحيوية إلى محتاجيها، إلى جانب تزايد اللاجئين والنازحين داخلياً، ناهيك عن أن موسم الأمطار ضاعف انتقال الأمراض المنقولة بالمياه، ما زاد من تعقيد حالة الطوارئ الطبية.

مليونا دولار

من جانبه، قال جوسيبي سابا، المدير التنفيذي للمدينة العالمية للخدمات الإنسانية في تصريح لـ«البيان»: «تزامنا مع ذكرى يوم الأمم المتحدة الذي صادف 24 أكتوبر، سيرنا إلى مطار الخرطوم أول رحلة من الجسر الجوي الذي نقوم بتشغيله من دبي بواسطة طائرة تابعة للجناح الجوي في الإمارة بتوجيهات ودعم من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، وسنرسل شحنتين جويتين أخريين قبل نهاية الأسبوع بتكلفة إجمالية للمساعدات تصل إلى حوالي مليوني دولار».

وأضاف: «في أقل من شهرين، يعود جناح طيران دبي مرة أخرى إلى السودان دعماً لمنظمة الصحة العالمية، حيث ثمة حاجة إنسانية كبيرة هناك، ويمثل هذا الجسر الإغاثي مثالاً آخر على الالتزام الشخصي لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في تقديم العون والمساعدة لمن هم في أمس الحاجة لها، وحرص سموه على تقديمها في أسرع وقت، ونظراً للقيود اللوجستية في هذا البلد، نتيجة ازدحام الميناء البحري فيه وصعوبة المرور من خلاله فإنه يلزم استخدام النقل الجوي لتلبية الاحتياجات الإنسانية، ونحن في المدينة العالمية للخدمات الإنسانية فخورون كوننا نستضيف في المجتمع الإنساني للمدينة أعضاء يدعمون الأشخاص المحتاجين في كل مكان، وفخورون كذلك في دعم هذه المؤسسات والعمل معها، تأكيداً لنهج دبي ودولة الإمارات الدائم في تقديم يد العون لكل محتاج في مختلف مواقف الشدائد والملمات، والمسارعة لنجدة المتضررين والمشاركة في توفير المتطلبات الأساسية للحياة».

وأضاف: «ضاعفت المدينة العالمية للخدمات الإنسانية والمجتمع الإنساني الذي نستضيفه الجهود في ضوء زيادة الحاجة إلى المساعدات الإنسانية، ويسعدنا إرسال المساعدات الموجودة في المستودعات في دبي والمُقدمة من منظمة الصحة العالمية، لتكون سبباً في دعم الشعب السوداني».

علاقات قوية

بدورها، قالت يسرى محمد عثمان، وكيل وزارة الصحة المكلف في الحكومة السودانية لـ«البيان»: «إن تسيير الجسر الجوي «الطبي» إلى السودان، واستمرار الإمارات في تقديم المساعدات الإغاثية المختلفة للشعب السوداني، يؤكد قوة وتميز العلاقات الأخوية بين البلدين».

وأضافت: «المساعدات الطبية التي وصلتنا من الإمارات، وتلك التي ستصل هذا الأسبوع استكمالاً للرحلات الثلاث، تؤكد حرص هذه البلد الشقيق على مواصلة الدعم للقطاع الصحي السوداني وتعزيز الخطط الحكومية، من خلال تقديم الدعم المباشر للعاملين في هذا القطاع من الأطباء والممرضين والأجهزة الفنية في مواجهة جائحة كورونا وتداعياتها الصحية».

وتقدمت عثمان بالشكر الجزيل لحكومة الإمارات على دعمها السخي لاستقرار الوضع الصحي في السودان خلال هذه الفترة، ما سيساعد بانفراجة في الأزمة الدوائية في ظل الظروف الأوضاع التي تعيشها البلاد هذه الأيام، وسيحقق المزيد من الاستقرار الصحي في البلاد.

وقالت: «أوجه كلمة شكر مستحقة للإمارات لدورها المتواصل في مساعدة السودان على مواجهة التحديات الصحية التي يواجهها في الفترة الحالية، وتوفير الدعم الذي يحقق الاستقرار الصحي لجميع فئات المجتمع، ونأمل أن يستمر التعاون بين البلدين في كل المجالات».

وأوضحت أن شحنة المساعدات التي وصلت على متن الرحلة الجوية الأولى ضرورة صحية عظمى لدعم عمليات الطوارئ في المستشفيات والمراكز الصحية كونها تحتوي على كمية كبيرة من مستلزمات الرعاية الصحية الأولية والأدوية الأساسية وأدوية الكوليرا، التي تنتشر عادة في موسم الأمطار، إضافة إلى احتوائها على أدوية للأطفال الذين أصيبوا بسوء التغذية، وبعض المعينات والحماية الشخصية من «كوفيد 19».

وقالت: «الفجوة الدوائية في السودان الآن، تمثل 40 في المئة، والجسر الجوي الطارئ هذا يعوض نسبة كبيرة من هذا النقص ومن الحاجة الفعلية في هذا الموسم».

شكر وامتنان

من جانبه، قال الدكتور نعمة عابد، ممثل منظمة الصحة العالمية في السودان: «ممتنون لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، لإقامة هذا الجسر الجوي لنقل المساعدات الطبية للشعب السوداني، ولما تقدمه دبي من دعم مستمر في تسيير هذه الرحلات، حيث إن التعجيل بنقل هذه الأدوية وتسليمها سينقذ الأرواح ويخفف المعاناة، وممتنون أيضاً للدعم المقدَّم من جميع الأطراف المشاركة في تنسيق هذه العملية التاريخية».

وأضاف عابد: «لا يزال السودان يعاني من أثر اضطرابات سلاسل الإمداد العالمية التي تؤثر على نقل الأدوية الأساسية وتوصيلها، ولذلك وتأتي هذه الرحلات في وقت حرج يواجه فيه السودان زيادةً في انتشار الأمراض المنقولة بالمياه بسبب موسم الأمطار، فضلاً عن تزايد أعداد السكان المعرضين للخطر المحتاجين إلى المساعدات الطبية الإنسانية».

شريان حياة

يشار إلى ان مركز الإمدادات اللوجستية التابع لمنظمة الصحة العالمية، ومقره المدينة العالمية للخدمات الإنسانية في دبي، قدم 25 شحنة إلى السودان هذا العام بقيمة بلغت 1.4 مليون دولار. وفي عام 2020، قدم المركز 8 شحنات إلى البلد نفسه مثَّلت شريان حياة، وبلغت قيمتها تسعمائة ألف دولار.

ومن خلال «المركز» تستطيع المنظمة تقديم الإمدادات المُنقذة للحياة فوراً وبكفاءة إلى البلدان داخل إقليم الشرق الأوسط وخارجه. ومنذ بداية جائحة «كوفيد 19»، أرسل المركز إمدادات صحية بقيمة تجاوزت 90 مليون دولار إلى أكثر من 120 بلداً في العالم.

 

Email